الموضوع: منهم أصحاب الأعــــــــراف

صفحة 1 من 29 12311 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 290
  1. افتراضي منهم أصحاب الأعــــــــراف

    سؤال :
    منهم أصحاب الأعــــــــراف

    بسم الله الرحمن الرحيم .. امامي الحبيب انت تقول ان اصحاب الاعراف هم اناس ماتوا من قبل مبعث الرسل إليهم ، ولا يعلمون بان هناك آخره و لا يعلمون بالبعث...
    والسوال الذي يطرح نفسه كيف ان اصحاب الاعراف لا يعلمون بانه يوجد بعث من بعد الموت و الرسول محمد عليه الصلاة و السلام عندما أنذر قومه وعندما قال لهم ان الله سيبعثهم من بعد موتهم... وكان رد قومه أنهم قد وعدوا هم و آبائهم من قبل بالبعث والدليل على ان علم الأخره البعث قد وصل إليهم وإلى آبائهم وإلى جميع الناس و كانوا على علم بالبعث
    قال الله تعالى ( وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
    وقال الله تعالى ( قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِي )
    واما المقصود من قول الله تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسو لا )
    اي ان الله سبحانه وتعالى لا يهلك قوم بعذاب اليم في الدنيا وهم غافلون إلا من بعد ان يبعث إليهم رسول لينذرهم
    قال الله تعالى ( ذَٰلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ )
    وقال الله تعالى ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَىٰ حَتَّىٰ يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَىٰ إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ )
    فيبعث الله الرسل لينذروا الناس انهم ضلوا وان عذاب الله على الأبواب حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسول فيقيم الله الحجه على الناس بان يبعث إليهم رسول لينذرهم ان عذاب الله على ألأبواب
    قال الله تعالى ( رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمً )
    ولو ان الله سبحانه و تعالى يهلك قوم بعذاب اليم من قبل أن يبعث إليهم رسول لينذرهم ان عذاب على الابواب... ستكون لهم حجه على الله وسيقولون ....
    قال الله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَى ) صدق الله العظيم
    واتمنى من الامام ناصر محمد ان يزيدنا بيان من الأيات البينات المحكمات يبين فيه منهم أصحاب الأعراف ... وهل اصحاب الأعراف هم الذين لم يلبسوا أيمانهم بظلم الشرك وماتوا من قبل مبعث الرسل إليهم ..
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

  2. افتراضي




    اقتباس المشاركة 4272 من موضوع البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    الإمام ناصر محمد اليمانيّ
    4 - جمادى الآخرة - 1430 هـ
    28 - 05 - 2009 مـ
    12:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    البيان الحقّ من صاحب علم الكتاب عن أرض المحشر ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴿١٨٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فهذه الآية تتكلم عن يوم القيامة والحساب للذين سيدخلون الجنّة من بعد الحساب فيرزقون فيها بغير حساب، وأمّا في ساحة المحشر فيكونون جميعاً في أرض المحشر أهل النّار وأهل الجنّة ويتمّ إحضار النّار والجنّة في الساحة الكونيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ ﴿٣٤﴾ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَىٰ ﴿٣٥﴾ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [النازعات].

    فيتمّ إحضار الجحيم إلى أرض المحشر؛ والنّار لها سبعةُ أبوابٍ لكُلّ بابٍ منهم جزءٌ مقسوم. وكذلك يتمّ إحضار الجنّة إلى نفس أرض المحشر الكُبرى وهو الكون كُلّه يدكه دكّاً بكافة كواكبه ونجومه، ولم يخلقه الله لعباً ولا عبثاً! فيجعله أرضاً واحدةً مستويةً لا ترى فيها عِوجاً ولا أمتاً، ويتمّ إحضار النّار والجنّة إليها فتكون الجنّة بموقع غير بعيد من النّار. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

    وتكون الجنّة في أرض المحشر غير بعيدة من النّار؛ أي على مقربة منها، تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم.

    غير أنّ الجنّة لا تكون خلف النّار؛ بل على مقربةٍ من بعضهما البعض؛ مُتقابلاتٍ، فالنّار تكون إلى جهة الشمال والجنّة إلى جهة اليمين وجميع المتّقين والكافرين ينظرون إلى الجنّة وإلى النّار وهم في أرض المحشر، ومن بعد الحساب والفصل بالحقّ فمن ثمّ يأتي التفرّق تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الروم].

    والتفرّق من بعد الحساب فيتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر فيُساق أهل النّار إلى صراط النّار. تصديقاً لقول الله تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٢٢﴾ مِن دُونِ اللَّـهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    ولكن يتمّ تقسيمهم إلى سبع زُمرٍ بعدد أبواب جهنّم السبعة تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣﴾ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولذلك يتمّ حشر أهل النّار من أرض المحشر وتقسيمهم إلى سبع زُمرٍ ثمّ يُساقون نحو أبواب جهنّم السبعة لكل بابٍ منهم جزءٌ مقسوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} صدق الله العظيم [الزمر:71].

    وأما أهل الجنّة فمن بعد الحساب يتمّ تقسيمهم زُمراً بعدد أبواب الجنّة، والتزحزح هو الابتعاد عن النّار من نفس منطقة المحشر فلا يُساقون إلى صراطِ الجحيم؛ بل إلى صراط جنّات النّعيم المُقيم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويحاول أهل النّار الهرب منها صوب الجنّة ويتوسّلون بالمتقين من أهل الجنّة أن ينظروهم ويقتبسوا من نورهم، ولكنّ الملائكة يرجعونهم بالقوّة فيُساقون قهراً إلى نار جهنّم فيستغيثون بالمُتّقين ليقتبسوا من نورهم ذلك لأنّهم لا يزالون مُشركين بربّهم عبادَه المقربين، والنّور من الله، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ، ولكن من كان في هذه أعمى عن الحقّ فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً، ولأنّهم لا يعرفون الحقّ والحقّ هو ربّهم ولذلك يتوسّلون إلى عباد الله المتّقين ويقولون لهم: {انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ} صدق الله العظيم [الحديد:13].

    ثمّ يُضرب بينهم بسورٍ فاصل بين الجنّة والنّار، فباطنه إلى الجنّة والنّار من قِبَلِهِ لأنّ النّار والجنّة قد جعلهما الله يوم القيامة مُتقابلات، النّار شمال والجنّة يمين وسور الأعراف بينهما، ومن ثمّ تُساق طائفةٌ أُخرى من أرض المحشر لم يتمّ حسابهم ولم يسألهم الله عن أيّ شيء ولم يُحاسبهم الله عن أيّ شيء لأنّ لهم حُجّة على ربّهم فجعلهم الله فوق سور الأعراف يتفرّجون على أهل النّار وأهل الجنّة. ولكن من هم تلك الطائفة؟ والجواب الحقّ: هم القوم الذين ماتوا من أهل القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لهم حُجّة على ربهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كأمثال عبد الله بن عبد المطلب أبي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وجميع الذين ماتوا من القرى من قبل مبعث رُسل الله إليهم، فأولئك لا يُعذّبهم الله تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

    فأولئك هم أصحاب الأعراف فلم يجعلهم الله من أهل الجنّة ولم يجعلهم الله من أهل النّار، وشهدوا كيف أنّ الله حاسب عباده وكيف فصل بينهم بالحقّ وبين أنبيائهم، وسأل الله أنبياءهم هل بلّغتم؟ فأجابوا نعم، وشهد على بلاغهم الذين صدّقوا بشأنهم، وصار لديهم مفهوم قصة الرُّسل وأقوامهم والذين كذّبوا برُسل ربّهم والذين صدّقوا برُسل ربّهم فصار الأمر واضحاً لديهم كاملاً من البداية إلى النهاية عن أقوامهم من بعدهم، ومنهم من يعرف رجالاً من أهل النّار كمثل أبي لهب والوليد ابن المغيرة، فمثلاً أبو النّبي عبد الله بن عبد المطلب يعرف أبا لهب ويعرف الوليد بن المغيرة وغيرهم من قبل موته، وكذلك جميع أهل الأعراف الذين ماتوا من قبيل مبعث الرُّسل يعرفون النّاس الذين كانوا بجيلهم غير أنّهم ماتوا من قبل بعث رُسل الله إلى القُرى، فبعضهم قبل مبعث رسول ربّه إلى قريته بشهر أو أكثر من ذلك بسنين أو أقل، ولكنّهم قد علموا أنّ هؤلاء المُترفون الذين كانوا يعرفونهم قد بعث الله رُسلاً من بعدهم وكذّبوا برُسل الله الذين أرسلهم الله إليهم من بعد موتهم وبالذّات الذين يموتون من أهل القُرى قُبيل بعث الرسول إليهم فهم حتماً يعرفون المُترفين في جيلهم ووجدوا خبرهم أنّ الله بعث إليهم رسولاً فكذّبوا به وكانوا يعرفون أنّهم أغنياء ولذلك قالوا لهم: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ولذلك يُنادونهم من فوق الأعراف لأنّهم يعرفونهم بصورهم في الدنيا.

    وقبل التفصيل في شأن أهل الأعراف نعود إلى أصحاب الجنّة والنّار بعد انتهاء الحساب وإقامة الحُجّة بالحقّ فيدخل أهل النّارِ النّارَ ويدخل أهل الجنّةِ الجنّةَ فينادي أصحاب الجنّة أصحاب النّار. وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّـهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن المؤذن بينهم؟ إنّه عبد الله بن عبد المُطلب ومن معه من أهل الأعراف.

    ونعود الآن إلى رجال الأعراف. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، فهم يعرفون كُفّاراً من أصحاب النّار وكذلك يعرفون رجالاً من أهل الجنّة، فينظر أصحاب الأعراف إلى أصحاب الجنّة فيقولون لأصحاب الجنّة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}، ولكنّهم ليسوا في الجنّة؛ بل ينظرون إليها وإلى من فيها من فوق سور الأعراف ويَتمنّوْنَ أن يُدخلهم الله جنّته برحمته. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم.

    ومن ثمّ ينظرون إلى أصحاب النّار فيخاطبونهم فيقولون لهم: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، ويقصدون بهؤلاء؛ أهل الجنّة، فأشاروا إليهم وهم يخاطبون أصحاب النّار وقالوا لهم: يا أصحاب النّار أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَته؟ ومن ثمّ يُجيب الله دعوة أهل الأعراف حين ذكروا رحمته وأهل الأعراف قد دعوا الله من بعد حشرهم على سور الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٤٨﴾ أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فمن الذي قال لأهل الأعراف: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم؟ إنّه الذي دعوه من بعد حشرهم على الأعراف ونظروا إلى نار جهنّم والكُفّار يصطرخون فيها. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى جواب الله لدُعائهم حين ذكروا رحمته لأنّهم يمقتون الكُفّار وقالوا لهم: أهؤلاء - ثمّ أشاروا إلى أهل الجنّة - الذين أقسمتم يا أهل النّار لن ينالهم الله برحمته؟ ومن ثمّ تأتي إجابة الله لدعوة أهل الأعراف حين أقرّوا وأيقنوا برحمة الله وقالوا: {أَهَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّـهُ بِرَحْمَةٍ} صدق الله العظيم، وعلى الفور ناداهم الله من وراء الحجاب فأجاب دعوتهم بالحقّ، وقال الله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    وذلك لأنّهم يدعون ربّهم فيسألونه برحمته حين ينظرون إلى أهل النّار يصطرخون في نار جهنّم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم.

    فانظروا لإجابة الله لدُعائهم وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    ويا أمّة الإسلام، اتّقوا الله واعلموا أنْ ليس لكم من دون الله وليٌ ولا شفيع، وسلوا الله برحمته، ومن ذا الذي هو أرحم بكم من الله حتى تلجأوا إليه من دون الله! أفلا تتّقون؟ أفلا ترون أنّ الله أجاب دعوة أهل الأعراف ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟

    ويا من ينتظرون لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يشفع لهم بين يدي الله ها هو أبوه مع أهل الأعراف ولم يشفع له محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ولم يرجُ من ولده أن يشفع له بين يدي ربه؛ بل دعا ربّه مع أهل الأعراف وقالوا: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم، ثمّ أجاب الله دعاء أهل الأعراف وقال لهم: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم.

    اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد .. فأمّا الذين آمنوا منكم حين أذكّرهم بآيات ربّهم وأبيّنها لهم فتزيدهم إيماناً فتلين جلودهم ومن ثمّ تخشع قلوبهم فتدمع أعينهم مما عرفوا من الحقّ، وأمّا العُميان فوالله لو أنذرته بجميع آيات الكتاب وفصّلتها تفصيلاً فإنّه سوف ينبذها جميعاً وراء ظهره مهما كانت واضحةً وبيّنةً في البيان الحقّ، وسبب فتنته أنّهُ يعلم حديثاً أو روايةً مُخالفةً لهذه الآيات المحكمات ويفضّل أن يستمسك بذلك الحديث المخالف ويقول: "إنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلّا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح، فهل أنت أعلم يا ناصر محمد اليماني أم هم؟". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: ولكنّي أُحاجّك بآياتٍ مُحكماتٍ بيّنات هُنَّ أمُّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ إلّا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فيتّبع الفتنة الموضوعة من أحاديث وروايات الفتنة التي تأتي مخالفةً لآيات الكتاب المحكمات وحسبه جهنّم ومن اتّبعه وساءت مصيراً.

    ولكنّي أقسم بالله لو الآية جاءت مطابقةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به لأعجبته واستمسك بها وصرخ بها كبرهان على الحديث، ولكن إذا جاءت مخالفةً للحديث الذي هو مستمسكٌ به فعند ذلك تسوءه ويقول: "لا يعلم تأويلها إلّا الله" برغم أنّها مُحكمة من آيات الكتاب المُحكمات من أُمّ الكتاب وليست من المتشابهات! تالله لا يطلّع على بيان ناصر محمد اليماني عالِمٌ أو جاهلٌ إلّا تبيّن له الحقّ، ولكنّ الكارثة أنّه برغم أنّه تقبّلها عقله إلّا أن كثيراً لا يوقن بآيات ربّه برغم وضوحها الشديد!

    ويا قوم يا أصحاب اللسان العربيّ المبين إنّ القرآن عربيّ أرسله الله بلسانٍ عربيٍّ مُبينٍ ليُبيّن لكم ما تتقون، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:4].

    وكذلك القرآن العظيم لماذا لا تفهمون مُحكمه؟ فهو ليس بأعجميٍّ؛ بل عربيٌّ مُبينٌ، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ولكنّكم جعلتموه أعجميّاً فأعرضتم عنه وقلتم على الله زوراً وبهتاناً أنّه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله، ولم يقل الله ذلك وافتريتم على الله الكذب وأنتم تعلمون أنّه لم يقل ذلك؛ بل قال لكم أنّ مِنهُ آياتٌ مُحكماتٌ واضحاتٌ بيّناتٌ هُنَّ أمُّ الكتاب يعلمهنّ ويفهمهنّ ويعقلهنّ العالِم والجاهل كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ، وتلك أكثر آيات الكتاب بنسبة تسعين في المائة وأُخرى مُتشابهات وهُنّ قليلٌ ليست إلّا تقريباً عشرة في المائة أو أقل من عشرة في المائة فتلك الآيات المُتشابهات لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله وهُنّ قليلٌ، ولكنّكم جعلتم القرآن كُلّه لا يعلمُ تأويله إلّا الله، ولكنّ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم لم يحاجّكم إلّا بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات يعلمهنّ ويعقلهنّ كُلّ من تدبّر ما جاء فيهنّ من ربّه لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلّا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ المُبين.

    ويا معشر الأنصار كونوا من الموقنين ولا تكونوا من الذين هم بآيات ربّهم لا يوقنون ثمّ لا يوقنون إلّا بعد أن يقع القول عليهم وخروج الدابة، وكذلك قال الله تعالى إنّكم لم تكذّبوا بالذي يحاجّكم بآيات ربّكم ولم تصدّقوا والسبب عدم اليقين بآيات الله التي أحاجّكم بها في الكتاب، وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴿٧٧﴾ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُم بِحُكْمِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ ﴿٧٨﴾ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۖ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ﴿٨٠﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١﴾ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النمل].

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 139624 من موضوع ردّ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بالحقّ على (مجتهد للحق)، والحقّ أحقُّ أن يتبع..


    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=139618

    الإمام ناصر محمد اليماني
    15 - 06 - 1435 هـ
    15 - 04 - 2014 مـ
    06:50 صباحاً
    ــــــــــــــــــــ


    ردّ الإمام المهديّ ناصر محمد بسلطان العلم المُلجم، والحقُّ أحقَّ أن يُتَّبع
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين وكافة المؤمنين في كل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    ويا أيّها المجتهد للحق، لسوف أخرس لسانك بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم لكونك تأخذ كلام الله فتجعله شاملاً من غير تخصيصٍ للفئات، ولسوف أضرب على ذلك مثلاً. قال الله تعالى:
    {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الله وجَّهَ السؤال للإنس والجنّ كافةً؟ ولكنه يتبيَّن لنا من خلال الردِّ على السؤال:
    {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} ولكن لو جعلنا بيان جُملِ القرآن والهاءات وواوات الجماعة تأتي شاملةً للقوم من دون تفصيلٍ إذاً لحكمنا على كافة الجنّ والإنس أنّهم كانوا كافرين لكون الله تعالى قال: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل يقصد الله تعالى أنّ ذلك هو جوابُ كافة الجنّ والإنس أنهم
    {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم؟ وربَّما يودُّ أن يقول مجتهدٌ للحق: "هيهات هيهات يا ناصر فتلك آيات محكماتٌ بيناتٌ، فانظر إلى خطاب الله تعالى أنه نداءٌ شاملٌ للإنس والجنّ أجمعين، فانظر لقول الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الجنّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم، فأنت لا تعرف اللغة". ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: نعم أنّي لا أكاد أعلم من القواعد النحويّة إلا قليلاً ولكنّي أتحداك أن تجدني أخطأت في التأويل لكوني لست معتمداً على القواعد النَّحويّة؛ بل آتيك بالبيان للآيات بالآيات المبينات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (34)} صدق الله العظيم [النور].

    وأما النِّداء الربَّانيّ من وراء الحجاب فلا يُقصَد به الثقلان كافةً؛ بل يُقصد به معشر الكفار من الجنّ والإنس لكونك تعلم مَنْ المخاطَبون من خلال الردّ: {قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    ويا رجل، إنك لتجعل حال المبعوثين الكافرين واحداً وحياتهم واحدةً! وأنت بتفسيرك هذا نسفت العذاب البرزخيّ نسفاً، وهيهات هيهات فبما أن تفسيرك كان خطأ فحتماً سوف يخالف لكثيرٍ من آيات الكتاب لكون الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة لم يكن غريباً عليهم البعث لكونهم قد علموا أنهم كانوا على ضلالٍ منذ لحظة الموت الأولى إذ أدخلهم الله النار في ذات اليوم الذي أماتهم فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا ۙ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    لكون الله قد أدخلهم النّار في نفس اليوم الذي يموتون فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) } صدق الله العظيم [الأنعام].

    وكذلك الذين أماتهم الله بعذابٍ أليمٍ من الكافرين المُعرضين في كلِّ أمَّةٍ يُدخلهم النَّار في نفس اليوم الذي يهلكهم فيه، فهم مُعذَّبون. وعلى سبيل المثال قوم نوح قال الله تعالى:
    {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].

    وكذلك على سبيل المثال قوم فرعون كذلك أُغرقوا وأُدخلوا ناراً فهم يعرضون على لهيبها بكرةً وعشياً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} صدق الله العظيم [غافر].

    وهذه هي حياة المُكذِّبين الكافرين البرزخيّة من بعد الموت إلى يوم البعث حياةُ عذابٍ من لحظة موتهم باستمرارٍ، وعلموا أنَّهم ظلموا أنفسهم من لحظة الموت، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولكنّ ناموس العذاب البرزخيّ في الكتاب لا ينطبق على الكافرين الذين لا يعلمون ببعث الرسل إلى أقوامهم من الذين ماتوا من أهل القرى قبل أن يبعث الله رسول ربّهم إليهم، فأولئك لن يعذبهم الله فليس لهم عذابٌ من بعد الموت في الحياة البرزخيّة، وليس لهم عذابٌ في يوم البعث الشامل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    لكون لهم حجّة على ربّهم لو يعذبهم سبحانه لكونه قد أماتهم قبل بعث رسول ربّهم إليهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

    إذاً، الذين ماتوا من قبل بعث رسل ربّهم إليهم فلهم الحجّة على ربِّهم لو يعذبهم، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم، ولذلك يجعلهم الله كالنائمين لا يشعرون بشيء من بعد الموت إلى يوم البعث لكون الكفار الذين لم تُقَم الحجّة عليهم ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، بمعنى أنّهم ماتوا قبل الكفار الذين أهلكهم الله من بعد إقامة الحجّة عليهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٧﴾ هَـٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الرسلات].

    فمِنْهُم المكذبون ومِنْهم الأوّلون برغم أنّهم جميعهم كفارٌ، ولكنّ المكذِّبين هم الكفار الذين ماتوا من بعد بعث الرسل إلى أقوامهم، وأمّا الكفار الأوَّلون فهم الكفار الذين ماتوا قبل بعث الرسل إلى أقوامهم، والكفار الأوَّلون هم الذين قالوا:
    {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} [يس:52]. وهم السائلون من الكفار. وأمّا طائفة المجيبين فهم المكذبون برسل ربّهم: {هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

    ويا أيّها (المجتهد للحق)، إنّي أراك تعِظُني وتقول: "يا ناصر محمد اتّقِ الله" فمن ثم أقول لك: فهل خالف الإمام ناصر محمد اليماني تقوى الله حين ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ؟ بل أنت اتّقِ الله فإنّك تصدُّ عن اتّباع الصراط المستقيم وتبغيها عوجاً وتقول على الله من عند نفسك بغير علمٍ ولا هدًى من ربّ العالمين، فإياك ثمّ إيّاك من تبيان آيات الله بالشمول.

    وبالنسبة لكلمة
    {
    يَا وَيْلَنَا } فهم يقولونها أي الطرفان من الكافرين لكونهم جميعهم فزعون، وعلى سبيل المثال الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل فهم يعلمون مباشرةً من لحظة البعث أنّ هذا يوم البعث بمجرد ما يبعثهم، وقال الله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ (30)} صدق الله العظيم [الصافات].

    وبما أنّ الكفار الذين أقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل يعلمون أن هذا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين ولذلك قالوا:
    {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20)}، وأمّا الكفار الفزعون من الطرف الآخر الذي لم تُقَم الحجّة عليهم ببعث الرسل ولا يعلمون ببعث رسل ربِّهم ولا يعلمون أنَّهم سوف يُبعثون فهم كذلك فزعون يوم البعث، ولذلك قالوا: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}، وردَّ عليهم كفارٌ آخرون: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.
    وخاطب الله الكفارَ المكذبين بيوم البعث فقال الله لهم من وراء الحجاب:
    {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21)} صدق الله العظيم.

    وعلى كل حالٍ حين نجد كلمةَ
    { وَيْلَنَا } صادرة من الطرفين من الكفار سواء الذين أُقيمت عليهم الحجّة ببعث الرسل أو الذين ماتوا قبل بعث الرسل فكلمة
    { يَا وَيْلَنَا } صدرت من الطرفين بسبب أنّ الطرفين فزعوا من هول البعث، ولكنّ طائفة منهم لن يعذبهم الله حتى وإن نالهم الفزع من عذاب الجحيم، فأخيراً يقول لهم ربّ العالمين: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فلن يُخلف الله وعدَه فيعذب الكافرين الذين لم يقِم الحجّة عليهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)} صدق الله العظيم [الإسراء]، وأولئك هم أصحاب الأعراف فلا هم في الجنة بادئ الأمر ولا في النار فليس لهم إلا رحمة ربّهم. وقال الله تعالى: {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:46].

    لكونهم ليسوا من المعذبين ولم يجعلهم الله بعدُ من أصحاب الجنّة؛ بل يتمنّوْن أن يدخلوها مع الصالحين. وقال الله تعالى:
    {وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) } صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثمّ جاء الردُّ في سياق الآيات إجابةً لدعوتهم لربِّهم:
    {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)} صدق الله العظيم، والردُّ من وراء الحجاب بصوت الحيِّ القيوم! {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، لكونهم أنابوا إلى ربِّهم أن يرحمهم كما رحم الصالحين، وبرغم أنّهم كفار ولكنهم كرهوا الكفارَ برسل ربّهم، وقالوا لهم: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وذلك النداء: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)} صدق الله العظيم، صدر من الربِّ لأصحاب الأعراف.

    ويا (مجتهد للحق)، فإن كنت تريد الحقّ فإنّي الإمام المهديّ ناصر محمد من الراسخين في علم الكتاب فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن العظيم إلا أقمتُ عليه الحجّة بإذن الله بآياتٍ بيِّناتٍ محكماتٍ من آيات أمِّ الكتابِ، والحقُّ أحقَّ أن يتّبع إن كنتَ تريد الحقَّ، وما بعد الحقِّ إلا الضلال.

    وأُبشِّر أنّ جدّي عبدَ الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي سوف يجعله الله وجدَّتي آمنةَ بنت وهبٍ من أصحاب الجنَّة، وكذب المفترون أنّ أبوَيْ محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من أصحاب الجحيم، ولَأُخرِسنّ ألسنة المفترين من محكم القرآن وألجمهم إلجاماً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  3. rose السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على الانبياء والمرسلين اجمعين وانا معهم من المتنافسين في حب ربي وقربه واسلم تسليما

    واهلا وسهلا باخي الحبيب قول الحق من اولي الالباب المتدبرين المتفكرين ,,واشكر اخوتي الانصار الاخيار سفينة النجاة ورضى الله ورضا الوالدين على جلب بيانات النور فيما يخص اصحاب الاعراف لنزداد نورا على نورا ويقينا

    ويا حبيبي قول الحق جعلك الله من الذين يقولون الحق ابدا ,,,,بالنسبة للايات الكريمات التي ذكرتها

    بسم الله الرحمن الرحيم ((وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )

    فان الايات السابقة ايات بينات محكمات واضحات , واما الاية الكريمة (( لقد وعدنا نحن واباؤنا هذا من قبل أن هذا الا اساطير الاولين))
    وماهو الوعد الذي وعدهم اياه الرسول ؟والجواب هو البعث ليوم الحساب ونستبنط هذا الجواب من الاية السابقة حيث قالوا
    قالوا أاذا متنا وكنا ترابا وعظاما اانا لمبعوثون؟؟
    يعني هم متعجبون ويقولون اذا متنا وكنا عظام وتراب في القبور سيبعثنا الله وهم يخاطبون بهذا الرسول الذي يعدهم بالعودة الى الحياة والبعث من قبورهم ويعدهم بذلك هم واسلافهم من قبلهم ولهذا قالوا

    لقد وعدنا نحن واباؤنا هذا من قبل ؟؟يعني انت ايها الرسول تعدنا بالبعث من القبور نحن واسلافنا من قبلنا ثم يرجعون ويقولون للرسول

    اي انت ايها الرسول تعدنا نحن واباؤنا ((اسلافنا))من قبلنا بهذا البعث
    ان هذا الا اساطير الاولين
    وحتى اقرب لك تأويل الاية اكثر
    تدبر في قول الله تعالى في سورة الواقعة ((وكانوا يقولون ااذا متنا وكنا ترابا و عظاما اانا لمبعوثون أو اباؤنا الاولون قل ان الاولين والاخرين لمجموعون الى وقت معلوم ))

    اي ان الاية لاتقول ان اسلافهم وعدوا بالبعث كما هم يوعدون الان بالبعث من قبل الرسول ولكن الاية تقول ان الرسول يعدهم بالبعث هم واسلافهم ولهذا هم يتعجبون من هذا الوعد بالبعث هم واباؤهم من قبلهم

    والحمدلله رب العالمين ان جعلنا في امة ناصر محمد اليماني مهديها

    والله والامام ((صاحب القول الصواب وفصل الخطاب فهو الحاكم بالكتاب فيما اختلف فيه الاحزاب ولديه كل الاسرار في الكتاب ))اعلم

  4. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    قال الله تعالى ( بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )

    أخي عمر بن الخطاب تدبر قول القوم عندما ردو على رسول الله و قالوا " إن هذا إلا اساطير الأولين "
    أي ان هذا الذي تعدنا بان الله سيبعثنا من بعد الموت يا محمد قد وعد به آبائنا من قبل و ما نرى هذا الو عد الذي تعدنا و الذي و عد به آبائنا من قبل إلا اساطير الأولين...
    قال الله تعالى ( . وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا )
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ..
    ---
    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    إذا كان والد الرسول محمد عليه الصلاة و السلام لا يؤمن باليوم الأخر و لا يعلم بان هناك يوم أخر و اليوم الأخر فيه بعث و حساب ؟؟
    ولو أفترضنا ان والد الرسول محمد عليه الصلاة و السلام لم يمت و عاش حتى بعث الله إليه الرسول محمد و من ثم دعاه الرسول هل كان سيؤمن بدعوة الرسول أم سيكفر و نترك الجواب من الله مباشره
    قال الله تعالى :
    ( وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ )
    وقال الله تعالى
    ‏(‏ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا )
    وقال الله تعالى
    (‏ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣﴾ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ )
    صدق الله العظيم
    وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ..

  5. rose لاتقطع الايات اخي قول الحق

    اخي قول الحق
    انت تريد ان تثبت ان عبدالله ابو النبي محمد صلى الله عليه وسلم لن يؤمن بالرسول لو كان على قيد الحياة عند بعث الرسول
    وحجتك لانه سيقول عن دعوة الرسول اساطير الاولين
    واستدللت بهذا المقطع ((ان هذا الا اساطير الاولين )) وقطعت الاية ولم تتدبر فيما قبلها ولاما بعدها ولم تتدبر في الايات التي جائت في القران الكريم في نفس الموضوع وانت يا حبيبي من الانصار وقد تدبرت في بيانات الامام من قبل ,,,,,والامام دائما مايوصي بعدم قطع الايات لان بيان القران موجود في نفس القران وتفسير القران لايكون بقواعد النحو والبلاغة وقواعد اللغة العربية والاعراب ابدا بل هذا تفسير علماء الظن الذين ياولون القران على هواهم ونحن تلاميذ المهدي المنتظر وتعلمنا في مدرسة المهدي المنتظر ولن نفسر القران بالنحو والقواعد والاعراب بل تفسير القران موجود في القران وليس على هوانا
    وهذا قول الامام استدل به على صحة كلامي:::

    ألا والله لو تدبّرتم كتاب ربّكم لوجدتم أنّه مُجملٌ ثمّ مُفصّلٌ في ذات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)

    والان وحسب قاعدة الامام في التدبر ارجو اخي قول الحق ان تعود للايات التي ذكرتها كلها في مشاركتك وتتدبرها جيدا اما ان استمريت اخي في قطع الايات وعدم تدبر الايات التي قبلها والتي بعدها فلن اتوصل معك الى اي نتيجة في الحوار

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عمر بن الخطاب
    اخي قول الحق...
    انتهى الاقتباس من عمر بن الخطاب
    بسم الله الرحمن الرحيم ..
    أخي عمر بن الخطاب إننا عند ما نجادل الناس بالبيان الحق للقران أنما نريد أثبات التفسير الحق للقرآن بما بينه الامام ناصر محمد..
    وأما أنت فتريد ان تجعل القران موافق لما قاله الا مام ناصر محمد .. ووالله ثم والله انني حاولت أن اتجاوز هذه الآيات
    قال الله تعالى
    ‏(‏ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )
    وقال الله تعالى
    ‏(‏ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴿٦٥﴾ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا ۖ بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ ﴿٦٦﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ﴿٦٧﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا هَـٰذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ )
    وأريد ان اكون موقن بما قاله الأمام ناصر محمد بان هناك أناس لا يعلمون عن البعث و الآخره ... ولكنها آيات محكمات لا يتجاوزها إلا من كان في قلبه زيغ عن الحق..
    وهناك دليل آخرعقلي على هذا وهو ان الديانه اليهوديه و المسيحيه كانت قد انتشرت قبل بعثه النبي محمد عليه الصلاة و السلام في أغلب مناطق الجزيره العربيه فكيف لم يسمع أحد من قريش بالبعث و باليوم الآخر بالرغم ان آباؤهم كانوا مسلمين على ملة إبراهيم عليه الصلاة و السلام
    وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين ..

  7. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    انا مؤمن بتدبر اخي الانصاري قول الحق واصدق عليه كونه استدل بايات محكمات بينات وان خبر البعث يعلم به جميع الامم جيل بعد جيل ولكن في جميع الاجيال التي مضت وانقضت الى جيلنا هذا فيهم مصدق وفيهم مكذب بحسب نص القران لذالك نجد الله العظيم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينذر بالقران الذين يخافون ويذكر به تصديقا لقول الله العظيم

    وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) صدق الله العظيم

    ما الفرق بين الجاحد بأمر البعث وبين الذي يشك في امر البعث (( او لا يعلم عنه ))

  8. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    رجاء منك أخي "عمر بن الخطاب"
    عدم الكتابة باللون الأحمر، فقد تم تنبيهك إلى ذلك في ملاحظات عديدة أثناء تعديل مشاركاتك لعلك تنتبه لها... وقد تم التطرق لهذا في شروط وقوانين المشاركات فالتزموا بها بارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  9. rose دين الاسلام تم تحريفه على مر العصور

    اخي قول الحق....

    بالنسبة للديانات المسيحية واليهودية التي ذكرتها فاعلم ان الدين عند الله الاسلام
    {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ }آل عمران19انما تم تحريف اسم الاسلام وتعاليم الدين الاسلامي على مر العصور
    فابليس اللعين واتباعه يقومون بتحريف الدين بعد موت النبي المبعوث او الرسول المبعوث رحمة للناس وحتى هذه الاسماء اليهودية او النصرانية كلها اسماء من قبل ابليس واتباعه حتى يتسنى لهم بعد ذلك مهاجمة الاسلام والمسلمين ,,وهذا ما تعلمناه في بيانات الامام من قبل ...ثم يبعث الله نبيا او رسولا ليعيد الناس الى الاسلام الحقيقي وهكذا تستمر الرسالة ثم بعد موت النبي او الرسول يعود ابليس لاضلال الناس
    و رسالة كل الانبياء والمرسلين هي الاسلام


    اي انه في عهد ابو النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان هناك شريعة محرفة ((دين محرف )) ليس هو الدين الحقيقي ولهذا لايمكن اقامة الحجة على الناس في ذلك الوقت لعدم اتباعهم للاحبار والقساوسة الذين كانوا في ذلك الوقت يدعون الناس لاعتناق معتقداتهم وحتى ان كان اولئك القساوسة والاحبار يؤمنون بالبعث والجنة والنار فما هي فائدة ايمانهم وهم مشركين بالله عباده الصالحين وانبيائه والرسل ويقولون نحن ابناء الله
    اي عقيدة هذه واي دين هذا ؟؟
    بل ان اصحاب الكتاب من اولي الالباب من يؤمنون بدعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و تراهم يقولون نحن مسلمين ,,,واقرا قول الله تعالى ((
    الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ{52} وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ{53} أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{54}

    واني اعلم اخي قول الحق انك ستقول لي الان فمادام ابليس يحرف في دين الله ؟بعد موت النبي او الرسول المبعوث فنحن ايضا دين الاسلام الان محرف باحاديث مزورة اضلت الناس والمسلمين الان لايؤمنون بالبعث الاول واذا قلنا لهم هناك بعث اول لمن يشاء الله من الكافرين ؟لاجابونا بل هذه قصة خيالية او فلم رعب (( اساطير)) ولن يبعث الله من في القبور كما تزعمون
    اذن يا عمر بن الخطاب ؟؟نحن ايضا مثل عبدالله ابو الرسول عليه الصلاة والسلام لاتقام علينا الحجة لاننا لم نعاصر الرسول والدين والشريعة التي جاء بها تم تحريفها
    بالضبط كما هو عصر عبدالله وقومه

    وهنا اجاوبك ؟؟انه نحن لدينا القران محفوظ من التحريف باذن الله فهذه حجة الله علينا وهذه حجة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وهي نفسها حجة المهدي المنتظر الان ((القران الكريم المحفوظ من التحريف))

    اما في زمن عبدالله وقومه كان هناك انجيل محرف وتوراة محرفة ؟؟فكيف تقام عليهم الحجة وليس بين يديهم كتاب محفوظ من التحريف

    واذكرك ببيان الامام (((لم يجعل الله التوراة والإنجيل المحرّفة حجّةً على العرب
    وعلم الله بما سوف يقول العرب، فمن ثمّ أقام الحجّة عليهم بتنزيل القرآن العربي المبين..
    اقتباس
    ((((((وعَلِمَ الله أنّ العرب سوف يقولون ذلك، ويرى الله أنّ قولهم { إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ }، وبما أن الله يرى ذلك حجّة لهم ولذلك أقام عليهم الحجّة بالحقّ بالقرآن العربي المبين حتى لا تكون لهم حجّة على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)}
    صدق الله العظيم [الأنعام].)))))

    اي ان التوراة المحرفة والانجيل المحرف لايمكن ان يكون حجة على عبدالله وقومه قبل تنزيل القران الكريم وان كان قول كفار قريش لمحمد صلى الله عليه وسلم ان البعث والحساب اساطير الاولين ويقصدون بهذا ماجاء في التوراة والانجيل فهذه ليست حجة مقبولة لان القران تنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين فلاحجة لهم بعد تنزيل القران

    وبعد كل هذا الكلام والشرح يا حبيبي قول الحق ؟؟هل ستتهمني مجددا انني اتبع الامام الاتباع الاعمى,,,, واعلم اخي انني لخصت لك ماتعلمته من بيانات الامام عن تدبر وفهم عميق في مشاركتي هذه
    واعلم اخي ان الله ارحم الراحمين فكيف يعذب قوم ليس لديهم لانبي ولاشريعة حقيقية ولاكتاب محفوظ من التحريف وهؤلاء هم اصحاب الاعراف





  10. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    قال الله تعالى
    ‏(‏ يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾ لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَىٰ أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿٧﴾ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ ﴿٨﴾ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴿٩﴾ وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٠﴾ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ )


    والسوال الذي يطرح نفسه هو إذا لم يأتي أباؤهم نذير من قبل فهم غافلون ... فلماذا حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ؟؟
    وما الفائده من ان يرسل الله الرسول والله يقول " وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ... ولماذا قال الله أنما تنذر من أتبع الذكر و خشي الرحمن بالغيب ، وخشي الرحمن بالغيب ، وخشي الرحمن بالغيب ، وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجرا كريم ،...

    وهل تعلم لماذا لا يؤمنون يا أخي " عمر بن الخطاب " وذالك لأن الذي يؤمن بالأخره من قبل ان يبعث الله الرسل إليه هو الذي يومن بآيات الله ورسله... وأما الذي يكذب بالآخره من قبل مبعث الرسل إليه هو الذي يكذب بأيات الله ورسله وسواء أتاه نذير أو لم يأتيه نذير فهو لا يؤمن ... ومن ثم أ قتبس لك الأيات كامله حتى لا تقول انني اقوم بتقطيع الأيات


    قال الله تعالى

    ‏(‏ تِلْكَ الْقُرَىٰ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ )





    وقال الله تعالى

    ‏(‏ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّـهِ فَعَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ ﴿٧١﴾ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢﴾ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ ﴿٧٣﴾ ((( ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلًا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ ۚ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ))) ﴿٧٤﴾ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَىٰ وَهَارُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ )





    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

صفحة 1 من 29 12311 ... الأخيرةالأخيرة
المواضيع المتشابهه
  1. أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 55
    آخر مشاركة: 31-10-2019, 06:05 PM
  2. أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون
    بواسطة بيان في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 03-07-2012, 08:04 PM
  3. وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-05-2011, 02:05 AM
  4. وأنذركم بالصيحة يا أصحاب الشريحة ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 21-12-2010, 12:21 AM
  5. ((لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا ولملئت منهم رعباً))
    بواسطة Hisham Hussein في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 14-08-2010, 11:30 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •