» من ملامح عصر الظهور
غنى شامل
(مسند أحمد، إمام الحنابلة): عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً فقال له رجل ما صحاحاً؟ قال: بالسوية بين الناس قال: ويملأ الله قلوب أمة محمد (صلّى الله عليه وآله) غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول ائت السادن يعني الخازن فقل له إن (المهدي) يأمرك أن تعطيني مالاً فيقول له: أحث حتى إذ جعله في حجرة وأبرزه ندم فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفساً أو عجز عني ما وسعهم قال: فيرده فلا يقبل منه فيقال له: إنا لا نأخذ شيئاً أعطيناه.

طاووس أهل الجنة
(كنوز الحقايق للعلامة المناوي): عنه (صلّى الله عليه وآله): المهدي طاووس أهل الجنة.
(التعليق): لعل التشبيه بالطاووس من جهة الجمال وعدم وجود النظير له، فمثله في الجنة مثل الطاووس بين طيور الأرض.
(الجامع الصغير للحافظ السيوطي الشافعي): (المهدي) رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري.
(مسند أحمد، إمام الحنابلة): عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجل أمتي يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً يكون سبع سنين.
(المستدرك على الصحيحين): عن أبي سعيد الخدري قال رسول الله: لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً ثم يخرج من أهل بيتي من يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً.
(ينابيع المودة): عن قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: أحق (المهدي)؟ قال: نعم هو حق من أولاد فاطمة (عليها السلام) فقلت: من أي أولاد فاطمة؟ قال حسبك الآن.


المنكر كافر
(الحافظ القندوزي الحنفي في ينابيع المودة): عن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أنكر خروج (المهدي) فقد كفر بما أنزل على محمد ومن أنكر نزول عيسى فقد كفر ومن أنكر خروج الدجال فقد كفر.
(التعليق): الكفر درجات (الأولى) الكفر بالله تعالى بإنكاره، (الثانية) الكفر بما أنزل الله تعالى، (الثالثة) الكفر بنعم الله تعالى. وهذا الكفر المذكور في هذا الحديث هو من الدرجة الثانية لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي عين الإمام المهدي (حقاً) فإنكاره كفر برسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأنه يتضمن تكذيب النبي (صلّى الله عليه وآله) بما أخبر عن الإمام المهدي (عليه السلام).
(ينابيع المودة): عن حذيفة بن اليمان قال: سمعت رسول الله يقول: ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويطردون المسلمين إلا من أظهر طاعتهم فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويفر منهم بقلبه فإذا أراد الله تبارك وتعالى أن يعيد الإسلام عزيزاً أقصم كل جبار عنيد وهو القادر على ما يشاء وأصلح الأمة بعد فسادها، يا حذيفة لو لم يتبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من أهل بيتي يظهر الإسلام ولا يخلف وعده وهو على وعده قدير.

(المهدي) قبل الساعة
(نور الأبصار للشبلخي الشافعي): عن مقاتل ومن تبعه من المفسرين في تفسير قوله تعالى: (وإنه لعلم للساعة) هو (المهدي) يكون في آخر الزمان وبعد خروجه تكون إمارات الساعة وقيامها.
(البيان للكنجي الشافعي): قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عز وجل (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) هو (المهدي) من عترة فاطمة (عليها السلام).
(غرائب القرآن): ورد في الخبر (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أمتي يواطئ اسمه اسمي وكنيته كنيتي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

(المهدي) من العترة
(البيان للكنجي الشافعي): عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ليبعثن الله تعالى من عترتي رجلاً أفرق الثنايا أجلى الجبهة يملأ الأرض قسطاً وعدلاً يفيض المال فيضاً.
(التعليق): (أفرق الثنايا) يعني أسنانه المقدمة غير متلاصقة وإنما بينها فصل، كجده رسول الله (صلّى الله عليه وآله).
(يفيض المال فيضاً) يعني: يعطي بلا حساب. عطاء الأنبياء.

بالمهدي يختم الله
(البنان للكنحي الشافعي): عن علي بن حوشب سمع مكحولاً يحدث عن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) قال: قلت يا رسول الله أمنا آل محمد (المهدي) أم من غيرنا؟ فقال رسول الله لا بل منا بنا يختم الله الدين كما فتح الله بنا وبنا ينقذون عن الفتنة كما أنقذوا من الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخواناً كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخواناً.
(منتخب كنز العمال): لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله تعالى حتى يملك رجل من أهل بيتي جبل الديلم والقسطنطينية.
(التعليق): (جبل الديلم) كان مركز المجوس واليهود في عهد النبي (صلّى الله عليه وآله) و (القسطنطينية) كان مركز النصارى، ومعنى (يملك جبل الديلم والقسطنطينية) وهو سيطرته الكاملة على الدنيا، ومراكز الأديان الأخرى (كناية) عن توحيد العالم كله تحت لواء الإسلام.
(ينابيع المودة للحافظ القندزي الحنفي): عن أبي سعيد رفعه: المهدي منا أهل البيت أشم الأنف يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.
(التعليق): (أشم الأنف) يعني: مرفوع الرأس غير متذلل(1).
(الفصول المهمة لعلامة المالكية ابن الصباغ) أبو داود والترمذي في سننهما يرفعه كل واحد منهما إلى عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أمتي ومن أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.

(المهدي) عطاؤه هنيء
(البيان للكنجي الشافعي): عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يكون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له (المهدي) عطاؤه هنيء.
(ينابيع المودة): عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن فتح هذا الدين بعلي وإذا قتل فسد الدين لا يصلحه إلا (المهدي).
(التعليق): قوله (صلى الله عليه وآله): (إن فتح هذا الدين بعلي) إشارة إلى الكلمات التي أطلقها النبي (صلى الله عليه وآله) بشأن علي (عليه السلام) في بدء الإسلام.

حيث قال: (ما استقام الإسلام إلا بسيف علي ومال خديجة).
وحيث قال (صلى الله عليه وآله): (ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين).
وحيث قال (صلى الله عليه وآله): (أنا وعلي أبوا هذه الأمة).
وحيث قال (صلى الله عليه وآله) حين برز علي (عليه السلام) إلى قتال عمر بن عبد ود: (برز الإيمان كله إلى الشرك كله).
وحيث قال (صلى الله عليه وآله) داعياً لله تعالى في ذلك الموقف نفسه: (إلهي إن شئت أن لا تعبد فلا تعبد) وغير ذلك كثير.

(ينابيع المودة): عن علي (كرم الله وجهه) رفعه: لا تذهب الدنيا حتى يقوم على أمتي رجل من ولد الحسين (عليه السلام) يملأ الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً.
(ينابيع المودة): عن حذيفة بن اليمان قال: خطبنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فذكر لنا ما هو كائن إلي يوم القيامة ثم قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلاً من ولدي اسمه اسمي. فقام سلمان وقال: يا رسول الله إنه من أي ولدك؟ قال: هو من ولدي هذا، وأشار بيده إلى الحسين (رضي الله عنه).
(ينابيع المودة): عن فرة الزني عن النبي (صلى الله عليه وآله): لتملأن الأرض ظلماً وعدواناً ثم ليخرجن رجل من أهل بيتي حتى يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً.

(المهدي) صاحب معجزات
(البرهان في علامات مهدي آخر الزمان للمتقي الهندي الحنفي): عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: يومئ (المهدي) للطير فيسقط على يده ويغرس قضباً في بقعة من الأرض فيخضر ويورق.
(ينابيع المودة): عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال لعلي بن أبي طالب: يا علي اتق الضغائن التي هي في صدور من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون، ثم بكى (صلى الله عليه وآله) وقال: أخبرني جبرئيل، أنهم يظلمونه بعدي وأن ذلك الظلم يبقى حتى إذا قام قائمهم وعلت حكمتهم واجتمعت الأمة على محبتهم وكان الشأن لهم قليلاً والكاره لهم ذليلاً وكثر المادح لهم وذلك حين تغيرت البلاد وضعف العباد وكان اليأس من الفرج فعند ذلك يظهر القائم (المهدي) من ولدي يقوم، يظهر الله الحق بأسيافهم ويتبعهم الناس، رغباً إليهم أو خائفاً، ثم قال: معاشر الناس ابشروا بالفرج فإن وعد الله حق لا يخلف وقضاءه لا يُرد وهو الحكيم الخبير وإن فتح الله قريب. اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، اللهم أكلأهم وأرعهم وكن لهم وانصرهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على ما تشاء قدير.

أنا و (المهدي) وعيسى
(تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي): عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسى في آخرها و (المهدي) في وسطها.
(التعليق): لعل معنى هذا الحديث هو أن عيسى ابن مريم حيث ينزل من السماء بعد ظهور (المهدي) فيكون متأخراً هو عن (المهدي)، فيصح أن يقال: (النبي أول، والمهدي وسط، وعيسى آخر).
(سنن النسائي): عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه قال: ابشروا وبشروا إنما أمتي كالغيث لا يدرى آخره خير أم أوله أو كحديقة أطعم منها فوج عاماً لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها عرضاً وأعمقها عمقاً، وأحسنها حسناً كيف تهلك أمة أنا أولها و (المهدي) أوسطها والمسيح آخرها ولكن بين ذلك شبخ أعوج ليسوا مني ولا أنا منهم.
(التعليق): (الشبخ) على وزن (فلس) هو صوت اللبن عند الحلب(2) ولعله كناية عن الصخب والضوضاء الذي يقيمه ناس يعتبرون أنفسهم مسلمين ولكنهم لا يؤمنون بالإمام المهدي (عليه السلام) ـ كما نرى اليوم ـ ولذلك سماهم النبي (صلى الله عليه وآله) (أعوج) لأنهم مالوا عن طريق الإسلام وسنن النبي (صلى الله عليه وآله).
(ليسوا مني) يعني (ليسوا بمسلمين)، وإن ادّعوا الإسلام.
(ولا أنا منهم) يعني: أنا لست نبياً لهم، لأن من لا يقبل كلامي فلست أنا له نبياً، وإنما نبيه من يقبل كلامه.

(المهدي) يصلح الأمة
(ينابيع المودة): عن أبي سعيد الخدري قال دخلت فاطمة على أبيها في مرضه وبكت وقالت: يا أبي أخشى الضيعة من بعدك، فقال: يا فاطمة إن الله أطلع أهل الأرض إطلاعة فاختار منهم أباك فبعثه رسولاً ثم أطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن أزوجك منه فزوجتك منه وهو أعظم المسلمين حلماً وأكثرهم علماً وأقدمهم إسلاماً (إلى أن قال) ومنا سبطا هذه الأمة (الحسن والحسين) وهما ابناك ومنا مهدي هذه الأمة. قال أبو هارون العبدي: قال وهب بن منبه: إن موسى لما فتن قومه واتخذوا العجل إله فكبر على موسى قال الله: يا موسى من كان قبلك من الأنبياء افتتن قومه وإن أمة أحمد ستصيبهم فتنة عظيمة من بعده حتى يلعن بعضهم بعضاً ثم يصلح الله أمرهم برجل من ذرية أحمد وهو (المهدي).
ابن عبد البر في كتابه (الاستيعاب في أسماء الأصحاب): عن جابر الصدفي عن النبي (صلى الله عليه وآله): يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً.

يحبهم الله ويحبونه
(ينابيع المودة): عن علي (كرم الله وجهه) أنه قال: سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه ويملك من هو بينهم غريب فهو (المهدي) أحمر الوجه بشعره صهوبة يملأ الأرض عدلاً بلا صعوبة يعتزل في صغره عن أمه وأبيه ويكون عزيزاً في مرباه فيملك بلاد المسلمين بأمان ويصفو له الزمان ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته والله يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم وتعمر الأرض وتصفو وتزهو بمهديها وتجري به أنهارها وتعدم الفتن والغارات ويكثر الخير والبركات.