الموضوع: سوال عن السبع السماوات

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي سوال عن السبع السماوات

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه في نفسه
    اريد. شرح عن السبع السمأوات الطباق
    فكل ما بحثت عن موقعهن في اليوتيبوب
    اجد اغلبيتهم. يمثلون السبع السماوات كمثل البصاله. ويستشهدون بقول الله تعالى
    ... وبنينا فوقكم سبعا شدادا... صدق الله العظيم
    فنريد شرح توضيحي لهاذا الامر هل شرح الامام صلوات ربي وسلامه عليه في هاذا؟
    في نظريتي ان لكل كوكب من الارضين السبع سماء خاص به كمثل سماء الدنياء
    وليس كمثل البصاله حسب مافهمت انا
    وسلاماً على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    *سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته*

  2. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه وجمعة طيبة مباركة حبيبي في الله معين البحش

    أرجو أن يكون هدا البيان كافي لسؤالك و شكراً

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 46955 من موضوع من أسرار الكتاب المكنون لنشأة الكون ..



    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 04 - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    10:28 مساءً
    ــــــــــــــــــــ


    الجواب من الكتاب عن حدود الملكوت للسماوات والأرض ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين وجميع التابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ولا أُفرق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين، وبعد..

    يا معشر الباحثين عن الحقّ إني أنا المهديّ المنتظَر الحقّ حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ الذي يُصدّقُهُ العلم والمنطق على الواقع الحقّ، وقد أفتيناكم من قبل بالحقّ وما بعد الحقّ إلّا الضلال عن الحقّ، وسبق وأن
    أفتيناكم بأنّ الكوكب الرتق الذي يُسميه أهل العلم (الكوكب النيتروني) هو كوكب الماء سرّ الحياة ولا حياة بدون الماء، وجعل الله من الماءِ كُل شيءٍ حيّ. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب عليكم أن تعلموا بأنّ الله لا يُخاطب بهذه الآية الكُفار بالقُرآن في عصر التنزيل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك لأنهم لا يعلمون بأنّ السماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وما حولها كانتا رتقاً كوكباً واحداً؛ بل يخُاطب الله بهذه المُعجزة العلميّة الكونيّة الحقّ في حقائق آيات القُرآن العلميّة ويخاطب الله بهذه الحقيقة الكونيّة الذين أحاطهم الله بالعلم في ذلك، إذاً الخطاب القُرآني موجّه لكُفار اليوم في عصر المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر مُحمد اليماني والذي أفتاهم بالحقّ بأنّ عرش الملكوت الكونيّ جميعاً كان مدكوكاً دكاً دكاً في الكوكب المائي والذي يغُطي الماء منه ثلاثة أرباع من سطحه وليس إلّا ربعه يابسة، ولذلك أخبرنا الله بأنّ عرش الملكوت الكونيّ كان مُجتمعاً على الماء ويقصد بأنّه كان رتقاً واحداً على كوكب الأرض المائي. وقال الله تعالى:
    {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7].

    ولا يقصد بأنّ عرش الملكوت الكونيّ للسماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وما حولها بأنه كان على الماء والماء يحمله كالسفينة فليس كذلك؛ بل يقصد بأنّ السماوات السبع والأراضين السبع كانتا رتقاً واحداً مدكوكةً دكاً دكاً على هذه الأرض التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وتلك حُجّة الله ورسوله وحُجّة المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني على عُلماء الفيزياء الكونيّة ولذلك خاطبهم الله بقوله:
    {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم. بمعنى: أفلا يؤمنون بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم الذي يُصدّقُهُ العلم والمُنطق على الواقع الحقيقي، فلذلك قال تعالى: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم. وذلك لأنّهم وجدوا هذه الحقيقة العلميّة الكونيّة التي أخبر بها بالقُرآن العظيم حقاً على الواقع الحقيقي {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.

    وما بالكم لا تُصدّقون البيان الحقّ الذي يُصدّقُهُ العلم والمنطق على الواقع الحقّ؟ ولم يُفصّل للبشر هذه الحقيقة تفصيلاً غير المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم برغم أنه يوجد عُلماء من قبلي تبيّن لهم بعض سرّ قول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ودليل الانفجار الكونيّ هو الدُخان الذي امتلأ منه الفضاء ولم يكن بهدوء أخي الكريم. تصديقاً لقول الله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} صدق الله العظيم [فصلت:11].

    وأمّا مراحل التكوين لخلق السماوات والأرض فتمت بهدوء من بعد الانفجار نظراً لعلمي بأيام الله للحساب في الكتاب وسبقني باحثون عن الحقّ كمثل عبد المجيد الزنداني وزغلول النجار في بيان الانفجار الكونيّ ولكنهم لا يعلمون مركز الانفجار الكونيّ ولا يعلمون أين تكون الأراضين السبع، فظنّ عبد المجيد الزنداني وكذلك زغلول النجار بأنّ الأراضين السبع توجد في طبقات الأرض الجيولوجية، وهذا قول عُلماء الإعجاز من قبلي وهو ما يلي ذكره:
    اقتباس المشاركة :
    [وكما أن الأراضين السبع مكورة ومتطابقة في أرضنا على هيئة ستة نطق تغلف كرة من الحديد والنيكل‏,‏ ويحيط بعضها ببعض ـ بمعنى أن يغلف الخارج منها الداخل فيها‏ ـ فلا بد أن تكون السماوات السبع مكورة ومتطابقة ويغلف الخارج منها الداخل فيها‏].
    انتهى الاقتباس
    انتهت فتواهم بغير الحقّ، وهذا خطأ فلا ينبغي لهم أن يقولوا على الله ما لا يعلمون علم اليقين برغم أنهم تكلموا في حقائق أُخرى هي حقاً حقائق علميّة ولكنهم أخطأوا في كثيرٍ من الحقائق العلميّة كمثل فتواهم في الأراضين السبع فجعلوهُنّ كُتلةً واحدةً وكذلك السماء كُتلةً واحدةً.

    وكذلك خطَؤهم في التمدد الكونيّ من بعد الانفجار الأعظم فيقولون أنّه لا يزال مُستمراً في التمدد. ولكن المهديّ المنتظَر يُنكر ذلك جُملةً وتفصيلاً؛ بل أمر البناء السماوي مضى وانقضى وأتمّ الله خلق الكون وكل شيءٍ يسبح في فُلكه المعلوم إلى قدره المحتوم وانتهت البداية مُنذُ زمنٍ بعيدٍ
    وبدأ الكون في النهاية بالتغيرات والأحداث الكونيّة مُنذُ بداية التنزيل للقُرآن العظيم على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُعلناً اقتراب بداية النهاية للكون العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ولكن البشر لم يلاحظوا بدء التغير في الكون الموافق لتنزيل القُرآن العظيم، ولكن الذين أدركوا ذلك التغير الكونيّ الموافق لتنزيل القُرآن العظيم هم عالَمٌ آخر غير البشر ألا إنهم عالمُ الجنّ، ومن ثُمّ علموا أنّ هذا القُرآن تلقّاهُ مُحمدٌ رسول الله من لدن عليمٍ حكيمٍ، وقالوا وما يدري هذا الإنسان من البشر بأنّ الكون بدأ في النهاية حتى يُعلن دخول الكون في عمر النهاية مُعلناً باقتراب الحساب وهم في غفلةٍ مُّعرضون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [النحل]؛ أيّ أنّها اقتربت النهاية للحياة الدُنيا وجاء يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ ﴿١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    وكما قلنا بأنّ عالَم البشر لم يلحظوا بداية النهاية للكون بأنها قد جاءت متوافقة مع تنزيل القُرآن العظيم الذي أعلن الله فيه بقرب النهاية والذي لاحظ التغير الكونيّ موافقاً لنزول القُرآن هو عالَمٌ آخر من غير البشر ألا إنهم عالَم الجنّ، ولذلك صدّقوا بهذا القُرآن العظيم لأنهم كانوا يقعدون مقاعِدَ للسمع لأهل السماء الدُنيا من عالَم الملائكة، ولكن غُزاة الفضاء من الجنّ لاحظوا تغيراً كونيّاً بتفجيرات النجوم زينة السماء الدُنيا بأنّها جاءت تصديقاً للتحدي في القُرآن العظيم لعالَم الجنّ وعالَم الإنس بغزو السماء الدُنيا والنفوذ لأقطار السماوات، وقالوا:
    {فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿١﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    وذلك لأنهم لاحظوا بأنّ الكون بدأ في النهاية، وقالوا:
    {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    الذي أخبرنا بقولهم هذا القُرآن، فكيف يقولون بأنّ الانفجار لا يزال مُنطلقاً في الفضاء منذ الانفجار الأعظم؟ فبهذا نفوا تكوين بناء السماوات، وذلك لأنّ الانفجار حسب زعمهم لا يزال ساري المفعول في الانطلاق نحو الفضاء! وذلك لأنهم اتّبعوا القول لبعض عُلماء الفيزياء الكونيّة حين قالوا أنّ الانفجار الكونيّ لا يزال في الانطلاق في الفضاء الكوني!
    ولكن المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر مُحمد اليماني يُفتي بالحقّ بأنّ السماوات السبع والأراضين السبع ليست كُتلةً واحدةً؛ بل طباقاً منفصلةً عن بعضها، فأمّا السماوات فقد بناها طباقاً وهُنّ سبع طباق. فهُنّ لسْنَ كُتلةً واحدةً بل مُنفصلة عن بعضها البعض، وكُلّ سماءٍ هي أوسع مما دونها، وجميعهن مليئات بالملائكة المُسبحين لربهم الليل والنهار وهم لا يسأمون، ولا أعلم بعوالمٍ في السبع الأراضين من تحتنا بل العوالم في السماوات السبع وفي الأرض الأُميّة التي نعيش عليها.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ} صدق الله العظيم [الإسراء:44].

    ولكنه يوجد عوالم باطن الأرض من تحت الثرى في الأرض المفروشة، وكذلك الجنّ يعيشون مع البشر في أرضٍ واحدةٍ، ولذلك قالوا:
    {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾ وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    و أفتيناكم بالحقّ ولا أقول على الله غير الحقّ ولا أقول كمثل قول الأخ (كوراك) الباحث عن الحقيقة بأنّ ذلك الانفجار كان بهدوء فهذا غير صحيح؛ بل انفجارٌ ناريٌّ عظيمٌ بلغ أبعاداً كُبرى في الفضاء الكونيّ ولذلك كان الفضاء الكونيّ مُنتشراً فيه دُخان الغبار من جراء الانفجار الأعظم في تاريخ الكون، ولذلك قال الله تعالى:
    {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} صدق الله العظيم [فصلت:11].

    وذلك وصف السماء من بعد الانفجار الأعظم وقبل التكوين للسماء فكيف تقول تمَّ بهدوء أخي الكريم؟ ولو قلت بأنّ خلق السماوات والأرض تمَّ بهدوء من بعد الانفجار لوافقتك بالحقّ وصدقتك بسُلطان العلم من القُرآن وذلك لأنّ خَلْقَ السماوات والأرض تمَّ بهدوءٍ من بعد الانفجار فخلقَهُنّ في ستةِ أيامٍ بحساب الله في الكتاب.

    ويا معشر الباحثين عن الحقيقة ألم تجدوا الأراضين السبع طباقاً من بعد أرضكم وأنّ القُرآن يتنزل بين السماوات والأراضين السبع؟ فانظروا لماذا تجدون هذه الأرض خارجةً عن الرقم سبعة وأنّ السماوات تُحيط بها من جميع الجوانب وأنّ الأراضين السبع تحتها؟ فتجدون بأنّها حقاً مركز الكون كُله وتُحيط بها السماوات السبع والأراضين السبع وجميع الكواكب والنجوم من جميع الجوانب، وسوف أخبركم متى سوف توقنون؟ إنه يوم يجعل الله عالي أرضكم سافل الأراضين السبع ليمطر عليكم كوكبُ سجيلٍ بالحجارة في الدُخان المُبين، ومن ثُمّ تقولون:
    {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]، فانتظروا إني معكم من المنتظَرين..
    ـــــــــــــــــــــــ


    وإليكم البيان الافتراضي والمُطوّر بين المهدي المُنتظر وجورج W بوش الأصغر ..
    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المطهر الناصر لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناصر محمد اليماني خليفة الله على البشر إلى بوش الأصغر وإلى الناس أجمعين في البوادي والحضر، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، أمّا بعد..

    يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ مُعرضون وجئتكم أنا والكوكب العاشر على قدرٍ في الكتاب المُسطَّر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مُبالغٌ بالنثر لمن شاء منكم أن يتذكر ويخشى الله وعذاب اليوم الآخر قد أعذر من أنذر.

    يا أيها الناس، لم يجعلني الله نبياً ولا رسولاً بل إمامَ عدلٍ وذا قولٍ فصلٍ وما هو بالهزل بالبيان الحقّ للقرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى الناس أجمعين لمن شاء منكم أن يستقيم فأبيّنُ لكم من حقائق آيات القرآن العظيم وليس بالبيان اللفظي في القرآن فحسب؛ بل يريكم الله حقيقة البيان الحقّ للقرآن على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق الفيزيائي والرياضي 1 + 1 = 2 فترونهُ حقاً على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقاً لقوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وجعل الله هذا القُرآن العظيم كتالوجاً للصانع الذي أتقن صُنعه، فأيّ آيات الله تُنكرون يا معشر المُلحدين؟ فلنحتكم إلى كتالوج الصانع الحكيم في القرآن العظيم والذي فصَّل الله فيه كُلّ شيء تفصيلاً في مُنتهى الدقة لقوم يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:12].

    وسوف نجعل السائل افتراضياً بوش الأصغر والمُجيب اليماني المنتظَر :

    سـ 1- بوش الأصغر: يا أيها اليماني المنتظَر أخبرنا من كتالوج صانع الكون كيف كان عرش الكون قبل أن يكون وبعد ما كان بــ {كُن فَيَكُونُ} إلى ما هو عليه الآن شرط أن لا تستنبط العلم من كُتب العُلماء؛ بل من القرآن كتالوج الصانع؟
    جـ 1- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} صدق الله العظيم [هود:7]. الذي نبَّأكم في هذه الآية بأنّ السماوات والأرض كانتا قبل أن تكون رتقاً مطويةً مدكوكةً دكاً دكاً على كوكب الماء الذي تعيشون فيه ليبلوكم أيكم أحسنُ عملاً، وكان عرش السماوات والأرض مطويّاً كطي السّجل للكُتب في البداية مُجتمعاً على الكوكب الأمّ للسماوات السبع وزينتها والأراضين السبع.

    سـ 2- بوش الأصغر: وأين هو هذا الكوكب الأمّ الذي انفتقت منه السماوات السبع والأراضين السبع؟ فإذا علمتنا أي الكواكب هو فقد علمتنا مركز هذا الكون العظيم وذلك لأنّ هذا الكوكب هو مركز الانفجار الأعظم.
    جــ 2- اليماني المنتظَر: إنّ الكوكب الذي انفتق منهُ السماوات السبع والأراضين السبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سرّ الحياة، وسرّ الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كُلّ شيءٍ حي. وقال الله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} صدق الله العظيم [هود:7]، أي رتقٌ واحدٌ مطويٌّ كطيّ السّجل للكُتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأخرى يا بوش الأصغر؟ فإذا وُجِد الماء وُجِد المطر والشجر وحياة البشر، إذاً الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكونيّ للسماوات والأرض، وهو هذا الكوكب الأرضيّ البحري والذي ثلاثة أرباعه بحرٌ عظيمٌ. وقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    سـ 3- بوش الأصغر: فما دُمت تُخاطبنا من القرآن فتقول بأنّ مركز الانفجار للانفتاق الكوني للسماوات والأرض هو هذا الكوكب الذي نعيش فيه، وكذلك تقول بأنّ السماوات سبعٌ والأراضين سبعٌ، فلا بُدّ أن يكون كوكبنا الأرضي بين السماوات السبع والأراضين. ونحن نعلم بأنّ السماوات فوق الأرض وتحيط بها من جميع الجوانب فلا بُدّ أن تكون الأراضين السبع من تحت كوكب الأرض الأمّ وذلك حتى تكون أرضنا الأمّ هي مركز الانفجار الكوني، فهل تستطيع أن تثبت من القرآن (كتالوج الرحمن) بأنّه يقول بأنّ من بعد أرضنا الأمّ سبعة أراضين طباقاً؟
    جــ 3- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27]، فأمّا ظاهر هذه الآية فهي تتكلم عن كلمات قُدرته تعالى {كُن فَيَكُونُ} بأن ليس لقُدرته حدود ولا نهاية حتى لو يجعل ما في الأرض من شجرٍ أقلاماً لتُكتب بها كلمات قُدرات الله فلنفد بحر الأرض العظيم قبل أن تنفد كلمات قدرته المُطلقة {كُن فَيَكُونُ} حتى ولو يمدّ من بعده الأراضين السبع بسبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله. فقد علمت من خلال هذه الآية بأنّ من بعد الأرض الأمّ سبعة أراضين ويُفهم ذلك بالعدد الرقمي والذي جعله الله في القرآن واضحاً وجليّاً، وذلك لأنّ الآية لا تتكلم عن الخصوص لبحرٍ مُحددٍ في هذه الأرض بل تتكلم عمّا يشمل وجه الأرض: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ} أي بحر الأرض وذلك لأنّ الأرض ثلاثة أرباعها بحر وربع يابسة، ثم قال: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ} أي من بعد الأرض التي تحمل البحر والشجر والبشر فيمدّ من بعده أي من بعد الأرض التي تحمل البحر؛ ويقصد بذلك الأراضين السبع والتي توجد من بعد الأرض الكوكب الأمّ فيمدهنَّ بسبعة أبحرٍ كمثل بحر الأرض الأمّ فلما نفدت كلمات الله، ولأنّ الله يعلم بأنّ من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها سبعة أراضين فلذلك قال الله تعالى: {وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ} أي من بعد هذه الأرض ويقصد الأراضين السبع والتي يعلم بوجودها من بعد أرضنا، ولذلك ذكر الرقم سبعة وقال بسبعة أبحرٍ، فنفهم من خلال ذلك بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض منفصلةً عنها بالفضاء.

    سـ 4- بوش الأصغر: هل توجد في القرآن الكتالوج للصانع الحكيم آيةٌ أكثر وضوحاً تؤكد بأنّ الأراضين سبعٌ والسماوات سبعٌ وأنّ مواقع الأراضين السبع موجودةٌ من بعد أرضنا إلى الأسفل، وأنّ أرضنا والتي جعلها الله أمّ الكون توجد بين السماوات السبع والأراضين السبع؟ شرط أن تذكر هذه الآية العدد الرقمي للسماوات والأرض، ومن ثمّ تُبيّن هذه الآية بأنّ رقم أرضنا لم يكن من ضمن الرقم سبعة للأراضين السبع، وذلك لأنّها كما تقول مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع فلا بُدّ أن يكون رقمها غير رقم سبع الأراضين التي من بعدها، ومن ثمّ يذكر الله بأنّه جعل ذلك مُعجزة لإثبات حقيقة القرآن المُنزّل وكذلك تصديق البيان للإنسان الذي علَّمه الله البيان؟
    جـ 4- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} صدق الله العظيم [الطلاق:12]، فهذه الآية جليةٌ وواضحةٌ ومعجزةٌ للنبي الأميّ بأنّه حقاً كان يتلقى القرآن من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ وذلك لأنّ الآية تقول بأنّ الله خلق سبع سماواتٍ ومن الأرض مثلهن أي الرقم {سَبْعَ} سبعة أراضين {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ} وهو القرآن العظيم: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}، يتنزّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهنّ أي في الأرض الأمّ والتي يوجد بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل ويوجد في مركز المركز أي مركز الأرض التي جعلها الله مركز الانفتاق للسماوات السبع والأراضين السبع، ونقطة المركز الكعبة بيت الله المُعظّم وجميع الكواكب والنجوم تطوف من اليمين إلى الشمال حول البيت العتيق سابحةً ومُسبِّحةَ الخالق الحكيم سُبحانه عمّا يشركون وتعالى علوَّاً كبيراً! فقد بيّن القرآن بأنّ هذه الأرض الأمّ تخرج عن الرقم سبعة وأنّها بين السماوات السبع والأراضين السبع، لذلك قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} صدق الله العظيم، إذاً السبع الأراضين من بعد الأرض الأمّ التي نعيش عليها والتي يتنزل الأمر القرآن العظيم بينهن في الأرض الأمّ إلى الناس كافة، فهل أنتم مؤمنون؟

    سـ 5- بوش الأصغر: بما أنّك ذكرت لنا من القرآن كيف كانت السماوات والأرض قبل الانشقاق والانفتاق، ومن ثمّ ذكرت لنا ما بعد الانفتاق، ومركز الانفتاق للكون بأنه الأرض التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا كيف سوف تكون النهاية؟ وما هي الساعة؟
    جـ 5- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة هي الأرض التي نعيش عليها وهي التي تطوي السماوات والأراضين كطي السجل للكُتب. تصديقاً لقوله تعالى: {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:104].

    سـ 6- بوش الأصغر: إذا كانت النهاية سوف تعود إلى البداية فيطويها الله كما كانت رتقاً كوكباً واحداً فلا بُدّ أن تكون مركز الجاذبيّة الكونيّة في هذه الأرض الأمّ التي نعيش عليها، فهل لك أن تُبيّن لنا من القرآن بأنّ مركز الجاذبيّة الكونيّة في أرض البشر والتي لولا أنّ الله يمنعها لوقعت علينا السماوات والأرض؟
    جـ 6- اليماني المنتظَر: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} صدق الله العظيم [فاطر:41]، ومعنى الزوال للسماوات السبع والأراضين السبع هو الوقوع على الأرض انضماماً إلى مركز الجاذبيّة الكونيّة في الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، ولكن الله برحمته يمنعها من ذلك رحمةً بالعباد لعلهم يتقون، وذلك لأنّ الله يمنع السماوات السبع بزينتها والأراضين السبع وما فيها أن يزولا إلى الأرض الأمّ مركز الجاذبيّة الكونيّة، وكما قلنا بأنّ الزوال هو الوقوع على الأرض الأمّ. وقال الله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} صدق الله العظيم [الحج:65].

    سـ 7- بوش الأصغر: وكيف يكون ذلك وما هي الساعة في حقيقتها وليس زمن وقوعها؟
    جـ 7- اليماني المنتظَر: إنّ الساعة الرئيسيّة توجد في باطن الأرض التي نعيش عليها فإذا أوحى لها الله تفجّرت في كُلّ شبرٍ على وجه الأرض فتنسف الجبال نسفاً فتكون كالعهن المنفوش. وقال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا (107)} صدق الله العظيم [طه].

    وتبدأ بزلزالٍ عظيمٍ لدرجة أنّ الناس لا يستطيعون أن يمشوا مُعتدلي القامة؛ بل يتمرجحون يساراً ويميناً كأنهم سُكارى وما هم بسكارى وإنما من شدّة الزلزال العظيم فهم يتمرجحون يساراً ويميناً وإلى الأمام وإلى الخلف. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2)} صدق الله العظيم [الحج].

    وذلك لأنّ الأرض هي الساعة بذاتها؛ هي التي تُزَلْزَلُ نتيجة أسبابٍ كونيّة ومُسيرة، ولكن الأرض التي نعيش عليها هي الساعة بذاتها لذلك قال تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ}؛ أي الأرض التي نعيش عليها يُسميها القرآن الساعة كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها؛ أي عشية أو ضُحى الساعة التي زلزلت إذا أمرها الله تجلَّت للناس من باطن الأرض. وقال الله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4﴾ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)} صدق الله العظيم [الزلزلة].


    سـ 8- بوش الأصغر: يا من تدّعي بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر هل ابتعثك الله نبياً ورسولاً إلى الناس أجمعين؟
    جـ 8- المهديّ المنتظَر: يا بوش الأصغر عليك أن تعلم بأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو النّبيّ الأُميّ مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله إلى الناس كافة برسالة الله القُرآن العظيم، وإنما جعلني الله خليفته الإمام الناصر لمُحمد رسول الله والقُرآن العظيم فجعل في اسمي خبري وعنوان أمري ناصر مُحمد اليماني، وحكمة التواطؤ لاسم مُحمد في اسمي في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر (ناصر مُحمد)، ذلك بأنّ الله لم يجعلني نبياً جديداً؛ بل الإمام الناصر لما جاء به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم آتيكم بكتابٍ جديد بل بالبيان الحقّ للقُرآن فآتي به من نفس القُرآن وأدعو المُسلمين والناس أجمعين إلى الرجوع لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ على منهاج النّبوة في عصر تنزيل القُرآن، وأيّدني الله بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم لأفصّله تفصيلاً وأبيّن لأهل العلم منكم حقائق القُرآن العلمية لكي أُريكم حقائق آيات الله في القُرآن العظيم على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لكم أنه الحقّ من ربكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [النمل:93]. بمعنى أنكم سوف تعرفون حقائق آيات الله في القُرآن العظيم فتعرفونها على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب. وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    سـ 9- بوش الأصغر: إنّ آخر ما اكتشفه عُلماؤنا هو كوكب ( نيبيرو Planet-X )، ويؤكد عُلماؤنا بوكالة ناسا الأمريكية بأنّ هذا الكوكب سوف يمرّ بجانب الأرض وقد يتوقعون أن تواجه البشرية خطراً عظيماً يوم مرور هذا الكوكب، فهل حذَّر منه النبيّ الأميّ الذي جاء بهذا القرآن؟ فإذا كان حقاً من عند الرحمن فأتنا بالبرهان من نفس القُرآن ولن نقبل منك برهاناً من غير القرآن الذي يؤمن به المُسلمون أنه من عند الرحمن. وكذلك لنا شرطٌ آخر أن يكون البرهان من القرآن واضحاً وجلياً ومن ثم نجده حقاً على الواقع الحقيقي، وكذلك شرطٌ آخر أن يكون هذا البرهان واضحاً وجلياً في القرآن يفهمه كُل من لديه علم باللغة العربيّة الفصحى، فأتنا بالبرهان عاجلاً غير آجل إن كنت من الصادقين بأنّ محمداً رسول الله كان يتلقى القرآن من لدُن حكيمٍ عليمٍ. وكذلك نصدقك بأنك المهديّ المنتظَر خليفة الله على العالمين الذي أتانا بالبيان الحقّ للقرآن ليرينا حقائق من آيات الله في القرآن العظيم نراها حقاً على الواقع الحقيقي.
    جـ 9- المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني: أولاً عليك أن تعلم يا بوش الأصغر وجميع الكفار بالقرآن العظيم الذي جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قد حذّر الكفار قبل أكثر من 1428 عام بأنهم إذا استمر التكذيب بالقرآن العظيم رسالة الله إلى الناس كافة فإنّ الله سوف يبعث على الكفار من العالمين بعذابٍ أليمٍ من كوكب العذاب فيمطر عليهم حجارةً من سجيلٍ منضودٍ مسومةً عند ربّك وما هي من الظالمين ببعيد! وكان ردّ الكفار أن دعوا الله وأخبرنا الله بردهم في القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    وكذلك تحدّوه أن يسقط عليهم كسفَ الحجارةِ من السماء وأخبرنا الله بردهم هذا في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:92]، ومن ثمّ ردّ الله عليهم وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ} صدق الله العظيم [سبأ:9].

    ومن ثم أكدَّ الله في القرآن العظيم بأنه سوف يسقط علي الكافرين كسف الحجارة مع الدخان المبين. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:44].

    وقد بيّن الله لنا بدعاء الكافرين على أنفسهم بأنّ الكسف هو قطع من الحجارة كما بينا ذلك من قبل في قول الله تعالى:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنفال:32].

    سـ 10- بوش الأصغر: وهل حدّد النّبيّ الأُميّ موعد العذاب الذي حذّر الناس مِنه كافة لئن كفروا بهذا القُرآن؟
    جـ 10- المهديّ المنتظَر: كلا لم يُحدّد مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعد العذاب كما أمره الله أن لا يُحدّد لهم متى سوف يأتي هذا العذاب الموعود للكافرين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الجن].

    سـ 11- بوش الأصغر: وهل هذا النوع من العذاب قد أنزله الله على أحد الكافرين بِرُسل ربهم؟
    جـ 11- المهديّ المنتظَر: نعم قد حدث من قبل عِدّة مراتٍ، وآخر حدث من قبل أنزله الله على الكُفّار الذين كفروا برسول الله إبراهيم ولوط، وقال الله تعالى: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ ﴿٧٣﴾ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ ﴿٧٤﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الحجر]، وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].
    ولكن الله لم يرفع قُرى الكفار حتى جعل عاليها سافلها كما يقولون على الله الذين لا يعلمون! بل أمطر عليهم حجارةً من كوكب العذاب وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴿٨٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وقال الله تعالى:
    {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنذَرِينَ ﴿١٧٣﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٧٤﴾ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [الشعراء]. فقد تبيّن لنا بأنّ الله أمطر عليهم مطر السوء بحجارةً مُّسوَّمةً، بمعنى أنها مُجهّزة لاختراق غلاف الأرض الجويّ.

    سـ 12- بوش الأصغر: ومن أين جاءت هذه الحجارة المُسوَّمة؟ أيّ من أي كوكبٍ أُمطرت على الأرض؟
    جـ 12- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، وذلك من كوكب سِجِّيل كما يُسمِّيه القُرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} صدق الله العظيم.

    سـ 13- بوش الأصغر: وأين يوجد موقع كوكب سِجِّيل هذا كما أخبركم القُرآن؟
    جـ 13- المهديّ المنتظَر: عليك يا بوش الأصغر أن تعلم عِلم اليقين بأنّ موقع كوكب سجيل هو أسفل الأراضين السبع، ولا أعلم بكوكبٍ من بعد كوكب سِجِّيل، وذلك لأنّ الله يقول في القُرآن العظيم أنه أسفل الكواكب الأرضيّة وذلك واضحٌ وجليٌّ في القُرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [هود]، بمعنى: أنّ أمر القدر للعذاب جاء بتوقيت مرور كوكب سِجِّيل على الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ كوكب العذاب هذا كان من أسفل الأراضين ودار في فلكه المحكوم إلى ميقات القدر المحتوم للكُفار فتغير موقعه من الأسفل إلى الأعلى فمرّ فوق هذه الأرض التي نعيش عليها ليُمطر على الكُفّار بِحجارةٍ العذاب المُسوَّمة. ولذلك قال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود]، أيّ جعل عالي الأراضين السبع الذي كان بسافلها.

    سـ 14- بوش الأصغر: وأين يوجد مواقع الأراضين السبع المذكورات في القُرآن؟
    جـ 14- المهديّ المنتظَر: توجد الأراضين السبع من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها إلى الأسفل، وأقرب الأراضين السبع إلينا هو ما يُسمى بالمريخ، وأسفل الأراضين السبع هو كوكب سجيل كوكب العذاب الأليم، وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو) وكذلك تسمونه (الكوكب العاشر إكس)، ولكنه أحد الأراضين السبع وأسفلها على الإطلاق وليس بعده أرضاً كما علّمنا الله بذلك في القُرآن العظيم، وبيّن لنا وفصّل لنا تفصيلاً بأنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وكما بيّنا لكم من قبل في الحوار الافتراضي من قبل بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها هي أُمّ الكون العظيم الذي انفتق منها السماوات وما فيها من الكواكب والنجوم، وبيّن الله لنا بأنّ الأراضين السبع توجد مواقعهُنّ من بعد أرضنا التي نعيش عليها. وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الطلاق].

    فأما الأمر الذي يتنزّل هو أمر القُرآن العظيم من ربّ العالمين يتنزّل على النّبيّ الأُميّ الصادق الأمين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان يعيش في هذه الأرض، وبيّن الله لنا بأنّ هذه الأرض التي نعيش عليها يقع موقعها بين السماوات والأرض. بمعنى: أنّ الأراضين السبع توجد من بعد هذه الأرض التي نعيش عليها، وبيّن الله لنا بأنّ أسفل الأراضين السبع هي كوكب العذاب وهو الذي تسمونه كوكب (نيبيرو - Planet X)، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].

    سـ 15- بوش الأصغر: ولكنّ عُلماءنا بوكالة ناسا الأمريكية قد أخبرونا بهذا الكوكب وأنه سبق وأن مرّ على الأرض وأنّ زاوية دورانه تميل عن الكواكب الأُخرى لدرجة أنه يأتي للأرض من الأطراف أي من جهة الأقطاب من الشمال إلى الجنوب.
    جـ 15- المهديّ المنتظَر: صدق عُلماؤكم في هذا الشأن يا بوش الأصغر، وذلك لأنّ الله قد أخبرنا في القُرآن العظيم بأنكم سوف تعلمون بذلك ومن ثُمّ أكّد الله الواحد القهار أنه سوف يغلبكم بذلك أجمعين لأن كذّبتم وقُلتم مَنْ أشدُّ مِنَّا قوةً! وظننتم أنكم القوة التي لا تُقهر وعصيتم المهديّ المنتظَر الذي يدعو للحقّ ويهدي بالقُرآن العظيم إلى صِراطٍ مُستقيم.

    سـ 16- بوش الأصغر: إذاً فآتنا بالآية التي تُخبركم بأنّ الكفُّار سوف يرون ذلك من قبل أن يأتي وكذلك تؤكد التحدي بهذا الكوكب المدمّر لمن أبى واستكبر وظنّ أنه المنتصر على المُسلمين.
    جـ 16- المهديّ المنتظَر: قال الله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴿٤٠﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الرعد]. وكذلك الآية التالية تُخاطبكم يا بوش الأصغر وأولياءه. وقال الله تعالى: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44]، بمعنى أنّ كوكب العذاب يأتي من جهة الأطراف وأنتم تعلمون بأنّ أطراف الأرض هي الجهات القطبية.

    سـ 17- بوش الأصغر: ومن أي جهةٍ من الأطراف سوف يأتي؟ بمعنى هل سيأتي للأرض من جهة القُطب الجنوبيّ أم من جهة القطب الشماليّ؟
    جـ 17- المهديّ المنتظَر الإمام ناصر مُحمد اليماني: بل سوف يأتي من جهة القُطب الشمالي فيراه أهل الجزيرة العربيّة يأتي من جهة النجم القطبي أيّ من جهة الشمال الأرضي والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل ولعنة الله على الكاذبين على الله بغير الحقّ.

    سـ 18- بوش الأصغر: وهل كوكب العذاب لن يُعذّب الله به إلّا قُرى الكُفّار بهذا القُرآن العظيم في العالمين؟
    جـ 18- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: للأسف! وكذلك قُرى المُسلمين أجمعين حتى قرية مكّة غير أنّ قُرى المُسلمين لن يهلكهم كوكب العذاب؛ بل سوف يُعذّبهم عذاباً شديداً.

    سـ 19- بوش الأصغر: ولماذا سوف يُعذّب الله قُرى المُسلمين وهم مُسلمون مؤمنون بالقرآن العظيم؟
    جـ 19- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: بلى سوف يُعذب كوكب العذاب قُرى ويُهلك أُخرى، وأمّا سبب عدم نجاة قُرى المُسلمين من العذاب نظراً لأنّهم لم يُصدّقوا بخلافة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم الإمام ناصر مُحمد اليماني الذي يدعوهم إلى الاحتكام لما أنزل الله في مُحكم القُرآن العظيم لتصحيح السُّنة النبويّة الحقّ فأبوا إلّا أن يستمسكوا بما خالف لمُحكم القُرآن العظيم من الأحاديث والروايات الموضوعة من مكر المُسلمين من اليهود ظاهر الأمر من الذين اتخذوا إيمانهم جُنّةً فصدّوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون.
    وأشدّ المُسلمين عذاباً هم عُلماء المُسلمين وعُلماء الفلَك منهم نظراً لإنكار آيات التصديق في الآفاق في الشمس والقمر فتدرك الشمس القمر فيُولد الهلال من قبل الاقتران بالشمس. بمعنى: أنّ آية التصديق أن يأتي لحظة ميلاد الهلال للشهر الجديد والشمس إلى الشرق منه والهلال يجري وراء الشمس من جهة الغرب والشمس تتقدمه شرقاً فتجتمع به وقد هو هلال، وكذبوا بحدوث آية التصديق للمهديّ المنتظَر بحدوث شرطٍ مُتكررٍ من أشراط الساعة الكُبر نذيراً للبشر لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر. وذلك لأنّ النظام الكوني في جريان الشمس والقمر قد بيّنه الله في القُرآن العظيم. وقال الله تعالى:
    {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [يس].

    سـ 20- بوش الأصغر: وما معنى ذلك في البيان للقُرآن؟
    جـ 20- المهدي المُنتظر: وذلك لأنّ الله يقول في القُرآن العظيم بأنّ الشمس والقمر والأرض جميعهم يجرون من الغرب مُتجهين شرقاً، ويقول بأنّ أهلّة الشهور تبزغ من بعد الاقتران للقمر مع الشمس في المحاق المُظلم لوجه القمر، ومن بعد الميل عن الاقتران يبدأ فجر الأهلّة على وجه القمر ثُمّ يُقدره الله منازل حتى يعود إلى عرجونه القديم الأول، وهو الوضع السابق للقمر وهو المحاق المُظلم من قبل منازل الأهلّة. ويقول بأنّ الشمس لا ينبغي لها أن تُدرك القمر فيلد الهلال من قبل الاقتران فتتقدمه شرقاً والهلال غربي الشمس فتجتمع به وقد هو هلال في بداية الشهر، وكذلك ولا الليل سابق النهار بتغير حركة الأرض فتطلع الشمس من مغربها منذ أن خلق الله السماوات والأرض وبدء الدهر والشهر والمُتمثلة في حركة الشمس والقمر والأرض حتى يأتي عصر أشراط الساعة الكُبر ومن ثُمّ تُدرك الشمس كما يشاء الله نذيراً للبشر من قبل قدوم كوكب العذاب أسفل الأراضين السبع حتى إذا جاء فيعكس دوران الأرض ثُمّ يسبق الليل النهار وهو طلوع الشمس من مغربها، وذلك لأنّ النهار يتقدم الليل ويجري النهار شرقاً ويطلبه الليل حثيثاً من جهة الغرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} صدق الله العظيم [الأعراف:54].

    ولكن إذا جاء كوكب العذاب فسوف يعكس دوران الأرض ثُمّ يسبق الليل النهار ويتحقق شرطان معاً من شروط الساعة الكُبرى وهُنّ قدوم كوكب العذاب و طلوع الشمس من مغربها، وليس معنى ذلك أنه قد انتهت عجلة الحياة فلا نزال في عصر التصديق لشروط الساعة الكُبرى وطلوع الشمس من مغربها أحد أشراط الساعة الكُبرى، وبعده مُباشرةً ظهور المهديّ المنتظَر الإمام ناصر مُحمد اليماني عند الرُكن اليماني من بعد التصديق من كافة البشر في ليلةٍ واحدةٍ بسبب العذاب الأليم بكِسف الحجارة بالدُخان المُّبين فيؤمنون كُلّهم أجمعين في ليلةٍ واحدةٍ بشأن المهديّ المنتظَر والقُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان]. فأمّا المُرتقب للنصر والظُهور فإنه المهديّ المنتظَر الداعي إلى الحقّ الذي جاء به مُحمدٌ رسول الله إلى الناس كافةً ثُمّ تولّوا عنه وقال بعضهم إنه مُعلّم وآخرون قالوا مجنون، وما أكثرهم ولو حرصت بمؤمنين. ولم يصدق مُحمداً رسول الله إلّا قليلٌ بالنسبة للبشرية الذين في عهده ومن بعد موته حتى جاء نصره بالمهديّ المنتظَر الناصر لما جاء به خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

    سـ 21- بوش الأصغر: ولكنك تقول بأنّ العذاب شاملٌ لقُرى البشريّة أجمعين حتى قُرى المُسلمين! فلماذا قُرى المُسلمين سوف ينالها العذاب إن لم يهلكهم وهم بالقُرآن ليسُوا بكافرين؟
    جـ 21- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: وذلك لأنّهم بآيات القُرآن التي أُبيّنها لهم بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي لا يوقنون! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    سـ 22- بوش الأصغر: وهل لديك آية في القُرآن هي أشدُّ وضوحاً يقول الله فيها بأنه سوف يُظهر المهديّ المنتظَر في ليلةٍ واحدةٍ بآية عذابٍ شاملٍ من قبل يوم القيامة ثُمّ يقول بأنّه سوف يُهلك المُكذّبين بالقُرآن الذي جاء به مُحمدٌ رسالةً من الله إلى الناس كافة ثُمّ يُهلك الله قُرى ويُعذب أُخرى عذاباً شديداً ليكون ذلك آية التصديق لهذا القُرآن العظيم الذي جاء به مُحمد رسول الله إلى كافة قُرى البشريّة جيلاً بعد جيلٍ فجعله الله محفوظاً من التحريف جيلاً بعد جيلٍ ليكون حُجّة الله ورسوله مُحمد والناصر له ناصر مُحمد اليماني، ولن يُصدقك الناس إذا لم يُصدقك المُسلمون الذين يؤمنون بهذا القُرآن العظيم، فإذا لم يُصدقك المُسلمون المؤمنون بالقُرآن العظيم فكيف يُصدقك الذين هم لا يؤمنون بالقُرآن على الإطلاق؟ وبما أنك تقول إنك المهديّ المنتظَر وأنّ الله ابتعثك بالبيان للقُرآن ولم تأتِ بكتابٍ جديد كما تقول بل بالبيان للقُرآن فتأتي به من نفس القُرآن؛ بل وتقول إنك تُخاطب الناس بآياتٍ مُحكماتٍ بيّناتٍ في القُرآن العظيم. ولو كنت كذلك يا ناصر اليماني لما كذّبك المُسلمون؟ فكيف يُكذبونك وأنت تُخاطبهم بآياتٍ مُحكماتٍ بيناتٍ كما تقول، وذلك لأنهم يؤمنون بالقُرآن فكيف يُكذّبونك بما يؤمنون به؟ وإذا كُنت صادقاً بأنك تُخاطبهم بآياتٍ مُحكماتٍ بيناتٍ ثُمّ يُكذّبونك فلا بُدّ أن يُعذّبهم الله مع بوش الأصغر والكُفار من البشر وما الفرق بيننا وبينهم وجميعنا مُكذّبون بأمرك؛ الكُفار والمُسلمين. فهل توعَّدنا الله بآية التصديق لخلافتك فيبعث علينا آية العذاب الشامل لقُرى الكُفار والمُسلمين فلا تنجو قريةٌ واحدةٌ على وجه الأرض بل يُهلك قُرى ويُعذّب أُخرى؟
    جـ 22- المهديّ المنتظَر الناصر لمُحمد رسول الله والقُرآن العظيم الإمام ناصر مُحمد اليماني: قال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    سـ 23- بوش الأصغر: بما أنك تقول بأنها تحدث قبل مجيء كوكب العذاب آيةٌ تتكرر كإنذار للبشر وهي أن تُدرك الشمس القمر فيولد الهلال من قبل الاقتران ونظراً لاختلاف التوقيت فهل حددت توقيت الحدوث بأي توقيت دولةٍ في العالمين؟ وهل حدثت آية الإدراك فأعلنت بالهلال نفس الدولة التي حددت بتوقيتها رؤية هلال المُعجزة للتصديق؟
    جـ 23- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: نعم يا بوش الأصغر قد أعلنت توقيت آية التصديق بأنّ الله جعلها بتوقيت ساعة بيته المُحرّم في مكة المُكرمة.

    سـ 24- بوش الأصغر: وهل شهد شُهداء الرؤية لهلال المُعجزة من قبل الاقتران من المملكة العربيّة السعوديّة ثُمّ أعلنوا رؤية الهلال للعالمين؟
    جــ 24- المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني: نعم، وقد جعل الله هلال المُعجزة للتصديق في شهر ذي الحجّة الحرام برغم أنها سبقت إدراكات ولكنها كانت آيات أصغر، بمعنى: أنهم يرون الهلال وعمره قصيرٌ جداً ساعتين ونصف أو ثلاث ساعات ولكن هلال ذي الحجّة لعام 1428 تمت رؤية الهلال من قبل الاقتران بالمرة برغم أني سبق وأن أعلنت لهم من قبل ذلك بشهور بأنّ يوم النحر لعام 1428 لا ينبغي له أن يكون بغير يوم الأربعاء برغم أني أعلم علم اليقين أنّ ذلك مُستحيل في علم الفيزياء الكونيّة لدى عُلماء الفلك أجمعين ولكني أعلم من الله ما لا يعلمون وأعلم عِلم اليقين بأني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وما دمت حكمت بينهم بأنّ يوم النحر لا ينبغي له أن يكون إلّا بيوم الأربعاء حسب تاريخ وتوقيت مكة المُكرمة فكيف لا يُصدّقني ربي في آية ليس بآية عذاب فنقول آخرها الدُعاء والاستغفار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال]. بل آية الإدراك ليست آية عذاب فكيف لا يُصدّقني ربي بها ما دمت حكمت وأجزمت وقلت لهم في بيانٍ سابقٍ من قبل الحدث بالحُكم الفصل بينهم من قبل أن يختلفوا في هلال شهر ذي الحجّة 1428 للهجرة اختلافاً كبيراً؟ بل جعلت الحكم بيني و بينهم يجعله الله في يوم النحر فإذا لم يكن بيوم النحر فلست المهديّ المنتظَر وأصبح اختلاف ذلك حُجّة علينا وذلك لأني جعلت يوم النحر هو الحكم بإذن الله وتركت الحُكم لربي برغم أني أعلم أن ذلك مُستحيل في علم الفيزياء الفلكية لدى جميع عُلماء الفلك في البشريّة أجمعين.

    وكان هذا نصّ حُكمي بالحقّ:
    [وأما يوم النحر فلا بُدّ له أن يكون بيوم الأربعاء وذلك لأنّ غرّة رمضان هي الأربعاء لولا حدوث الإدراك والسبق الحقيقي للشمس والحكم بيننا يوم الحجّ الأكبر بإذن الله ذلك لأنه حتماً سوف يكون يوم الأربعاء].

    وهذا ما حكمت به بينهم بالحقّ وهذا النص أستنبطه من حُكمي السابق بينهم من قبل أن يختلفوا والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل وهذا رابط حُكمي بالحقّ بتاريخه التقني بالإنترنت العالميّة:

    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?t=109

    سـ 25- بوش الأصغر:
    وأين سدّ ذو القرنين وأين يأجوج ومأجوج وأين المسيح الدجال وأين الأرض ذات المشرقين المذكورة في القُرآن العظيم؟ أفتني بالحقّ وأفتي جميع عُلماء الأُمّة بالحقّ من الآيات المُحكمات في القُرآن شرط أن نجد ما تنطق به من القُرآن علمياً على الواقع الحقيقي بدقةٍ مُتناهيةٍ كما تنطق به بمنطق القُرآن، فإن كنت من الصادقين أفتني وأفتي جميع عُلماء الأُمّة في العالمين؟


    جـ 25- المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر الإمام ناصر مُحمد اليماني: قال الله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]. ويا معشر عُلماء البشرية والناس أجمعين، فهل ترون مشرقين ومغربين على سطح أرضكم؟ ومعروف جوابكم سوف تقولون لم نرَ غير شروق للشمس إلى جهة وغروب للشمس في الجهة المُقابلة غرباً، ونعلم أنّ الشمس تظهر من الشرق فتغير شروقها في جهة الشروق شيئاً فشيئاً ولكنها جهة شرقيّة واحدة ومغاربها جهة غربيّة واحدة، ونقول: بلى معروف ذلك لدى عُلماء المُسلمين في قوله تعالى: {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} صدق الله العظيم [المعارج].

    ونقول أولاً: يا معشر عُلماء الأُمّة أنكم تعلمون بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق على سطح أرضكم، والدليل قول الله تعالى:
    {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴿١٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. فقد تبيّن لنا بأنّ المشارق والمغارب هي مناطق في الأرض في الجهة الشرقيّة وما يُقابلها الغربيّة، إذاً أين المشرقين والمغربين؟ إذاً يا قوم إنّ المشرقين والمغربين نُقطتان على سطح الأرض في جهتين مُتقابلتين.

    ويا معشر عُلماء الأُمّة إني أجد في القُرآن العظيم بأن نقطتي المشرقين على سطح الأرض هما نفسهما نُقطتا المغربين، بمعنى أنه يوجد هُناك أرض لها مشرقان في جهتين مختلفتين متقابلتين، بمعنى أنّ الشمس تشرق عليها من جهةٍ حتى إذا غربت أشرقت عليها من الجهة الأُخرى في لحظة وقت الغروب يكون شروقها من الجهة الأُخرى لهذه الأرض التي لا تُحيطون بها علماً، وأنا لا أُكلّمكم من كُتيّباتكم؛ بل من كتاب الله القُرآن العظيم وأجد في القُرآن العظيم بأنّ أعظم مسافةٍ بين نقطتين على سطح أرضكم هذه هي بين نُقطتي المشرقين وهُما نفسهما المغربان كما سوف يتبيّن لكم ذلك على الواقع الحقيقي.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يُقاطعني قائلاً: وكيف عرفت من القُرآن بأنّ أعظم بُعدٍ بين نقطتين على سطح أرضنا هذه هي المسافة بين نُقطتي المشرقين؟ فنردُّ عليه ونقول: قال الله تعالى بأنّ الإنسان الذي أعرض عن ذكر الله في هذه الحياة الدُنيا فإن الله تعالى يُقيّض له أحدَ الشياطين من الجنّ فيكون لهُ قريناً فأصبحا يعيشان روحين في جسدٍ واحدٍ، ويصدّ هذا الشيطان قرينه الإنسان عن الحقّ، حتى إذا تبيّن له كم أضلّه عن الصِراط المُستقيم يكره الإنسان قرينَه الشيطان كُرهاً عظيماً، ولكنهما لا يفترقان بل تستمر حياتهما في جسدٍ واحدٍ وهما في العذاب مُشتركان. فلا أُريد أن نخرج عن الموضوع ولكن انظروا إلى تمنّي الإنسان من شدّة كُرهه لقرينه الشيطان عدوه اللدود والذي يعيش معه داخل جسده، لذلك قال الله تعالى:
    {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف]. ومن خلال ذلك نعلمُ عِلم اليقين بأنّ أعظم مسافة بين نُقطتين على سطح هذه الأرض هي بين المشرقين.

    إذاً يا قوم إن أرضنا ذات نفقٍ عظيمٍ ومفتوحةٌ من الأطراف. وقال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً يا قوم تبيّن لنا أنه يوجد هُناك عالَمٌ تحت الثرى. وقال الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].

    وتلك هي الأرض المفروشة وليست مُسطّحةً؛ بل مفروشة مستوية في مُنتهى الاستواء لدرجة أنه إذا وقف أحدكم في بوابة الأرض النفقية جنوباً فسوف يرى البوابة في منتهى طرف الأرض شمالاً وذلك لأنّ هذه الأرض المفروشة تمتد في باطن الأرض من الشمال إلى منتهى أطراف الأرض جنوباً ومهدها الله تمهيداً. وقال الله تعالى:
    {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات]. ومعنى قوله: {فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ} فإن ذلك وصف في منتهى الدقة يوصف لكم الأرض المفروشة بأنّها مُمهدة تمهيداً في مُنتهى الدقة في الاستواء فليس فيها نتوء بسبب ذلك التمهيد فإذا كانت الشمس في السماء مُقابل البوابة الجنوبيّة وكان أحدكم واقفاً في البوابة الشماليّة فسوف ينظر إلى الشمس وهي في مشرق الأرض المفروشة من جهة الجنوب برغم أنه واقفٌ في منتهى طرف الأرض شمالاً في البوابة الشماليّة.

    وفي تلك الأرض يوجد يأجوج ومأجوج والمسيح الدجال وتلك هي جنة الله في الأرض والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل. وليست جنة المأوى التي عند سدرة المُنتهى بل جنةٌ لله من تحت الثرى، ويُريد المسيح الدجال أن يقول أنّه الله! وكذب فما كان لبشرٍ أن يُكلّمه الله جهرةً، سبحانه! والمسيح الدجال يُكلّمكم جهرةً ويقول أنّ لديه جنّة ونار، و هي لله وليست له ولله ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى. فلا يفتنكم الشيطان يا معشر المُسلمين بتلك الجنة فإنّ الله قد وعدكم بها في الدنيا ويرثكم باطن الأرض وظاهرها إن كنتم مؤمنين.

    وأما سدّ ذي القرنين فيوجد في مضيق في مُنتصف الأرض المفروشة يقسمها إلى أرضين، ولكنّ سدّ ذا القرنين له فتحةٌ كُبرى من الأعلى وليس مختم ولكنه أملس رفيع لا يستطيعون أن يظهروه لكي يتنزّلوا إلى عالَم دون السدّ في الجهة المُقابلة، ولكن يأجوج ومأجوج توجد لهم فتحة من الجهة الأُخرى ومنفذهم من البوابة الشماليّة، ولكن المسيح الدجال لا يُريد أن يُخرجهم إلّا إذا تهدّم سدّ ذو القرنين، وذلك لأنّ البعث الأول للذين أهلكهم الله وكانوا كافرين مربوط سرِّهُ بهدم سدّ ذي القرنين. وقال الله تعالى:
    {وَحَرَامٌ عَلَىٰ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٩٥﴾ حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. وقال تعالى على لسان ذي القرنين في قصة ذي القرنين: {قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿٩٨﴾ وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا أيها الناس، أُقسم لكم بالله العلي العظيم ما أفتيتكم إلّا بالحقّ ويُريد المسيح الدجال أن يخرُج عليكم من الأرض المفروشة من باطن أرضكم في يوم البعث الأول فيستغل البعث الأول للهالكين منكم ولم يكونوا مُسلمين، ويُريد أن يقول بأنّ ذلك يوم الخلود وأن لديه جنة ونار ويقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنّه الله ربّ العالمين، ولكني أشهد أنه ليس المسيح عيسى ابن مريم و إنه كذّاب لذلك يُسمى المسيح الكذاب وما كان لابن مريم أن يقول ذلك عليه الصلاة والسلام، بل سوف يكلّمكم كهلاً وهو من الصالحين التابعين للمهديّ المنتظَر، وذلك لأنّ مُحمداً رسول الله هو خاتم الأنبياء والمُرسلين فلا ينبغي أن يأتي من بعده نبيّ يدعو الناس لاتّباعه ولذلك سوف يدعوكم المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام إلى اتّباع المهديّ المنتظَر ويكون من الصالحين التابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]. فأمّا التكليم في المهد فقد سبق وتلك معجزة، ولكن ما هو سرّ المُعجزة في أن يتكلّم وهو كهل؟ وذلك لأنّ الله سيبعثه حياً فيكلّمكم كهلاً ومن الصالحين في زمن إمامه المهديّ المنتظَر فلا يدعو الناس إلى اتّباعه بل إلى اتّباع المهديّ المنتظَر فيكون من التابعين.

    فانظروا إلى بوابات الأرض المفروشة نفق في الأرض تجدون الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق لقوم يعلمون، ولسوف نُفتيكم في الأسرار الأُخرى إن كنتم تعقلون. ونكتفي الآن بتوضيح مقر يأجوج ومأجوج والأرض المفروشة وسدّ ذي القرنين والأراضين السبع. وما يلي صورة الأرض ذات المشرقين من تحت الثرى التقطتها الأقمار الصناعية بالحقّ على الواقع الحقيقي:



    إخواني المُسلمين، إن الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصناعية بوكالة ناسا الأمريكية ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق؛ بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمس باطن أرضنا! وإنهم لخاطئون بل تلك الأشعة التي ترونها خارجة من باطن الأرض إنّها الشمس وهي مقابلة للبوابة الجنوبيّة أو الشماليّة، وذلك الشعاع الشمسي آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم تصديقاً لقوله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [غافر]، بمنتهى الدقة فتجدون الحقّ حقاً على الواقع الحقيقي. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..


    وإليكم سبع آيات أخرى وهنّ الأراضين السبع أين موقعهن في الكون كما حدد الله موقعهن في القرآن العظيم؟ ومن ثم تجدونه حقاً على الواقع الحقيقي. وقد أمرني الله في القُرآن العظيم أن أجادلكم بحقائق من آيات الله في القُرآن العظيم بالعلم والمنطق الحقّ الذي تجدونه على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:105]، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73]، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:81].

    فأيّ آيات الله تُنكرون في القُرآن العظيم يا معشر الكافرين بالقرآن العظيم إلا بيّنتها لكم على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق سواء كان سد ذي القرنين ويأجوج ومأجوج والأراضين السبع وأصحاب الكهف والرقيم وجميع آيات الله التي تنكرونها في خلق السماوات والأرض وخلق أنفسكم حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ يُصدقه العلم والمنطق على الواقع الحقيقي مثل ما أنكم تنطقون لئن بيّنت لكم على الواقع الحقيقي ثمّ لا تزالون في ريبكم تتردّدون فأذنوا بحربٍ من الله الواحد القهار فبأي حديثٍ بعده تؤمنون؟

    ويا معشر المُسلمين الذين لا يزالون في ريبهم يترددون، قاتلكم الله أنَّى تؤفكون فتصدقون الإفك على الله ورسوله واتخذتم القرآن وراء ظهوركم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله وإنما يقصد المُتشابه منه، فها هو المهديّ المنتظَر بين أيديكم يدعوكم للحوار من قبل الظهور فكيف لي أن أظهر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل التصديق فهل ترون هذا هو منطق العقل؟ إن كنتم تستخدمون عقولكم فهل يتذكر غير أولي الألباب المُتفكرون وليسوا إمّعاتٍ فيقتفون ما ليس لهم به علم، ألم ينهَكم الله عن ذلك أن تتّبعوا ما ليس لكم به علمٌ وأنّ حجّة الله عليكم سمعَكم وأبصارَكم؟ ولكنكم لا تستخدمون عقولكم إلا قليلاً فتتبعون يا معشر العلماء ما ليس لكم به علم، فكيف يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند الركن اليماني للمُبايعة من قبل الحوار والتصديق؟ كلا ثم كلا بل بعد الحوار والتصديق يظهر لكم عند البيت العتيق أم إنكم تحرِّمون على المهديّ المنتظَر موسوعة الخبر في شبكة الإنترنت العالميّة فجعلتموها حصرياً تكون ضدّ الله ورسوله لصالح نشر السوء والفاحشة لإرضاء الشيطان وغضب الرحمن وليست لصالح نشر الخبر للبشرى والحوار للمهدي المنتظَر، وتالله ما اخترت هذه الوسيلة عن أمري يا معشر المسلمين فاتقوا الله لعلكم تفلحون.

    وأمّا أقطار الأراضين السبع فهي جميعاً من تحت أرضكم في الفضاء طباقاً وأسفلهم كوكب سجيل المُدمّر المُسمى (نيبيرو - Planet X)، فانظروا إلى المجموعة الشمسيّة للكواكب تجدون بأنّ السبع أراضين موقعهن من بعد أرضكم التي تعيشون عليها. تصديقاً لقول الله تعالى: { تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ } صدق الله العظيم [الجاثية].




    والسلام على من اتبع الهادي إلى الصِراط المُستقيم الناصر لمُحمد رسول الله بنصرة القُرآن العظيم؛ الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  3. افتراضي

    سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

    اقتباس المشاركة 245 من موضوع الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الآخر - 1431 هـ
    17 - 03 - 2010 مـ
    12:33 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    ــــــــــــــــــ



    الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً يا معشر القُرآنيّين
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..

    يا معشر القُرآنيين اتّقوا الله حقَّ تُقاته ولا تقولوا على الله مثل غيركم ما لا تعلمون في تأويل القُرآن العظيم واتّبعوني أهدِكم صراطاً ـــــــ مُستقيماً بالتأويل الحقّ للقُرآن العظيم وأنا به زعيم وهادي به إلى الصراط المُستقيم والسجود لله العزيز الحميد، ولن أجادلكم من السُّنّة في تقديم البُرهان بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً؛ بل سوف ألجمكم بالحقّ إلجاماً من القُرآن العظيم فلا تستطيعون أن تلجموني من القرآن شيئاً ما دمتم به مُستمسكين؛ بل أنا من سوف ألجمكم وعُلماءَ الأُمّة أجمعين على مُختلف مذاهبهم وفرقهم أتحداكم أجمعين وليس تحدي الغرور بل الحقّ من ربكم المهديّ المُنتظَر خليفة الله على البشر زادني الله عليكم بسطةً في العلم فجعلني المُهيّمن عليكم أجمعين بالقرآن العظيم فألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم إلّا التصديق بشأني أو تكفرون بهذا القرآن العظيم فلا خيار لكم، وانتهت مقدمة الخطاب..


    وأقول يا معشر القُرآنيين هلمّوا لننظر هل الصلوات خمسٌ في القُرآن العظيم أم ثلاثٌ؟ فلا تُجادلونني بأرقام ما أنزل الله بها من سُلطان! بل بآياتٍ من حديث الله من القرآن العربي المُبين لقومٍ يؤمنون. ومددنا (حلمي 333) الباحث عن الحقيقة بآيةٍ أشدّ تفصيلاً تُبيّن بأن ما قلته لكم أنه الحقّ بأنّ الصلوات خمسٌ وليست ثلاثاً، ولسوف تجدها يا حلمي العليم ويكاد أن يهتدي إلى الصراط المُستقيم في هذا الخطاب المتطور.

    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى جميع الأنبياء والمُرسَلين الذين من قبله وعلى جميع المُسلمين التابعين ومن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخرة لمن الخاسرين ولا نُفرّق بين أحدٍ من رُسله ونحنُ له مُسلمون، ثُمّ أمّا بعد..


    إليكم الجواب على السؤال الأول وأهم الأسئلة أجمعين حول مواقيت الصلاة الخمس عمود الدين:

    عليك أن تعلم أيّها السائل بأنّ أمر الصلاة تلقّاهُ مُحمد رسول الله مُباشرةً بالتكليم من وراء الحجاب ليلة الإسراء إلى المسجد الأقصى والمعراج إلى سدرة المُنتهى ليُريه الله من آياته الكُبرى بعين اليقين بالعلم لا بالحُلم، وكذلك مرَّ بأصحاب النار الذين يدخلونها بغير حساب قبل يوم الحساب من شياطين الجنّ والإنس، وكذلك الذين تأخذهم العزّة بالإثم بعد ما استيقن الحقّ أنفسهم فأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّه الحقّ من ربِّهم، أولئك يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب ويوم الحساب يُدخلون أشدَّ العذاب.

    وقد مرّ مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- بأصحاب النار في طريقه ليلة الإسراء بجسده وروحه فشاهد أصحاب النار بعين اليقين عِلماً وليس حُلماً؛ بل أُسري به بقدرة الله الواحد القهار. تصديقاً لقول الله تعالى في كتابه القُرآن العظيم:
    {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿95﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    وكان ذلك برغم المسافة العُظمى بين الثرى وسدرة المُنتهى والتي جعلها الله مُنتهى المعراج للمخلوق وما بعدها الخالق، وتلك الشجرة المُباركة لا شرقيّة ولا غربيّة نظراً لأنّها تُحيط بعرش الملكوت كُلّه شرقاً وغرباً، ولو كانت شرقيّة لعلمنا أنّها صغيرةُ الحجم، نظراً لتواجدها في مكان بناحية الشرق، ولو كانت غربيّة لرأينا الأمر كذلك، وبرغم جهة المشارق وجهة المغارب فلو كانت صغيرة لكانت إمّا شرقيّة وإما غربيّة، ولكنّنا وجدناها في القُرآن بأنّها ليست شرقيّةً وليست غربيّةً، ومن ثمّ بحثنا عن هذه الشجرة المُباركة وعن سرّها وموقعها فوجدناها هي العرش الأعظم والمُحيط بالسماوات والأرض؛ بل وتحيط بالجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض.

    وقد يودّ سائلٌ أن يقول: "إذا كانت الجنة عرضها السماوات والأرض فكَم الطول؟". ومن ثُمّ نقول ليس للكرة طول بل عرض، والكون كرة وتحيط به أربعة عشر كرة وهُنّ السماوات السبع والجنة التي عرضها السموات والأرض، وكُلّ سماءٍ أوسع حجماً من التي قبلها؛ بمعنى أنّ السماء الدُنيا هي أصغر السماوات السبع، وهي الطبق الأول فتأتي من بعدها طبق السماء الثانية وهي الدور الثاني، فتكون أكبر حجماً من الأولى، وكُلّ بناء سماءٍ يحيط بالرقم الأدنى منه إلى أكبر السماوات وهي الرقم سبعة أوسعهن حجماً، وتُحيط السماء السابعة بالسماوات الست جميعاً وهي أوسعهن حجماً، وذلك معنى قوله تعالى:
    {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ﴿47﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

    بمعنى أنّ كُلّ سماء تُحيط بالأدنى منها، فالسماء الأولى تُحيط بها السماء الثانية لأنها أوسع منها حجماً، وكلما ارتفَعْت في السماوات تجد بنائهنّ أوسع فأوسع إلى السماء السابعة، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك كُرة الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض إلى الأرض الأُمّ مركز الانفجار الكوني، ومن ثُمّ تأتي من بعد ذلك الشجرة المُباركة والتي تُحيط بما خلق الله أجمعين ومنتهى ما خلقه الله ومنتهى حدود الملكوت الشامل فتحيط بما قد خلق وهي تُحيط بالخلائق، وأعلى منها الخالق يغشى السدرة ما يغشى من نور وجهه تعالى؛ بل هي عَلَم كبير يُعرف بها موقع الجنة التي هي أقرب شيء إليها.

    وبما أنّنا نعلم بأنّ الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ولكنّنا نجد بأنّ سدرة المُنتهى أعظمُ حجماً من الجنة التي تُحيط بالسماوات والأرض. وقد وصف الله لكم حجمها في القُرآن العظيم لمن يتدبّر ويتفكّر، وقال الله تعالى:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [النجم].

    فإن سألني أحدكم عن بيت فلانٍ فقلت لهُ: الجبل الفُلاني عند بيت فُلان الذي تسأل عنه لقاطعني قائلاً: كيف تجعل الجبل وهو الأكبر علامة للبيت وهو الأصغر!! بل قُل: بيتُ فُلان عند الجبل الفُلاني. فأقول له: صدقت وصدق الله العظيم وقال:
    {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ} وذلك لأنّ السدرة أكبر حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، أم تظنونها شجرةً صغيرةً؟ فكيف تكون الجنة عندها وأنتم تعلمون بأنّ الجنة عرضها السموات والأرض أفلا تتفكرون؟ بل هي من آيات ربه الكُبرى التي رآها مُحمدٌ رسول الله في مُنتهى موقع المعراج فتلقّى الكلمات من ربه من ورائها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    وهل تظنون الله كلّم موسى تكليماً في البقعة المُباركة جهرةً؟ بل من الشجرة المباركة وقرّبه الله نجيّاً وموسى عليه الصلاة والسلام في الأرض، وقال الله تعالى:
    {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾}
    صدق الله العظيم [القصص].

    ولربما يستغل الضالون هذه الآية
    فيؤولونها بالباطل، فأما قوله تعالى في شطر الآية الأول فيتكلم عن موقع موسى بأنّ موقعه في البقعة المُباركة من شاطئ الوادي الأيمن، وأما موقع الصوت فهو من الشجرة لذلك قال الله تعالى بأنّه كلم موسى من الشجرة، وقال سبحانه: {نُودِيَ مِن شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وأما النار فالحكمة منها إحضار موسى إلى البقعة المُباركة، وهي في الحقيقة نور وليست ناراً وإنّما حسب ظنّ موسى بأنّها نارٌ ولكنّهُ حين جاءها فلم يجدها ناراً بل نورٌ آتٍ من سدرة المُنتهى، ولكن لم يرَ موسى بأنّ هذا الضوء آتٍ من السماء؛ بل كان يراه جاثماً على الأرض، فأدهش ذلك موسى عليه الصلاة والسلام ومن ثُمّ وضع رجله على ذلك الضوء الجاثم على الأرض فلم يشعر له بحرارة مُستغرباً من هذا الضوء الجاثم على الأرض، فإذا بالصوت يُرحب به من الشجرة؛ سدرة المُنتهى:
    {نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿8﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    فأما الذي بورك فهو موسى بعد دخوله دائرة النور التي ظنّها ناراً، ومن ثُمّ رأى بأنّ النور في الحقيقة مُنبعث من السماء فرفع رأسه ناظراً لنور ربه المُنبعث من سدرة المُنتهى ومن ثُمّ عرّف الله لموسى بأنّ هذا النور مُنبعث من نور وجهه سُبحانه لذلك، قال الله تعالى:
    {يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وذلك لأنّ الله نور السماوات والأرض ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، ولا يزال لدينا الكثير من البُرهان للتأويل الحقّ لهذه الآية والذي يُريد أن يستغلها المسيح الدجال
    فترون ناراً سحرية لا أساس لها من الصحة، ثم ترونه إنساناً في وسطها فيكلمكم، وخسِئ عدو الله ولأنّه يقول بأنّه أنزل هذا القُرآن سوف يعمُد إلى هذه الآية وقد روّج لها أولياؤه تأويلاً بالباطل للتمهيد له ولكنّنا نعلم بأنّ الله ليس كمثله شيء، فلا يُشبه الإنسان وليس كمثله شيء من خلقه في السماوات ولا في الأرض. وهيهات هيهات لما يمكرون.

    وليس الله هو النور بل النور ينبعث من وجهه تعالى علواً كبيراً، وقال سُبحانه وتعالى:
    {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فلا تفكّروا في ذاته! فكيف تتفكرون في شيء ليس كمثله شيء؟ وتعرّفوا على عظمة الله من خلال آياته بين أيديكم ومن فوقكم ومن تحتكم وتفكّروا في خلق السماوات والأرض، ومن ثُمّ لا تجدون في أنفسكم إلّا التعظيم للخالق العظيم وأعينكم تسيلُ من الدمع مما عرفتم من عظمة الحقّ سُبحانه ومن ثم تقولون:
    {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴿١٩١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    وأجبرني على بيان ذلك بُرهان حقيقة المعراج لمُحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الثرى إلى سدرة المنتهى بالجسد والروح لكي يرى من آيات ربه الكُبرى بعين اليقين ثم يتلقى الوحي مُباشرةً من ربّ العالمين في فرض الصلوات الخمس التي جعلهُنّ الله الصلة بين العبد والمعبود، من أقامهُنّ أقام الدين ومن هدمهُنّ هدم الدين، فانظروا لجواب أهل النار على المؤمنين السائلين عن سبب دخولهم النار:
    {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿42﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    وقد يقول أحد المُسلمين من الذين لا يُصلّون: "إنما تخص هذه الآية الكفار" ومن ثُمّ نقول لهُ: إذا لم تُصلِّ فأنت منهم، والعهد الذي بيننا وبينهم ترك الصلاة فإذا لم يسجد جبينك لربك فأنت مُتكبر بغير الحقّ وعصيت أمر ربك وأطعت أمر الشيطان في عدم السجود لله ربّ العالمين يوم يُدعَون وأولياؤهم إلى السجود فلا يستطيعون وقد كانوا يُدعَون للسجود لله في الدنيا وهم سالمون.


    وأما مواقيت الصلوات الخمس فقد جاء ذلك في القُرآن العظيم بأنّ ثلاثاً من الصلوات الخمس جعل الله ميقاتهُنّ في زُلفةٍ من الليل؛ في أوله وآخره، ومعنى الزُلفة أي: ميقاتٌ قريبٌ من أول النهار وآخره، وأما اثنتين فجعلهُنّ الله في النهار فتكونا في طرفي نهار العشي.

    ونهار العشي من الظُهر وينتهي بغروب الشمس، وقال الله تعالى: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿31﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فمن خلال هذه الآية نفهم بأن
    نهار العشيّ طرفه الأول حين تكون الشمس بمنتصف السماء وطرفه الآخر عند الغروب فينتهي وقت صلاة العصر بتواري الشمس وراء الحجاب، فيدخل ميقات صلاة المغرب فيستمر إلى غسق الليل فيدخل ميقات صلاة العشاء، وقال الله تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} صدق الله العظيم [هود:114].

    فأما:
    {طَرَفَيِ النَّهَارِ} فهو يتكلم عن نهار العشي، وطرفيه هما: الظهر في طرف نهار العشي الأول فيكون عند وقت صلاة الظُهر والطرف الآخر في وقت صلاة العصر إلى الغروب وتواري الشمس بالحجاب. وأما: {زُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ} فقد بيّنا بأنّ الزُلفة أي: الوقت القريب من النهار، سواء في قطع من أول الليل وهو: وقت صلاة المغرب والعشاء، أو قطعاً من آخر الليل وهو: وقت صلاة الفجر ويمتد ميقاتها إلى لحظة طلوع الشمس.

    ولربما يودّ ابن عُمر أو غيره أن يقول: "مهلاً، إنّما يقصد طرفي النهار أي الفجر والمغرب فكيف تجعل طرف النهار وسطه؟". ومن ثُمّ نقول له: اعلم بأنّ النهار يتكون من
    نهار الغدو وهو من طلوع الشمس إلى المُنتصف والانكسار فيدخل نهار العشي، وأطراف نهار الغدو والعشي تحتويهما بالضبط صلاة الظهر، وقال الله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ ﴿130﴾} صدق الله العظيم [طه].

    فأما قوله تعالى:
    {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة الفجر وينتهي ميقاتها بطلوع الشمس، وميقاتها من الدلوك إلى الشروق بطلوع الشمس.

    وأما قوله تعالى:
    {وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} صدق الله العظيم، وذلك ميقات التسبيح لله في صلاة العصر، وينتهي ميقاتها بتواري الشمس وراء الحجاب.

    وأما قوله تعالى:
    {وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ} صدق الله العظيم، وهو أوانه الأول ويبتدأ من الشفق بعد الغروب إلى الغسق؛ وذلك ميقات صلاة المغرب والعشاء وهُنّ قريبات من بعض، فصلاة المغرب منذ أن تتوارى الشمس في الحجاب إلى إقبال الغسق فيدخل ميقات صلاة العشاء، وذلك هو آناء الليل ويقصد أوانه الأول من الشفق إلى الغسق.

    وأما قوله تعالى:
    {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} صدق الله العظيم، وهو مُلتقى أطراف نهار الغدو ونهار العشي، ومجمعهما في ميقات صلاة الظهر، ولا أظن أحداً الآن سوف يقاطعني ليقول: "بل معنى قوله وأطراف النهار أي طرفه من الفجر وطرفه الآخر هو العصر"، فنقول: ولكنّك كررت صلوات وأضعت أُخر! فتدبر الآية جيداً تجد بأنه ذكر ميقات صلاة الفجر وكذلك ميقات صلاة العصر، فكيف تظن قوله: {وَأَطْرَافَ النَّهَارِ} بأنّه يقصد صلاة الفجر والعصر وهو قد ذكرهم بقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}، إذاً ليس لك الآن إلّا أن تتيقّن بأنه حقّاً ميقات صلاة الظهر تكون في مجمع أطراف النهار، ومجمع أطراف نهار الغدوة ونهار الروحة يحتويهما وقت صلاة الظهر.

    ومن ثم نأتيكم بآية من القرآن العظيم تؤكد ما سلف ذكره بأنّ الصلوات خمس وليست ثلاثاً، وقال الله تعالى:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل المُطابق بالحقّ مع الآيات التي ذكرناها من قبل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} صدق الله العظيم، وإنّما الحين هو: الوقت المُحدد للتسبيح في الصلوات. لذلك يقول: {حِينَ}، وأما التسبيح المُطلق فهو: في النوافل والذكر، وهي في أي وقت من الأوقات، كمثال قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا ﴿7﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

    وأما إذا تم التحديد بقوله:
    {حِينَ} فذلك تحديد الوقت، وذلك الوقت قد أصبح معلوماً للتسبيح لله في الفرض، تصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} صدق الله العظيم [النساء:103]، يكون وقت صلاة مفروضة بلا شكّ أو ريب نظراً لتحديد وقت التسبيح، ويقصد بذلك التسبيح لله في صلاة مفروضة؛ ألستم إذا ركعتم تُسبحون وتحمدون وإذا سجدتم تُسبحون وتحمدون؟ وقال الله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ﴿17﴾ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    وإلى التأويل:
    {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ} وذلك تحديد الوقت للتسبيح من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق؛ وذلك هو حين تمسون وهو أول الليل، ويقصد بذلك وقت صلاة المغرب من الشفق بعد غروب الشمس إلى الغسق وهو دخول ميقات صلاة العشاء؛ فذلك هو المعنى لقول حين تمسون، وهو زُلفاً من أول الليل وذلك الذكر والتسبيح في صلاة المغرب والعشاء.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُصْبِحُونَ} وذلك الوقت المعلوم للذكر والتسبيح في صلاة الفجر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَعَشِيًّا} وذلك الوقت المعلوم لصلاة العصر، وجاء مُطابقاً لما سبق ذكره وبيانه وبرهانه في أول الخطاب هذا بأن العشي هو العصر.

    وأما قوله تعالى:
    {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} وذلك هو الوقت المعلوم لصلاة الظُهر.

    وجادلهم يا (حلمي 333) ولسوف نزيدك من العلوم ما تلجم به الممترين إلجاماً، ولو إنّي أراك تقول: "لست مُكذِّباً ولست مُصدِّقاً"، ولكنّي أراك مُصدِّقاً وأرجو من الله أن يزيدك نوراً ويشرح صدرك ويريك الحقّ حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.


    ونأتي الآن لذكر الصلاة الوسطى؛
    ويقصد بأنّها وسطى من ناحية وقتيّة ولا يقصد وسطى من ناحية عددية، وقال الله تعالى: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وهذا أمر إلهي بالحفاظ على الخمس الصلوات وهُنّ: الفجر والظُهر والعصر والمغرب والعشاء. ومن ثُمّ كرر التنويه بالحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لميقاتها الصعب، ومن ثُمّ أمرنا أن نقوم فيها بدعاء القنوت لله ولا ندعو سواه ولا ندعو مع الله أحداً، وكذلك هذه الصلاة مشهودة من قبل المعقبات والدوريات الملائكية وتلك هي صلاة الفجر.

    وصلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، ودخول ميقاتها هو الوحيد المعلوم في القُرآن بمنتهى الدقّة للجاهل والعالم وذلك في قوله تعالى:
    {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} صدق الله العظيم [البقرة:187]؛ فميقاتها بالوسط بين الليل والنهار، وتلك لحظة الإمساك، والأذان للفجر والإمساك معاً ومن ثمّ يتمّون الصيام إلى الليل وهو ميقات صلاة المغرب.

    ومن ثم يأتي ذكر الصلوات الخمس مع التنويه والتوضيح أيّهنّ الصلاة الوسطى وذلك في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذه الآية تحتوي على الصلوات الخمس مع تكرار التنويه للحفاظ على الصلاة الوسطى مع التوضيح أيهنّ من الصلوات، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فقد بيّن لنا أيهنّ بإشارة دعاء القنوت فيها وتلك هي الصلاة الوسطى، ومن ثم تأتي آية أُخرى لتوضيح أكثر للصلاة الوسطى بعد أن ذكر الوقت الشامل لصلوات الخمس في قوله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهذه الآية ذكرت جميع الصلوات الخمس بدءًا من دلوك الشمس بالأرض من ناحية المشرق فتبين لنا الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر فهل كان ذلك إلّا بسبب دلوك الشمس من المشرق، وذلك ميقات صلاة الفجر أول ما يقوم النائم المصلي لأدائها فيستمر في أداء الصلوات الخمس من أولهُنّ عند دلوك الشمس فيبيّن لنا دلوك الشمس ظهور الخيط الأبيض بالمشرق إلى غسق الليل وهي آخر الصلوات وتلك هي صلاة العشاء، ومن ثُمّ يأتي التنويه للقيام والحفاظ على الصلاة الوسطى، وذلك قوله تعالى:
    {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} صدق الله العظيم. إذاً صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ ﴿1﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الليل].

    وذلك الليل يغشى النهار من جهة الفجر فيكور الليل على النهار من ميقات صلاة الفجر يولج الليل في النهار يطلبه حثيثاً. إذاً أقسم الله بوقتٍ واحدٍ وهو ميقات صلاة الفجر، وكذلك قول الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وكذلك أقسم بوقت صلاة الفجر، فمعنى قوله:
    {عَسْعَسَ} أي: أدبر وانجلى وتنفس الصُبح.

    ولربما يُريد أحدكم أن يُجادلني فيقول: "بل أقسم بوقتين وهما: المغرب بقوله عَسعَس، والفجر بقوله تنفَّس"، ومن ثُمّ أرد عليه فأقول: ولكني لا أفسّر القرآن بالظنّ مثلك؛ بل أقول إنّهُ أقسم في هذه الآية بوقتٍ واحدٍ وهو وقت صلاة الفجر. وتعال لأعلمك بالبُرهان الأوضح لهذه الآية، وقال الله تعالى:
    {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿33﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المدثر]. فهل ترى البيان واضحاً وجليّاً بأنّهُ وقت واحد وليس وقتين؟ والليل إذا أدبر أي ولّى، والصٌبح إذا أسفر أي ظهر. وجاء هذا القسم ليُبيّن قَسَماً آخر وهو: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ﴿17﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ﴿18﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وقد علمناكم بأنّ معنى عسعس أي: أدبر، والصبح إذا تنفس أي: ظَهَر، وتلك هي الصلاة الوسطى لو كُنتم تعلمون وهي صلاة الفجر، ولكنّكم حسبتموها من ناحية عدديّة بأنّها العصر، والقرآن حسبها من ناحية وقتية بأنّها الفجر، وذلك لأنّ ميقاته يكون في الخيط الأبيض؛ والخيط الأبيض هو خطٌ وسطٌ بين الليل والنهار، وذلك لأنّ ظهوره عند تنفُّس النهار وإدبار الليل فهو في الوسط لذلك يسميه القُرآن الصلاة الوسطى. ولو كنتم تخشون أن تقولوا على الله ما لا تعلمون لرجعتم إلى القرآن ولن يترك الله لكم الحُجة، فسوف تجدون القرآن يوضّحها لكم في موقع آخر في نفس الموضوع، فقد ذكر الصلاة الوسطى في آيةٍ مُبهمةٍ فيها الصلاة الوسطى، ولكنهُ جعل لها إشارةً بأنّها تلك الصلاة التي علّمكم رسول الله أن تقنتوا فيها نظراً لأنها في أول النهار وقبل بدء النشور في الأعمال وإنّ عليكم أن تقوموا فيها لله قانتين بالدعاء بعد الركوع الأخير، وقال الله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ومن ثُمّ بيّنها الله لكم في آية أُخرى وإنّها التي يُجهر فيها بالقرآن، وقال الله تعالى:
    {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴿78﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فتلقيتم نفس الأمر في قوله تعالى:
    {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ﴿238﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    بمعنى أن تحافظوا على الصلوات الخمس، ثُمّ نوّه على الحفاظ على الصلاة الوسطى نظراً لأنها في ميقاتٍ صعبٍ؛ طرف السُبات الأخير عند بزوغ الفجر يؤذن المؤذن وعندها تمسكون عن الطعام وعن الشراب في شهر رمضان. ولكن للأسف جعلوا الدلوك هو الاختفاء وكأنّ صلاة المغرب هي الأولى! بل الدلوك هو اقتراب النهار ويتبيّن لك ظهوره بخيطه الأبيض إلى جانب الأرض من الشرق. فهل أنتم مؤمنون ومتّبِعون الهادي إلى الصراط ـــــــــــــــ المستقيم؟

    إمام الأُمّة من يكشفُ به الله الغمّة ويوحد به الأُمّة، والناصر لمُحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم، والذي جعل الله اسمه مواطئاً لاسم مُحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك حتى يوافق الاسم الخبر وعنوان الأمر للمهديّ المُنتظَر الإمام؛ ناصر مُحمد اليماني.
    ____________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..




    اقتباس المشاركة 108186 من موضوع أتمنى ظهور المهدي ولكني لا أصدق حتى تجيب فعليك الإثبات وعلي أن أستجيب


    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 09 - 1434 هـ

    16 - 07 - 2013 مـ
    09:02 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الردّ الثاني من الإمام المهديّ إلى أبي مودة، ونوقفه عند حدّه بسلطان العلم المُلجِم من محكم القرآن العظيم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد..
    ويا أبا مودة، لقد أخبرنا الله في محكم كتابه أنّه بثّ في السّماوات عوالمَ من عبيده كما الأرض بثّ فيها من عبيده ما يدأب أو يطير. وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السّماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [الشورى:29].

    كون السّماء ليست مجرد غلافاً جويّاً بل سقفاً مرفوعاً بقدرة الله ومحفوظاً بزينتها النّجوم التي تتفجر بين الحين والآخر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَجَعَلْنَا السّماء سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:32].

    ولكنّ السّقف السّماويّ مرفوعٌ من غير أعمدةٍ ترونها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} صدق الله العظيم [لقمان:10].

    وكما قلنا إنّ السّماء سقفٌ ليس به فتحات بل أبواب مغلقة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السّماء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ} صدق الله العظيم [ق:6].

    وإنّما الفروج هي الفتحات، وما لها من فروجٍ أي ما لها من فتحات، بل لها أبوابٌ مغلقةٌ ويتمُّ فتحها حين يشاء الله عند التّنزيل أو المعراج لمن يشاء، وتُفتح أبوابها كافةً يوم تقوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِذَا السّماء فُرِجَتْ} صدق الله العظيم [المرسلات:9].

    وفُرجت بمعنى فُتحت. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَفُتِحَتِ السّماء فَكَانَتْ أَبْوَابًا} صدق الله العظيم [النبأ:19].

    وذلك نتيجة انشقاق السّقف السّماويّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَانْشَقَّتِ السّماء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ(18)} صدق الله العظيم [الحاقة].

    وإنّما السّماء سقفٌ محفوظٌ بزينتها النّجوم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} [فصلت:12].

    ولكن حِفظاً من ماذا؟ ونجد الجواب في محكم الكتاب: إنّ في السّماء ملأٌ أعلى، وقد زيّنها بالنّجوم وفي نفس الوقت تحفظها من الشياطين أن يسترقوا السّمْعَ من الملأ الأعلى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وأجدُ في الكتاب إنَّ اسم الكواكب يطلق على كافة الكواكب المضيئة والمنيرة، ولذلك قال الله تعالى:
    {إِنَّا زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)} صدق الله العظيم، ويقصد الكواكب المضيئة وهي مصابيح النّجوم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السّماء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم [الملك:5].

    ونستنبط من هذه الآيات أنّ السّماء حقاً سقفٌ مرفوعٌ من المادة وليس من الهواء،؛ بل سقفٌ مرفوعٌ مخلوقٌ من مادةٍ راسيةٍ في الفضاء الكونيّ بغير عمدٍ ترونها مرفوعةً، كما زِيْنَتُها من الكواكب الكرويّة مخلوقةٌ من المادة ومرفوعةٌ في الفضاء الكونيّ ترونها معلقةً في الفضاء الكونيّ.
    وكذلك السّقف السّماوي مرفوعٌ بغير عمدٍ ترونها، ويوجد فيها سكانُ الملأ الأعلى، كون السّماوات السّبع والأرضين السّبع مخلوقة من نفس مادة الأرض الأمِّ لكون السّماوات السّبع بكامل زينتها والأرضين السّبع بكامل أقمارها كانتا رتقاً واحداً مع الأرض الأمّ التي يعيش عليها البشر، فهي أمّهم التي خلقهم الله منها، وكذلك أمُّ السّماوات والأرض، وأمُّ زيْنَتها من الكواكب والنّجوم.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السّماوات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد، وكيف يرى الكفار ذلك أنّ السّماء والأرض كانتا رتقاً كوكباً واحداً ولكن الله لم يخلق الجنّ والإنس إلا من بعد الانفتاق والانشقاق للكوكب الرتّق؟ والسؤال مرة أخرى: ماهي الرؤية المقصودة، وهل يقصد رؤية الكفار في عصر بعث تنزيل القرآن أم يقصد الكفار في عصر تفصيل البيان؟". ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين ونقول: إنّما يقصد الله بقوله تعالى:
    {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السّماوات وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} أي أصحاب الرؤية العلميّة لعلوم الفيزياء الكونيّة ولا يقصد الكفار في عصر التّنزيل لكونهم يجهلون ذلك؛ بل يقصد كفار اليوم في عصر تفصيل البيان كون كفار اليوم قومٌ يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ومن ثم يرى أصحاب الرؤية العلميّة أنَّ القرآن تنزل حقّاً من حكيمٍ حميدٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السّماوات وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (1) يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السّماء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (2) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السّماوات وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (3) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ (5) وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الحقّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} صدق الله العظيم [سبأ].

    ولكن أبا المودة يريدُ أن يجعلَ السّماوات السّبع طبقات جويّة، هيهات هيهات! ولكنهنّ مخلوقةٌ من نفس مادة الأرض، وهي سقفٌ سماويّ.
    وربّما يودّ أبو المودة أن يقول: " بل هي سقفٌ هوائيّ والدليل قول الله تعالى:
    {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السّماء مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:24]". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد وآتيك بالبيان الحقّ لهذه الآية وأقول: وإنما يقصد أنه يُنزِّلُ المطرَ من جوِّ السّماء وليس من ذات سقف السّماء بل يقصد جوَّ السّماء وهو بما تُسمّونه بالغلاف الجويّ، وكل الفضاء الكونيّ دون السّماء يسمى جوَ السّماء حتى تصل إلى السّقف السّماوي. وعلى سبيل المثال قال الله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْر مُسَخَّرَات فِي جَوّ السّماء مَا يُمْسِكهُنَّ إِلَّا اللَّه إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:79].

    ونستنبط من ذلك إنَّ الفضاء الكونيّ يُسمى في محكم الكتاب جوَّ السّماء بدءً من مفارقة سطح الأرض فيرتقي الشيء في جوِّ السّماء وهو الفضاء الكونيّ.

    ويا رجل، ليس بيان الكتاب أن تأخذوا آيةً ومن ثم تأتوا ببيانها من عند أنفسكم كما تشتهون؛ بل القرآن تَنَزَّل مفصلاً كون آيات تفصّلها آيات أُخَرْ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    ولذلك تجدون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يأتيكم بتفصيل آياتٍ في القرآن بآياتٍ أخرى جعلها الله بياناً لتلك الآيات كونها تنزّلت آيات البيان في نفس القرآن لتكون مبيّنات لآيات أُخَرْ في القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [النور].

    وتلك الآيات المُبيِّنات هي ذاتها الآيات البَيِّنات المحكمات من آيات أمّ الكتاب لا تحتاج إلى بيانٍ كونها آيات بيّنات لعلماء الأمّة وعامة النّاس؛ كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ (99)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي ذلك سرّ هيمنة سلطان العلم للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وما جادله أحدٌ من القرآن سواء من علماء الأمّة أو عامتهم إلا غلبتُه بسلطان العلم المُلجِم من محكم كتاب الله القرآن العظيم، ذلك وعدٌ من الله غير مكذوب سبحانه وتعالى علواً كبيراً!

    ويا أبا المودة، نصيحتي لك أن لا تقُل على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، واعلم أنّ بيان القرآن لا ينبغي أن يناقض بعضه بعضاً، وما كان بياناً باطلاً فمن عند أنفسكم فإن استقام لكم المعنى في نظركم في آيةٍ لما تشتهون فسوف تقف لكم آيةٌ أخرى بالمرصاد فتخالف مفهومكم الخاطئ؛ بل البيان الحقّ للقرآن لن تجد فيه تناقضاً ولا اختلافاً شيئاً بل كالبناء المرصوص يقوّي بعضُه بعضاً، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

    أخو الصالحين في دين الله من الإنس والجانّ وملائكة الرحمن؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الشامل للقرآن؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ


    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إقتباس من بيانات الإمام "ناصر محمد
    اليماني "

    { ج 2- اليماني المنتظر: إن الكوكب الذي انفتقت منه السماوات السبع والأراضين السبع هو الكوكب الذي جعل الله فيه سر الحياة، وسر الحياة هو الماء، ولا حياة بدون الماء وجعل الله من الماء كل شيء حي. وقال الله تعالى: { وكان عرشه على الماء } صدق الله العظيم [هود:7] ، أي رتق واحد مطوي كطي السجل للكتب على الأرض التي جعل فيها الماء، فهل وجدت ماء الحياة والمطر والشجر على الكواكب الأخرى يا بوش الأصغر؟ فإذا وجد الماء وجد المطر والشجر وحياة البشر، إذا الكوكب الذي رمزه الماء في القرآن العظيم هو الكوكب الذي كان عليه عرش الملكوت الكوني للسماوات والأرض، وهو هذا الكوكب الأرضي البحري والذي ثلاثة أرباعه بحر عظيم. وقال الله تعالى: { أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون (30) } صدق الله العظيم [الأنبياء] }

    انتهى الإقتباس أعلاه

    *************************
    رابط البيان هو

    { الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4037
    العنوان: إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون ..
    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 10 - 1428 هـ
    21 - 10 - 2007 مـ
    01:16 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون ..
    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمدٍ رسول الله وآله وجميع المسلمين الطيبين الذين لا يشركون بالله شيئاً، وبعد..
    يا محمدي يا ذكي، لو أريد أن أتّبع ضلالك لأتيت لك بالأسماء والكنيات من مواقع الشيعة، ولكني لا أريد أن أقول على الله غير الحقّ وطلبت من ربّي أن يفتيني في شأن الأئِمة من بعد رسول الله، وما انتظرت كثيراً حتى أراني ربّي بأني بمركز دائرةٍ وحولي عشرة من الرجال فنظرت إليهم وإذا وجوههم تتلألأ من النور، ومن ثم سألتهم أن يدلوني على الإمام علي، ومن ثم تأخر أحدهم من الدائرة وفتح لي الطريق وقال: ذلك الإمام علي، وكان خارج الدائرة على مقربه منها، ومن ثم ذهبت إليه وقلت له: دلّني على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو بدوره أخذني إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومن ثم جثمت بين يدي رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وقبلته في عنقه عدة قُبلات ومن ثم دار بيننا حديث علمت من خلاله أنّ الأئِمة الاثني عشر من أهل البيت المُطهّر.
    فأمّا العشرة التي كنت أنا مركزهم فلا أعلم إلا بأسماء قليلٍ منهم الإمام علي عليه السلام وأولاده واسمي، وليس مهم أن أعلم أسماء الآخرين والذين كنت بمركزهم؛ المهم إني أُؤمن بأن الأئِمة اثني عشرَ إماماً من أهل البيت من ذريّة فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وسلّم وعليها وعلى جميع الأئِمة الأطهار، وجعل الله القرآن وبيان آياته حجّتي عليكم أو حجّتكم عليّ.
    يا محمدي، اتقِ الله إني أراك من المستهزئين.
    أخو المسلمين الإمام ناصر محمد اليماني.
    _______________
    ملاحظة:



    الذكر الأول
    اسم الإمام الحسين ونسبه الطاهر الطيب المجيد
    اسمه الكريم :الحسين .
    وكفى به موعظة وعبرة لدارسة تأريخ الدين ولمعرفة إيمان الأقوام والملل ، ومعرفة النفس وإطاعتها لله وحده لا شريك له ، والحث على نشر علوم الله , والسعي بجد لإقامة العدل والإنصاف ونصر المظلومين ، وتعليم الإباء والفخر بمقاومة الفسق والفجور ودحر الظالمين ، بل إخلاص الطاعة والعبودية بكل الوجود لله رب العالمين وبكل تعاليم الدين .
    إذ هو إمام الحق وولي الهدى ، وارث علم الأنبياء وأمين الله ونوره وحجته وخليفته على العالمين ، ووصي جده نبي الرحمة الثالث بعد أبيه وأخيه ، وبكل ما كرمه الله ضحى به من أجل نشر راية هدى الله وتعريفه لكل الطيبين الذي يطلبون قدوة وأسوة في توجههم لله رب العالمين في كل الأحوال ، مع بيان لصافي تعاليم الدين والخالصة من كل رأي وغش وضلال لأئمة الكفر ووساوس الشيطان والطمع بالدنيا وزينتها .
    في المناقب اسمه : الحسين ، وفي التوراة : شبير ، وفي الإنجيل : طاب . بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    ذكر اسم جده لأمه :
    هو حبيب رب العالمين ، نبي الرحمة وشفيق الأمة ، سيد المرسلين وخاتم النبيين ، المصطفى المختار ، البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    ذكر اسم أبيه :
    خليفة الله وصي النبي الكريم بالحق بلا فصل ، المدافع عن الإسلام وحامي رسول الله ، وحجة الله على خلقه بعده ، الإمام الأول أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب ابن عم رسول الله ، وأخيه عند المؤاخاة بين المسلمين ، ونفسه بنص القرآن حسب آية المباهلة .
    ذكر اسم أمه :
    بضعة المصطفى سيدة نساء الدنيا والآخرة ، أشرف واطهر وأنقى امرأة في الوجود أم الأئمة : فاطمة الزهراء البتول بنت محمد المصطفى صلى الله عليهم وسلم .
    ذكر اسم أخيه الأكبر :
    سبط نبي الرحمة وأمين الله وخليفته ، وإمام الحق والهدى الثاني بعد رسول الله وأبيه : الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام .
    ذكر اسم أخواته وأخوته :
    العالمة الغير معلمة ، المجاهدة الصابرة ، الحليمة الكريمة ، عقيلة بني هاشم زينب ، وأم كلثوم ، كما للحسين عليه السلام اخوة وأخوات من أبيه غير هؤلاء أعلاهم نقيبه قمر بن هاشم العباس بن علي ، ومحمد ابن الحنفية وغيرهما .
    ذكر اسم جده لأبيه :
    كفيل النبي وحامي دينه وناصر رسالته والمدافع عنه أبو طالب ابن عبد المطلب وهما سيدا قريش ، وأبو طالب وعبد الله أبو النبي اخوة وأبوهما عبد المطلب اشرف بيت في العرب والعجم وأنقى وأفضل عائلة في قريش والدنيا كلها ، وأمجد نسب في الوجود ، وأكرم آل بيت عند الله تعالى مطهر ومصطفى ، ومختار لهداية الناس لعبوديته وتعليم طاعته ونشر معارفه على طول الزمان من آدم حتى قائم آل محمد صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، ولهم أعلى نعيم ومقام في الجنة ، وهكذا كل من يلتحق بهم عن ود وحب واقتدى بهم وأصبح من شيعتهم ونصرهم في الدين والقول والعمل .
    ذكر اسم جدته لأمه :
    أم المؤمنين وسيدة الإسلام الأولى ، أول من أسلمت على يد رسول الله والمضحية بنفسها ومالها وكل كيانها في سبيل إعلاء دين الله وكلمته ، الخيرة الفاضلة المكرمة الشريفة أم المؤمنين : خديجة بنت خويلد سلام الله عليها .
    ذكر جدته لأبيه :
    أم النبي الذي ربي في بيتها سبعة عشر سنة بل كل عمرها الشريف ، وأكرمته على ولدها ، وهي أم علي فاطمة بنت أسد زوجة عمه أبو طالب ، النبيلة الكريمة المجاهدة الصابرة المهاجرة العابدة التي حفها النبي بالكرامة والسعادة حتى يوم وفاتها ، وتكفينها بثيابه والنزول في قبرها ليقيها بتشريف الله له أهوال يوم الدفن ووحشة القبر ومصاعب البرزخ وكل مراتب القيامة ، ولتكون معهم في الجنة في أعلى مراتب المجد والنعيم والكرامة .
    الذكر الثاني
    ألقاب الإمام الحسين عليه السلام
    أول الذكر : ألقاب الإمام الحسين عليه السلام المشهورة :
    ألقاب الإمام الحسين عليه السلام يطول المقام معها وخصوصاً شرحها ، فإنه يمكن معرفة معناها وشرحها من خلال التدبر في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام ، ويمكن تحصيل كثير منها من زياراته ، ومما ذكرت الأحاديث من مناقبه ومكارمه وفضائله ، حيث إن اللقب هو اسم يقرن بالاسم الأول ، وهي كل أسماء الإمام عليه السلام الخاصة أو المضافة للتعريف والتشريف ، وهي المعدة لبيان صفاته ومناقبه ، أو خلق من أخلاقه وأفعاله وتضحيته وفداءه عليه السلام وما يترتب عليهم من الكرامة والعز والفخر ، وبها يعرف بحق محل المجد والشرف ، ونجملها فنذكر قسم منها المتداول والمعروفة المشهورة .
    فنقول هو عليه السلام :
    الشهيد ، سيد الشهداء ، السيد ، الزكي ، السبط ، السبط الثاني ، الولي والوصي والإمام الثالث ، المعصوم الخامس ، الرشيد ، الطيب ، الطاهر ، السعيد ، الوفي ، المبارك ، التابع لمرضاة الله ، الدليل على ذات الله ، سيد شباب أهل الجنة .
    ثاني الذكر : ألقاب الإمام الحسين من القرآن المجيد :
    ويمكن تحصيل كثير من ألقابه عليه السلام من القرآن المجيد ، وبالخصوص من الآيات النازلة والمفسرة به أو كونه كأحد آله أهل البيت صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين والتي منها :
    المطهر والطاهر لآية التطهير ، والمباهل به أو مباهل لآية المباهلة ، المنعم عليه والهادي والصراط المستقيم كما في سورة الفاتحة ، أو الكوثر كما في سورة الكوثر ، الوارث والوارث للكتاب كما في آية أورثنا الكتاب ، الذكر لآية اسألوا أهل الذكر ، البر لسورة الدهر أو لأية توفنا مع الأبرار ، الراضي والمرضي كما في سورة الفجر ، المرجان لآيات سورة الرحمان .
    واجب المودة المودود القريب ذو القربى لآية المودة ، الصادق لآية كونوا مع الصادقين ، الولي لأية أولي الأمر ، الشهيد لآية أخذ الشهادة على الأمة ، الإمام لآيات الدعاء ويوم ندعو كل أناس بإمامهم .
    وهكذا غيرها من الآيات النازلة في شأنهم عليهم الصلاة والسلام ك : العروة الوثقى ، وحبل الله ، والسبيل إلى الله ، ونور الله ، وهدى الله ، وصاحب أو رجل البيت المرفوع ، والشجرة الطيبة ، والآية ، والبينة ، وباب الله .
    ثالث الذكر : ألقاب الإمام الحسين عليه السلام في زياراته :
    كما توجد كثير من ألقابه في زياراته الخاصة عليه السلام ، أو في الزيارات العامة مع أهل بيت النبوة الكرام والتي نزورهم بها كلهم ، ونذكر شيء من ألقابه الكريمة في زياراته الخاصة عليه السلام مثل :
    حجة الله ، صفي الله ، حبيب الله ، سفير الله ، باب حكمة الله ، خازن علم الله ، قتيل الله ، الوتر ، الموتور ، وتر الله ، ثار الله ، الساكن دمه في الخلد ، المقشعرة له أظلة العرش ، الباكية عليه الأرض والسماء .
    المبلغ ، الناصح ، النور ، الزكي ، الهادي ، المهدي ، الوفي ، المجاهد ، الصابر ، الداعي ، المخلص ، المصلح ، العبد الصالح .
    الأمر بالمعروف ، الناهي عن المنكر ، ركن المؤمنين ، دعامة الدين .
    الوصي ، التقي ، أمين الرحمان ، أمين الله ، شريك القرآن ، موضع سر الله ، باب حطة ، مصباح الهدى ، سفينة النجاة ، الدليل على الله ، برهان الله .
    الآمر بالقسط والعدل ، المبلغ عن الله ورسوله .
    المظلوم ، قتيل العبرات ، أسير الكربات ، صريخ العبرة الساكبة ، قرين المصيبة الراتبة .
    السيد ، القائد ، الطيب ، وارث الأنبياء ، مستنقذ العباد من الجهالة وحيرة الضلالة ، الباذل في الله مهجته ، مانح النصح لعباد الله ، المُعذر في الدعاء .
    حجة الخصام ، ناصر دين الله ، باب الهدى ، إمام التقى ، خامس أصحاب الكساء .
    المغذى بيد الرحمة ، الراضع من ثدي الإيمان ، المربى في حجر الإسلام .
    فهذه كانت بعض الألقاب الكريمة للإمام الحسين وأسماء شريفة نناديه بها ونذكره بها مع اليقين بأنه هو المصداق الواقعي لها ، وأحسن من تنطبق عليه بالوجود بحق ، ولا يمكن لأحد غير الإمام الحسين أو آله الكرام أن يدعيها لنفسه أو يدعوها له أحد وهو صادق ، وهي عرّفنا بها الله ورسوله وآله الكرام ، وهي المذكورة في زياراته أو ما تنطبق عليه من الآيات الكريمة التي تُعرف أئمة الحق وولاة الدين والهدى لرب العالمين ، وغيرها الكثير يمكن تحصيلها من زيارات الإمام الخاصة أو العامة كزيارة الجامعة الكبيرة ، وهذه الألقاب الشريفة والأسماء الكريمة كلها لها معنى واسع يمكن للمؤمنين تتبعها وتحصيلها من الزيارات والأحاديث الشريفة .
    رابع الذكر : أسماء ألقاب وكنى الإمام الحسين وآله عقيدة ودين :
    كما إن ما ذكرنا من الألقاب الإمام الحسين عليه السلام ، بعضها عامة لكل أهل البيت عليهم السلام ، وبعضها خاص به عليه السلام لكونه هو المتجسد بها ، بل هو روحها وباعث الحياة الخالدة في هذه الألفاظ ومعناها الحقيقي الذي لا يصدق إلا عليه بالأصالة وعلى غيره ـ من غير جده وأبيه وأخيه ـ إلا بالتبعية له ولهم ، وهي إما مواصفاته ومواصفات تضحيته أو مواصفات إمامته وولايته عليه السلام ، أو إنها أوصاف لخلقه الكريم ووجوده الشريف بانتسابه لرسول الله كالسبط أو خُلق له ، وهي مواصفات كرمه الله بها في نفسه وفي آله وتشريفه له بكل معنى العز والمجد والفضيلة .
    والمراد بذكر هذه الألقاب الشريفة لأبي عبد الله الحسين عليه السلام أو زيارته بها ليس فقط تسطير ألفاظ ونضد جمل وترتيب عبارات ، كلا وألف لا ، بل يراد معناها الحقيقي ووجوب الاعتقاد بها عن إيمان راسخ ويقين محكم إنها من مواصفات الدين التي دعا لها الإمام الحق عليه السلام أبا عبد الله الحسين ، والمراد معرفة حقائقها و التخلق بالممكن منها والعمل بها والدعوة إليها وتعريفها للناس .
    وذلك لكونها كلمات لها معاني عميقة وواسعة المغزى والمراد ، وهي تبين جهاده وصفاته ونسبه وكرامات الله عليه ومناقبه الشريفة وأسمائه الكريمة ، فلذا يجب تعلمها ومعرفتها والعمل بها والدعوة لها وبيانها للمؤمنين لتؤخذ عقيدة وجهاد ودين وطلب الوصول بها لرضا رب العالمين .
    كما إن شاء الله سنعقد بحث مفصل في الأجزاء المتأخرة من صحيفة الإمام الحسين عليه السلام في بيان الكمال الإنساني وجماله في التأسي بألقاب الحسين وآله الأطهار ، إن مد الله في عمرنا وقوانا على طاعته في بيان كيفية التأسي بالحسين والإقتداء به ، واتخاذه لنا حياة دين وهدى لليقين في كل أحواله من أسماءه وألقابه وكناه ، حتى خلقه الكريم وسيرته وتضحيته وفداءه وكيفية الاستفادة من ذكره ومجالسه فضلا عن أسمائه الكريمة ، والله ولي التوفيق .
    وألقاب وأسماء وكنى الإمام الحسين بل وآله عليهم السلام هي أسماء وألقاب وكنى كرامة وشرف وعز لهم عليهم السلام ، وحقيقية صادقة عليهم كأسمائهم الأولية ، وبها كمؤمنين نتعلم منهم معنى الأسماء الجميلة ، التي تنبض بالكمال والخير وتدل على الشرف والكرامة ، ونتسمى بها مقتدين ومتأسين بهم لنخلص من التنابز بالألقاب ، بل للفخر بها والشموخ عند النداء لنا بها ، وننتقل بها لمعاني الجمال والكمال والشرف والخير والفضيلة والعز والمجد ، كما تحلى بها صاحبها الأصلي ونحاول أن نتحقق بها روح ومعنى ، وليس اسم لفظ لا حقيقة له ولا يدل على شيء حقيقي من الفخر والمجد الإلهي والشرف الرباني .
    وأسماء وكنى وألقاب الإمام الحسين وآله أهل البيت عليهم السلام ، هي اسم على مسمى حقيقة وروح ومعنى ، وليس كما ينادى أتباع غيرهم بالفظ من غير حقيقة له ولا لهم روحه ولا معناه ، بل هو اسم سرقوه فيكون مذمة له ولهم ، ويكون للسخرية ولو كان اسم ولقب جميل ، لأنه ينتقل لمكره وخداعه وظلمه وكيف تسمى بأسماء ليس له حق بها ولم يتحلى بمعناها ، وإنه اسم ولقب غصبه كما غصبوا منصب الخلافة لرسول الله والولاية والإمامة وتسموا بأسماء أهل البيت عليهم السلام الكريمة ، ولذا كان حتى التلفظ بأسماء أعداهم ومن حرم الناس من معرفتهم إن كان باسم جميل سرقوه منهم ننتقل لمعناه عند آل الحسين آل البيت المحمدي الكرام دونهم ، وإن كان اسم قبيح لهم فهم أولى به .
    ولذا كان كل اسم جميل حق للمؤمن أن يعرج به لمعارف الله من خلال مَن تسمى به من آل محمد صلى الله عليهم وسلم ، وبالخصوص الأسماء الجميلة والألقاب الفاضلة لهم والكنى الشريفة التي اختصوا بها ، والتي بحق تفرح المؤمن حين ينادى بها وتسر الطيب حين يذكرها سواء نداء صديق له أو أحد من آله ومعارفه ، فيحترمه لأنه له أصل في الكرامة والمجد والفضيلة عند صاحبه الأصل والأول من آل محمد عليهم السلام ، وبهذا كرمنا الله بهم وشرفنا وعرفنا مجدنا ، وبهم فضلنا الله حتى بأسمائنا المطابقة لأسماء وألقاب أهل البيت النبوي الطاهر من آله الحسين عليهم السلام ، وليخزى أعدائهم ويموتوا بكذبهم وضلالهم وغيضهم حتى في أسماهم فضلا عن دينهم .
    وبالخصوص يوم ينادى كل أناس بإمامهم ، أنى لهم مثل أئمة الحق من آله محمد الذين هم سفن نجاة ومصابيح هدى ، وهذا الفخر الحق والمجد الصادق لأتباع الحسين وأنصاره أنصار الله تعالى ، ولذا نجوا وهدوا للطيب من القول والعمل الصالح والإيمان الواقعي المرضي لله والذي يقبل التعبد له به ، ولذا نال أنصار الحسين وشيعته محل الرفعة والكرامة والفضيلة عند الله بكل شيء لهم تعلموه وتأدبوا به من تعاليم الدين المحمدي بسبب ركوب سبيل نهج الحسين وسفينته حتى في أسمائهم وألقابهم وكناهم وأنى لغيرهم مثلهم .
    وبالخصوص شيعته الكرام عندما يعرفون خصائص الإمام الحسين وخصاله وأسماءه وألقابه وكناه في مجالس ذكره وذكر آله الكرام الطيبين الطاهرين صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين ، فينتقلون بها دين وتعاليم عز وكرامة فيتسمون بها ويتحققون بمعناها بكل وجودهم وأرواحهم حتى حب النداء بها وذكرها لهم أو لمن يحبون ، وبحق يكون اسم الحسين وآله الكرام حب لأخيك ما تحب لنفس معنى حقيقي ولفظ دين يدان به ، ويطلب رضى الله بذكره ، ويحصل لمن يذكره على حب التوجه لله لأنها أسماء شريفة كريمة فيها معاني القرب من الله حين التحقق بمعناها والعمل بما توحي إليه مضامينها .
    خامس الذكر : ألقاب الإمام الحسين في كتب المؤمنين :
    قال في المناقب وألقابه : الشهيد ، السعيد ، السبط الثاني ، الأمام الثالث . بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    وفي كشف الغمة : عن كمال الدين بن طلحة :
    الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والزكي ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والسبط ، وأشهرها الزكي ولكن أعلاها رتبة ما لقبه به رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله عنه وعن أخيه : أنهما سيدا شباب أهل الجنة ، فيكون السيد أشرفها ، وكذلك السبط فإنه صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : حسين سبط من الأسباط .
    وقال ابن الخشاب : لقبه : الرشيد ، والطيب ، والوفي ، والسيد ، والمبارك ، والتابع لمرضاة الله ، والدليل على ذات الله عز وجل ، والسبط .
    المصدر السابق ح2 .
    وإذا عرفنا كرامات الله علينا بتعريفنا ألقاب الفضيلة والمجد والشرف للحسين عليه السلام وأسمائها ، ننتقل لمعنى أخر من فضله علينا ، بمعرفة كناه في الذكر الآتي ، فنتدبرها معاً فإنها تعاليم دين من أبو الأحرار الإمام الحسين عليه السلام .
    الذكر الثالث
    كنى الإمام الحسين عليه السلام
    عرفت إنه كنى الإمام وألقابه من أرقى التعاليم الشريفة والكريمة التي نتعلمها من ذكر الإمام الحسين عليه السلام وألقابه وكناه ، وبها يتم التذكر والرجوع لتعاليم الدين ومن ثم التفكر بها والتحقق بمعناه الشريف ، فإن الإمام الحسين عليه السلام ما ذكره أحد إلا وناداه يا أبا عبد الله ، ليعلمنا إن إطاعته عليه السلام والإقتداء به هي الموصلة لمعرفة الله تعالى وحقيقة تعاليمه ودينه وهداه ، ومن ثم إقامة العبودية المفروضة الصحيحة له تعالى .
    أو ينادي المؤمن الحسين عليه السلام يا أبا المساكين ، وكلنا مساكين للحسين عليه السلام نحتاج لهداه والإقتداء والتأسي به لتعلم معالم الدين ، ونخلص أنفسنا من المسكنة في المادة أو الخنوع لظلم الظالمين والمتعدين وأئمة الكفر والخضوع لضلالهم ولشهواتهم ، والارتفاع عن هوى النفس والانتكاس في الفسق والفجور وعصيان رب العالمين .
    فمن الإمام الحسين عليه السلام نتعلم الانتفاض لتعلم معارف الدين ودروس العز والكرمة والسير في هداه ، ولننتقل من نداء الحسين بأبي المساكين إلى معرفة شريفة ، وهي أن نكون من الساكنين والمتمسكنين في المعارف الإلهية والعلوم الربانية الفاضلة الكريمة والمتمسكين به وبآله أئمة الحق للوصول إليها .
    وقد ذكر الحر العاملي رحمه الله في الوسائل في الجزء 21في صفحة 397 في باب 27 أحاديث :
    في استحباب وضع الكنية للولد في صغره ، ووضع الكبير الكنية لنفسه وان لم يكن له ولد ، وأن يكنى الرجل باسم ولده .
    ، كما ذكر في الباب 29 كراهة كون الكنية : أبا مرة أو أبا عيسى أو أبا الحكم أو أبا مالك أو القاسم اذا كان الاسم محمد ، وذكر في الباب30 كراهة ذكر اللقب والكنية اللذين يكرههما صاحبهما أو يحتمل كراهته لهما .
    وهذه من سنن التعاليم الإسلامية ومعارف أهل البيت عليهم السلام ، ولذا ترى لهم كنى وألقاب جميلة تعلمنا الاقتداء بهم في التسمية وذكر الكنية للطيبين من أتباعهم وأولياءهم ، وهذه من المسائل الفقهية والآداب الدينية التي شرفونا بها وكرمونا بمعرفتها والتحقق بها ، ويجدها من يحب المعرفة الواسعة الرجوع لها في الرسائل العملية للمجتهدين وأحاديث المعصومين عليهم السلام .
    والكنية هي من الأسماء ينادى بها الإنسان باسم الابن أو البنت له على نحو الحقيقة أو التقدير والفرض ، أو كنية تأتيه من عمل له شريف وفاضل قام به ، وغير أهل البيت لهم كنى مثل أبو جهل أو أبو مرة أو أبو معاوية ـ جروا ـ وغيرها أبعدن الله منهم ، وللسنة الحسنة التي دعت لها تعالم الدين اعتاد المؤمنون عندنا في العراق أن يكنوا :
    مَن اسمه علي : ينادى أبو حسين ، لكون الإمام علي والحسين عليهم السلام في العراق لهم مراقد في قلوب المؤمنين ، يزورها ويجددون العهد معهم وعقد العزم على الإقتداء بهم والسير على صراطهم الموصل لله وطاعته كلما سنحت الفرصة وغنمت ، كما أن بعض البلاد يكنون من كان اسمه علي بأبي حسن أو أبو الحسنيين ، وإما في ذكر أحاديثه فيقال مثلاً قال أمير المؤمنين وهو لقبه الخاص أو يقال : أبو الحسن وهذا الغالب في ندائه بالكنية عليه السلام.
    وإما من كان اسمه حسين فإن يكنى : أبو علي ، لكون الإمام الحسين عليه السلام ثلاثة من ولده اسمهم علي ، علي الأكبر وعلي الأصغر استشهدا معه في يوم الفاجعة الكبرى في كربلاء ، وعلي الأوسط هو أمام الحق الرابع علي بن الحسين السجاد عليه السلام ، وفي كنيته عليه السلام إشارة وتعليم لمعنى العلو والمجد والعزة والكرامة والفضيلة والشرف والسعادة والخير ، وهكذا نتكنى ونتلقب بألقاب آل الحسين الكرام صادق وكاظم وجواد وهادي ومنتظر وغيرهن .
    فالإمام الحسين بل وآله الكرام قدوة لنا وأسوة في اسمهم وكنيتهم ولقبهم وكل ما يوصلنا لسلوك هدى الله وتعاليمه ، كما إن اسم الحسين عليه السلام ولقبه وكنيته فيها معاني شريفة لتعاليم المؤمنين السنة الحسنة من المفروض فيها باستحباب التكني بالأسماء الحسنة والجميلة ، وجعل كنية للابن قبل زواجه فضلاً عن تسمي الإنسان ونداءه بأسماء أطفاله ، ولا يقتصر التكني بكنى الحسين عليه السلام كما عرفت .
    إذ يمكن من الإمام الحسين عليه السلام الانتقال للتكني والتعلم من كل آله الكرام آل البيت النبوي الطاهر ، ومن خواص صحبهم الكرام أو الأسماء الجميلة التي تدل على الكرامة والشرف والعز والخير والفضيلة ، والتي فيها تعاليم الدين ، ولكل منها جماله ولا أجمل من كنى أهل البيت عليهم السلام ، وهذا مذكور في تعاليمهم الشريفة وأخلاقهم الكريمة .
    وأما كنى الإمام الحسين عليه السلام حسب ما ذكر في الكتب فهي :
    كنيته : أبو عبد الله ، وأبو الأئمة ، أبو المساكين .
    وفي المناقب : وكنيته : أبو عبد الله ، والخاص أبو علي .
    وفي كشف الغمة : قال كمال الدين بن طلحة : كنية الحسين عليه السلام أبو عبد الله لا غير . وقال ابن الخشاب : يكنى بأبي عبد الله .
    بحار الأنوار ج39ب11ص237ح1 .
    وفي الإرشاد : وكنية الحسين : أبو عبد الله . الإرشادج2ص27.
    أقول : ويكنى الإمام الحسين عليه السلام عند بعض الثوار الطيبين والمؤمنين بكنى إما جاءت في أحاديثه الشريفة أو في معنى متجدد مستفاد من ثورته وتضحيته عليه السلام وهي مثل : أبو الأحرار ، لحديثه يوم عاشوراء كونوا أحرار في دنياكم ، أبو الثوار لكون من يقتدي بثورته يكون مصلح وتابع له في طلب إقامة الحق والهدى والعدل والخير والفضيلة والعز . وهكذا مثل أبو المؤمنين ، أبو المصلحين ، أبو المجاهدين ، أبو المعصومين .
    وهذا مختصر في مدة عمره وزمانه في هذه الدنيا :
    العمر قصير فليكن كعمر الحسين في تقوى الله ورضاه والتضحية والفداء بكل شيء في سبيل الله تعالى ، وإن لم نكن مثل الحسين ولا نستطيع فلنشارك بما نقدر بنصر الحسين ، فإن نداء الحسين عليه السلام هو نداء الدين الذي يوجب علينا العمل بالواجبات والانتهاء عن المحرمات .
    وهو عليه السلام صرخة العز والكرامة والهدى الرافض للظلم والعدوان سواء ظلم النفس أو الأهل أو المجتمع أو أي إنسان ، فالإمام الحسين رمز العدالة وفخر الحرية وقدوة الحياة وأسوة في المال والأهل والولد .
    فيا طيب إلى الحسين في المعنى والدين والروح والرواح لتذكر رب العالمين في كل زمان وحين ، ولكي لا نكون لعهد الله وميثاقه من الغافلين والناسين .
    عرفنا اسمه الحسين بن علي ابن أبي طالب ، أمه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، جده رسول الله ، أخوه الحسن ، وهو أبو الأئمة الأطهار والهداة الأبرار وأب روحي وحياة دين لكل المؤمنين الأحرار :
    ولد عليه السلام : في المدينة المنورة في يوم الثلاثاء الثالث من شهر شعبان سنة ثلاث من الهجرة .
    واستشهد عليه السلام : في يوم الجمعة عاشر شهر محرم الحرام سنة إحدى وستين من الهجرة ، وعلى هذا .
    سني عمر الأمام الحسين الشريف في الدنيا :
    مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين ، فهذه 7 سنين .
    وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة ، أصبحت 37 سنة .
    وفي عهد أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين ، فصارت 47 سنة .
    وكانت مدة إمامته عشر سنين واشهراً .
    فأتم عليه السلام " 57 سنة وما يقارب النصف ، من
    3\8\3 هـ إلى 10\1\61 هـ
    أي سبعة وخمسين سنة وخمسة أشهر وسبعة أيام .
    فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حياً .
    ما أقل العمر في الدنيا عدة أيام في عدة أسطر ، وإن عمرها عليه السلام بوجوده الكريم وبعث فيها الحياة الكريمة .
    وما أطول العمر في الآخرة في رضا رب العالمين مع جده رسول الله وأبيه وآله كلهم في المقام المحمود ، ونعيم الله خالد في الطيبات من قصور الدر واللؤلؤ والمرجان والذهب والفضة والزعفران والمسك ، وحور العين والولدان المخلدون وماء معين لذة للشاربين ، ولحم طير مما تشتهون ومن كل شجر وثمر ونمارق مصفوفه ، وكل ما تلذ به النفس وتقر به الأعين ولله مزيد ورضا الله أكبر ، له ولحزبه المفلحون خالص وكل من تبع منهجه القويم إلى يوم القيامة وأنتسب له عليه السلام وأخذه سبب موصل لتعاليم الله وطاعته ومعرفة دينه وعبوديته .
    فسلام الله عليه يوم ولد ويوم بعث الحياة في دين الله ويوم أستشهد ويوم يبعث حياً ، حشرنا الله معه وسلك بنا سبيله في الدنيا والآخرة ورحم الله من قال آمين .
    اللهم بالحسين وجده وأبيه وأمه وأخيه والمعصومين من بنيه اجعلني مع الحسين وآله الطاهرين وأصحابه الطيبين.

    انتهى المنسوخ، وتعليقي على ذلك يا محمدي:
    إنكم لتبالغون في أهل البيت بغير الحقّ وأكثركم بهم مشركون، ولسوف تعلمون، ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً.
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.}
    _______________

    انتهى الإقتباس أعلاه

المواضيع المتشابهه
  1. سوال
    بواسطة يوسف احمد المصقري في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-07-2021, 06:17 AM
  2. سوال عن الرجم
    بواسطة Ahmadibnomar في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-05-2021, 04:41 PM
  3. [ فيديو ] مزيد من حُكْمِ الإمام المهديّ في القراءات السبع للقرآن العظيم ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-11-2018, 12:39 AM
  4. [بيان صوتي] وليست الأراضين السبع في الطبقات الجيولوجية للأرض..
    بواسطة المنصف في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-10-2014, 07:04 AM
  5. مزيد من حُكْمِ الإمام المهدي في القراءات السبع للقرآن العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 14-08-2014, 09:26 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •