الموضوع: قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ

النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. افتراضي قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ

    الإمام ناصر محمد اليماني
    10-4-2008
    ـــــــــــــــــــ



    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد..

    ويا أيها السائل ألم تسأل نفسك لماذا سوف يأتي الدجال فيدعي الربوبية وأن لديه جنة وناراً؟ وذلك لأنه استغل يوم البعث الأول للرجعة لمن يشاء الله من الكافرين والذي لطالما أكدناه حصرياً من القرآن العظيم بأنه يوجد هُناك بعثان وهما البعث الأول لرجعة الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة وهو يوم قدري في الكتاب ويبدأ فيه الرحيل إلى الأرض المفروشة تصديقاً لوعد الله بالخلافة فيها إلى ما يشاء الله ومن بعد ذلك بزمن يأتي البعث الشامل وهو يوم التلاق لجميع الأولين والآخرين وقال الله تعالى: { فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِكَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ (18) } صدق الله العظيم [غافر]

    فأما البعث الشامل للناس أجمعين فهو البعث الشامل يوم يقوم الناس لرب العالمين بعد أن يهلك الله كُل شيء ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام وهذا هو البعث الشامل يحدث يوم التلاق للأولين والآخرين للناس أجمعين تصديقاً لشطر من الآيات أعلاه في قول الله تعالى:
    { يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17) } صدق الله العظيم

    ولكنه يوجد هناك بعث جُزئي لمن يشاء الله من الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين ويحدث في يوم الآزفة يوم البعث الأول وهو المقصود من قول الله تعالى:
    { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ إِذْ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ } صدق الله العظيم

    وهذا البعث الأول يبعث الله فيه الكافرين لكي يهديهم الله بالمهدي المنتظر إلى صراط العزيز الحميد فيجعل الله الناس أمة واحدة بعد أن أخذوا نصيبهم الأول من العذاب في نار جهنم ويريد الله أن يرحمهم وإن عدتم عُدنا فيدخلهم الله مرة أخرى في نار جهنم تصديقاً لقول الله تعالى:
    { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً (8) إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) } صدق الله العظيم [الإسراء]

    والهالكون من اليهود من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون لهم بعثان وحياتان وموتان، تصديقاً لقول الله تعالى:
    { لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) } صدق الله العظيم [الإسراء]

    ويقصد الله بأن نبيه لو اتبع اليهود و افترى على الله كما يفترون لأذاقه الله كما سوف يذيقهم ضعف الحياة وضعف الممات وذلك لأن المجرمين لهم حياتان وموتان، وللأسف بأن منهم من سوف يعود إلى الكفر بالحق كما كانوا يفعلون من قبل في حياتهم الأولى، تصديقا لقول الله تعالى:
    { وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) } صدق الله العظيم [الأنعام]

    وفعلاً سوف يعودون من بعد الرجعة لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون وإن الهدى هدى الله وما يدريهم أنهم إذا رجعوا بأنهم لن يعودوا لما نهوا عنه والهدى هدى الله يصرف قلوبهم كيف يشاء ولكنهم يجهلون ونظراً لجهلهم عن معرفة ربهم بأنه يحول بين المرء وقلبه ولذلك سوف يعودون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون ولا يقصد الله بأنهم ينوون الكذب بعد أن وقفوا على نار جهنم وإنما يقصد الله بقوله:
    { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } أي كاذبون بقولهم { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } فما يدريهم بأنهم سوف يكونون من المؤمنين والله يحول بين المرء وقلبه والهدى هدى الله؟ ولكنهم لم يعلموا بأن الله يحول بين المرء وقلبه فيصرف القلوب كيف يشاء ونظراً لجهلهم بهذه القدرة حتماً لابد أن يُبيّن الله لهم ذلك فيرجعهم في يوم الرجعة ومن بعد ذلك يعودون لما نهوا عنه ولم يصدقوا الله ما وعدوه في قولهم: { يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم

    وفي يوم التلاق يوم البعث الشامل بعد أن قضوا حياتين وموتين وبعثين فيقول الله لهم: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } صدق الله العظيم [البقرة:28]، وتجدون جوابهم في موضع آخر قال الله تعالى: { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } صدق الله العظيم [غافر:11]

    إذاً ياقوم إن الكفار المفترين على الله الكذب لهم حياتان وموتان وبعثان تصديقاً لقول الله تعالى:
    { لَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْكِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) اِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً (75) } صدق الله العظيم [الإسراء]

    ولكن جدّي محمداً رسول الله ثبته الله ولم يفتري على الله بغير الحق، وإنما لو اتبعهم وافترى على الله مثلهم لجعل الله له كما لهم بعثين وحياتين وموتين وذلك لأنهم يُعذبون بعد الموت الأول في النار ومن ثم يخرجهم لقضاء حياتهم الثانية ومن ثم يعودون لما نهوا عنه ومن ثم يدخلهم النار مرة أخرى ولكن أكثركم يجهلون البعث الأول في هذه الحياة والذي سوف يستغله المسيح الدجال والذي هو ذاته الشيطان الرجيم الذي طلب من الله أن ينظره إلى يوم البعث وهو البعث الأول قال إنك لمن المنظرين ويريد الشيطان أن يستغل البعث الأول فيقول أنه المسيح عيسى ابن مريم وأنه الله رب العالمين وإنه كذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام ما كان له أن يقول ذلك بل ذلك المسيح الكذاب وليس المسيح عيسى ابن مريم ولذلك يُسمى المسيح الكذاب فأين التناقض يا من وصفت بأن في بيان المهدي المنتظر تناقضاً؟ بل لم تفهم الخبر جيداً هداك الله للحق وشرح صدرك ونور قلبك إن ربي غفور رحيم، وأنا أصدق عقيدة الشيعة الإثني عشر في الرجعة وأخالفهم في بعث أبي بكر وعمر كما يزعمون بغير الحق، ولربما يزعم الجاهلون بأني من الشيعة الإثني عشر ما دمت صدقت بالرجعة والبعث الأول ولست من الشيعة في شيء غير أني أصدق العقائد الحق لديهم وأخالفهم فيما كان باطلاً مُفترى على محمد رسول الله والأئمة الإحدى عشر من قبلي، وأتحدى الشيعة بالحق حصرياً من القرآن العظيم وكذلك لم يجعلني الله من أهل السنة في شيء من الذين يصدقون بأحاديث تخالف لمحكم القرآن العظيم وهي موضوعة وهم لا يعلمون أنها أحاديث مفتراة غير أني أصدق العقائد الحق لدى أهل السنة وأخالف ما كان باطلاً مفترى مدسوساً في السنة المحمدية وأتحدى أهل السنة حصرياً من القرآن العظيم وبرغم أن أهل السنة لديهم أحاديث مفتراة أكثر مما لدى الشيعة الإثني عشر ولكني أعتبر أهل السنة أقرب إلى الحق من الشيعة، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن كثيراً من الشيعة يدعون آل بيت محمد رسول الله من دون الله وذلك هو الشرك بالله، وبرغم أن الشيعة من أكثر المذاهب الإسلامية إحاطة بشأن المهدي المنتظر ولكنه أضل كثيراً منهم سرداب سامراء، فكم أكرر وأقول يا معشر الشيعة الإثني عشر لقد ظهر البدر وأقسم بالله العظيم إنكم لن تشاهدوا البدر ما لم تخرجوا من سرداب سامراء المُظلم، فلا أظن من كان في سرادب مُظلم أن يُشاهد البدر ولو صار وسط السماء، وكذلك لا أنتمي إلى أي من المذاهب الإسلامية، وأكفر بتفرق المسلمين في دينهم إلى فرق وشيع وكُل حزب بما لديهم فرحون ولست منهم في شيء، وكذلك محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس منهم في شيء فكيف يستمسكون بحديث مُفترى
    [ اختلاف أمتي رحمة ] وهو يخالف لجميع آيات القرآن العظيم المحكمة في هذا الشأن، وقال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لست منهم في شيء } صدق الله العظيم [الأنعام:159]، أم لم ينهاكم الله عن التفرق يا معشر عُلماء المسلمين؟

    وكذلك نهاكم الله يامعشر علماء المُسلمين وأتباعهم أن تكونوا كمثل أهل الكتاب فتفرقوا دينكم شيعاً فتجدون أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } صدق الله العظيم [الروم]

    وكذلك أمر الله الصادر في قوله تعالى:
    { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) } صدق الله العظيم [الشورى:13]

    وكذلك في قوله تعالى:
    { انَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:159]

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } صدق الله العظيم [آل عمران:103]

    وكذلك أمر الله الصادر في محكم كتابه في قوله تعالى:
    { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ } صدق الله العظيم [الأنفال:46]

    ولكنكم يامعشر عُلماء الأمة وأتباعهم خالفتم جميع أوامر ربكم المكررة في هذه الآيات المحكمات فتنازعتم وفشلتم وذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن مستضعفون فذهب عزكم إلى أعدائكم نظراً لمخالفتكم لأمر ربكم وقد وعدكم الله بأنه إذا خالفتم أمره في الكتاب بأنكم سوف تفشلون وتذهب ريحكم كما هو حالكم الآن فلا تستطيعوا أن تنكروا بأنكم تنازعتم فتفرقتم وفشلتم فذهبت ريحكم كما هو حالكم الآن..

    وبعثني الله بقدر مقدور في الكتاب المسطور رحمة بكم لأجمع شملكم وأجبر كسركم و أوحد صفكم و بعثني الله فضلاً من لدنه ورحمة لكم لأنقذكم من فتنة المسيح الدجال وأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون لجمع شملكم ولتوحيد صفكم فيتم بعبده نوره ولو كره المجرمون ظهوره لتكون كلمة الله هي العليا فيعزكم الله بعبده والعزة لله جميعاً فأيدني بتصريح الإصطفاء للخلافة والقيادة عليكم فأيدني بالتصريح فزادني عليكم بسطة في العلم بالبيان الحق للقرآن العظيم المرجع المحفوظ من التحريف لأحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون وأهديكم بالقرآن إلى صراط مُستقيم، مُعتصماً بكتاب الله وسنة رسوله وكافراً بما خالف من السنة لأم الكتاب في آياته المُحكمات والتي جعلهن الله الأساس للعقيدة الإسلامية الحنيفية ملة إبراهيم ومن قبله ومن بعده لجميع الأنبياء والمُرسلين وأما سبب كفري لما خالف من السنة للقرآن المحكم وذلك لأني أعلم أنها سنة مدسوسة من الشيطان الرجيم ليردوكم هو وأولياؤه من شياطين البشر فيفتنوكم فيردوكم من بعد إيمانكم كافرين بآيات الله المُحكمات في القرآن العظيم والتي جعلهن الله أم الكتاب فصدوكم صحابة رسول الله ظاهر الأمر عن القرآن العظيم كما نبأكم الله بذلك بأنه جاءت طائفة من اليهود فأعلنوا إسلامهم ليكونوا من صحابة رسول الله ظاهر الأمر فيكونوا من رواة الحديث ليصدوكم عن سبيل الله عن طريق السنة المحمدية بأحاديث غير التي يقولها عليه الصلاة والسلام بل مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم جملة وتفصيلاً بل اختلافاً كثيراً.

    وقد بين الله لكم هذا المكر اليهودي في القرآن العظيم في قوله تعالى:
    { إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) } صدق الله العظيم [المنافقون]

    ومن ثم بين الله لكم كيفية صدهم عن سبيل الله بأنه ليس بالسيف بل بأحاديث لم يقلها عليه الصلاة والسلام فبين الله ذلك المكر لكم في القرآن العظيم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) } صدق الله العظيم [النساء]

    فتجدون قول الله الموجه إلى علماء الأمة خاصة:
    { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) } صدق الله العظيم

    وهذه الآية جاءت لتأكيد الأمر لقول الله تعالى:
    { وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } صدق الله العظيم [الشورى:10]

    بمعنى أنه ما اختلفتم فيه من شيء في السنة بأن تردوا حكمه إلى الله في القرآن العظيم يستنبطه أولو الأمر منكم من القرآن العظيم فتجدون بين قول الله في القرآن العظيم وبين هذا القول في سنة محمد رسول الله اختلافاً كثيراً وذلك لأن السنة جاءت من عند الله كما جاء هذا القرآن العظيم ولكن الله لم يعدكم بحفظ السنة من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون المرجع لما اختلفتم فيه من السنة بأن تردوه إلى القرآن، فتدبروا آياته المحكمات في ذلك الشأن وسوف تجدون إذا كان الحديث السني مفترى فحتماً سوف تجدون بينه وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ومن ثم تعلمون بأن هذا الحديث السُّني من عند غير الله ورسوله وذلك لأن السنة هي كذلك جاءت من عند الله كما جاء القرآن من عنده سبحانه وهذه الآية كذلك جعلها الله برهاناً للحديث الحق عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ ألا و إني أوتيت القرآن و مثله معه ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

    بل سنة محمد رسول الله جاءت للبيان فتزيد القرآن توضيحاً للمسلمين، ألا وإن البيان من عند الله سبحانه وتعالى تصديقاً لقول الله الحق في محكم كتابه: { فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) } صدق الله العظيم [القيامة]

    وأنا المهدي المنتظر خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر ولم أكن من الشيعة الإثني عشر ولا من السنة ولا أنتمي لأي فرقة منكم أبداً بل جعلني الله حكماً عدلاً وذا قول فصل بينكم ولربما تجدون حكماً في مسألة ما تتفق مع ما يقوله أحد المذاهب الأخرى فيظن الجاهلون لأمري منكم بأني أنتمي إلى هذه الطائفة ولكن لو تدبر بياناتي الأخرى لوجد أني أخالفها في أحكام أخرى كثيرة فيخرج بنتيجة إذا ناصر محمد اليماني ليس من هذه الطائفة التي ظن بأني أنتمي إليها. ويا معشر علماء الأمة إنما أنا حكم بينكم بالعدل وأقول قولاً فصلاً مُستنبِطاً الحكم الحق من القول الفصل وماهو بالهزل ولم أرد الحكم إلى عقلي بل أستنبط لكم حكم ربي في هذه المسألة من القرآن العظيم ومن أحسن من الله حكماً لقوم يتقون.. مُستمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وكافراً بالسنة اليهودية المدسوسة في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم آتيكم للدفاع عن القرآن فهو محفوظ من التحريف إلى يوم الدين بل جئتكم للدفاع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبين لكم السنة اليهودية المدسوسة فيها فأكذبها بقول الله مُباشرةً من القرآن العظيم وذلك لأن الله أيدني بالبيان للقرآن لكي أسند الحديث الحق مباشرةً إلى القرآن العظيم غير أني لا أشتم الذين قيل عنهم من صحابة رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن المفترين قد يسندوه إلى صحابته الحق وهم بُراء من روايته كبراءة الذئب من دم يوسف، وذلك مكر من المنافقين فإن بينت لكم حديثاً كان مفترى على محمد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فاستنبطت لكم برهان تكذيبه من قول الله برغم أن ذلك الحديث مروي عن بعض الصحابة الأبرار فأحذركم أن تسبوهم شيئاً فمن سبّهم فهو آثم قلبه، فهل سمعه منهم حتى يعلم علم اليقين فيشتمهم فما يدريكم؟! بل المنافقون هم المفترون على الله ورسوله وعلى صحابته الأخيار وذلك لأن الحديث لو جاء مروياً عن الصحابي اليهودي فلان وعن الصحابي اليهودي فلان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما استطاعوا أن يضللوا الأمة عن الصراط المستقيم بل كانوا يسندونه إليهم كذباً، غير أن في الصحابة سماعين لهم ويظنون أنهم لا يقولون لهم غير الحق و كذلك يأخذ عنهم السماعون لهم من بعض المسلمين فوردت إليكم يا معشر عُلماء الأمة الإسلامية أحاديث تخالف حديث الله في القرآن العظيم جُملة وتفصيلاً، ولا أقول بأنها تخالف الآيات المتشابهات معهن في ظاهرهن بل تخالف الآيات المحكمات التي جعلهن الله أم الكتاب لا يزيغ عنهن إلا هالك في قلبه زيغ عن الحق الواضح والبين ابتغاء تأويل الآيات المتشابهات من القرآن مع ذلك الحديث المُفترى بمكر خبيث فجعلوه يتشابه مع ظاهرهن ليزعم الذين في قلوبهم زيغ عن المحكم بأن هذا الحديث جاء بياناً لتلك الآية والتي لا تزال بحاجة إلى التأويل، وقد اتبعتم المُتشابه يا معشر عُلماء الأمة وتركتم المُحكم الواضح والبين وهُن أم الكتاب أفلا تتقون؟ وقد وجدت طالب علم يقول بأنه سوف يدعوني للمُباهلة إن لم أتبع الملة اليهودية المُفتراة في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.. وأقول يا طالب العلم ويامعشر جميع علماء الأمة على مختلف فرقهم ومذاهبهم إن كنتم تؤمنون بالقرآن العظيم فتعالوا إلى حكم الله في القرآن فيما خالفه من السنة المحمدية، ولربما يود أحدكم أن يقول إنه لا يعلم تأويل القرآن إلا الله وكفانا ما وجدنا عليه السلف الصالح من قبلنا ومن ثم يرد عليه ناصر اليماني فأقول لقد قلت أن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله وجعلت القرآن كُله غير مفهوم ولا يعلم تأويله إلا الله فهل عندك سُلطان بهذا أم تقول على الله ما لا تعلم؟ ولكن الله يقول أن القرآن تنقسم آياته إلى آيات محكمات واضحات بينات للعالم والجاهل لا يزيغ عنهن إلا هالك فيتبع آيات أخرى في القرآن العظيم لا يعلم تأويلهن إلا الله ولأنهن لا تزالن بحاجة إلى التأويل و توضيح المقصود فيهن فاستغل اليهود تلك الآيات المتشابهات لغوياً فدسوا أحاديث تتشابه معها وكذلك استغلوا الحديث الحق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    [ ما تشابه مع القرآن فهو مني ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهذا الحديث سنده من القرآن هو قوله تعالى: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا (82) } صدق الله العظيم [النساء]

    بمعنى أنه إذا كان هذا الحديث النبوي من عند غير الله فسوف نجد بينه وبين حديث الله في القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
    [ ما تشابه مع القرآن فهو مني ] بمعنى أنه ما اختلف مع القرآن فهو ليس منهُ عليه الصلاة والسلام، ولكن للأسف حتى هذا الحديث الواضح والبيّن لم يفهمه علماء الأمة ومنهم من يطعن فيه أنه ليس عن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام بل يوحى إليه القرآن العظيم والسنة المُهداة، و لسوف أبين لكم يا معشر عُلماء الأمة المقصود من حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله عليه الصلاة والسلام وآله [ ماتشابه مع القرآن فهو مني ] فهو لا يقصد أن تقوموا بتطبيقه مع ظاهر الآيات المتشابهة بل يقصد أن تقوموا بتطبيق المقارنة بين هذا الحديث النبوي وبين الآيات المحكمات الواضحات البينات فإذا لم يخالف العقائد التي جاءت فيهن فهو عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى سبيل المثال الحديث المُفترى عنه عليه الصلاة والسلام، وعن أبي هريرة وأظنهُ بريئاً من روايته أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون البدر جلياً لا تضامون في رؤيته]. فإذا قمتم يا معشر عُلماء الأمة بتطبيقه على المتشابه في القرآن فسوف تجدون وكأن هذا الحديث جاء تأكيداً بلا شك أو ريب ترونه مطابقاً لقوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) } صدق الله العظيم [القيامة]

    ولكن الله يقصد منتظرة إلى رحمته تعالى الذي كتب على نفسه الرحمة تصديقاً لقول الله تعالى:
    { قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام:12]

    ولكن يا معشر عُلماء الأمة إذا رجعتم لتطبيق هذا الحديث مع المحكم من القرآن فسوف تجدوا بأن بينه وبين هذا الحديث اختلافاً كثيراً بل سوف تجدون النفي الذي لا يحتمل الشك ومن ثم تعلمون بأن هذا الحديث موضوع ليتشابه مع هذه الآية المتشابهة معه لغوياً وأنه ليس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال ما تشابه مع القرآن فهو مني فكيف أنه يتشابه مع آية لاتزال بحاجة إلى تأويل ومن ثم يكون مخالفاً للمحكم والواضح والبين في هذا الشأن في شأن عقيدة المسلم لرؤية ربه ومن ثم تخرجون بنتيجة أن هذا الحديث لم يكن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظراً لأنه خالف الآيات المُحكمات في هذا الشأن ولا ينبغي لأحاديث البيان للمُتشابه من القرآن أن تأتي مخالفة للقرآن المحكم الواضح والبين والتي جعلهن الله هن أم الكتاب.

    ويا معشر عُلماء الأمة الإسلامية إنما أدافع عن سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق فهي لم تختفي بل موجودة بين أيديكم كما القرآن بين أيديكم ولكن المفترين من اليهود دسوا لكم أحاديثاً تخالف لأحاديث السنة الحق في هذا الشأن وكذلك تخالف للآيات المحكمات أم الكتاب في القرآن العظيم و أصل العقيدة للمسلم وبعد أن بينا لكم حكم القرآن في هذا الشأن تعالوا لنطبق الأحاديث في السنة المحمدية عليه الصلاة والسلام شرط أن يتم التطبيق لهذه الأحاديث مع الآيات المحكمات الواضحات البينات والتي جعلهن الله أم الكتاب في هذا الشأن، ولئن أبيتم إلا تطبيقه مع المتشابه والتي لا تزال بحاجة إلى تأويل فقد هلكتم لئن فعلتم وذلك لأنكم تركتم الآيات المحكمات في هذا الشأن و اتبعتم المُتشابه وفي قلوبكم زيغ عن الحق لئن اتبعتم الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وتركتم الآيات المُحكمات الواضحات البينات.. فتعالوا لننظر سوياً في سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لكي ننظر هل السنة الحق تخالف لحكم الإمام ناصر محمد اليماني من القرآن في شأن الرؤية لله سبحانه، وحتماً بلا شك أو ريب سوف نجد أن بين الأحاديث الواردة في هذا الشأن اختلافاً كثيراً فيما بينها وذلك لأن الحق منها سوف تجدونه ينطبق مع المحكم، والباطل سوف نجده مخالفاً للمحكم أم الكتاب في هذا الشأن، ولكنه يتفق مع الآيات المتشابهات في ظاهرهن في هذا الشأن فلنذهب إلى السنة لننظر في الأحاديث في هذا الشأن حتى يتبين لنا الحديث النبوي الحق الذي من عند الله و رسوله من الذي من عند غير الله و رسوله فلنبدأ للتطبيق للتصديق للسنة المحمدية الحق، قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصدقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية قال
    [ لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة ] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث الحق قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبين في قول الله تعالى: { وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العلي العظيم [الأعراف:143]

    { لَن تَرَانِي }، وصدق رسوله الكريم في قوله [ لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة ]، و لكننا نشاهد نوره سُبحانه يشع من وراء حجاب الغمام فتشرق الأرض بنور ربها تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه: { وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } صدق الله العظيم [الزمر:69]، وتصديقاً لقوله عز وجل: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ } صدق الله العظيم [البقرة:211]

    فيأتي الحديث الحق عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الرؤية وقال عليه الصلاة والسلام
    [ يهبط و بينه وبين خلقه حجاب ] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلا } صدق الله العظيم [الفرقان:25]، وتصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفي رؤيته لربه ليلة الإسراء و المعراج وقال عليه الصلاة والسلام [ نور أراه ] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويتفق هذا الحديث مع الآيات المحكمة في قوله تعالى: { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ } صدق الله العظيم [الشورى:51]

    ولكن بالله عليكم يا معشر أولي الألباب تعالوا لنتدبر حديث الإفك والإفتراء والبهتان عن الله ورسوله، غير أني لا أشتم راويه، فتدبروا هذا الحديث الذي يرفضه القرآن والسنة والعقل والنقل جملةً وتفصيلاً، و قالوا أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [ قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله! قال: فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أناربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: فإنها مثل شوك السعدان،غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس لأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد -أن يخرج من كان يشهد أن لا إله إلا الله- أمرالملائكة أن يخرجوهم فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم على النارأن تأكل من ابن آدم أثرالسجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له: ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.. ] إلى آخر الحديث..

    فانظروا إلى شر البلية وشر البلية ما يُضحك
    [ فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ]، فبالله عليكم كيف يتبعون الله عباده من وإلى أين يتبعونه؟! فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه أفلا تعقلون؟ و تالله لا يتبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا يقول اتبعوني لأدخلكم جنتي بل كيف قولهم أنهم يرون الله يوم القيامة؟ ثم يقول المفتري أن الله يجمع الناس ثم يقول: (من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون..)، وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحد لا تستخدمون عقولكم يامعشر المُصدقين لهذا الإفتراء الذي يخالف كتاب الله وسنة رسوله جملة وتفصيلاً؟ فإن كنتم تتبعون كتاب الله وسنة رسوله فها أنا ذا آتيكم بالآيات المحكمات من كتاب الله ومنكم من يصفني بأني على ضلال وأنه هو على الحق فهل أنت رجُل رشيد؟!

    فإني أخوفك بالقرآن فهل تخاف وعيد ولن تفلت مني يا طالب العلم ويا معشر جميع عُلماء الأمة فسوف نحكم في اختلافاتكم نقطة نقطة وأعدكم أني لن أستنبط حكمي إلا من الآيات المُحكمات الواضحات البينات لا يزيغ عنهن إلا الذين في قلوبهم زيغ فسوف ترونهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم وكأن ناصر محمد اليماني لم يحاج بهن شيئاً بل لا تجدوهم حتى يُعلقوا عليهن شيئاً فيحاج ناصر محمد اليماني لماذا أوردهن فما علاقتهن بالموضوع أو يأتي بتأويل لهن فهو لا يستطيع لأنهن واضحات ولسن بحاجة إلى التأويل نظراً لوضوحهن في محكم كتابه ومن هذه الآيات المحكمات أستنبط لكم الحكم الحق ذلك وعد علينا غير مكذوب فهل تروني حاجيتكم في عدم رؤية الله جهرة بالآيات المُتشابهة حاشا لله رب العالمين ما أتيتكم إلا بالآيات المحكمات التي تنفي الرؤية
    { لن تراني } و أثبتنا بأن الله لن يُرى جهرة سبحانه ولكنه يُكلم الناس من وراء حجاب ومن ثم بينّا لكم حجاب الغمام بين العبيد والمعبود وفصّلنا الحكم في رؤية الله من الآيات المحكمات ولم أقترب من آية واحدة من المُتشابه ولكن كثيراً من علماء الأمة لا يميزون بين المحكم والمتشابه و إليهم سؤالي ولجميع عُلماء الأمة:

    قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } صدق الله العظيم [ال عمران:77]

    وقال الله تعالى:
    { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا } صدق الله العظيم [الأنعام:128]

    فأما في الآية الأولى فنجد نفي التكليم من الله للكافرين وقال تعالى:
    { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } صدق الله العظيم

    ولكن الآية الأخرى المحكمة سوف تجد بأن الله يكلمهم وقال الله تعالى:
    { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا } صدق الله العظيم

    والسؤال الموجه هو في نقطة واحدة في الآيتين وهو في تكليم الله للكفار فالآية الأولى نفي التكليم من الله للكفار يوم القيامة ومن ثم تجد الآية الأخرى تفيد بأن الله يُكلمهم وقال لهم:
    { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم [الأنعام:128]


    وإليك الجواب من الكتاب يا طالب العلم، فلا أريد إحراجك ولا بيان خبرك، بل أريد أن أعلمك إن كنت طالب علم بحق فأخبركم كيف يضع الشياطين الأحاديث بمكر خطير، فأما الآية الأولى في قوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } صدق الله العظيم، وفيها يوجد آية من المتشابهات وهو قوله تعالى: { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ولكن الجاهل عن القرآن سوف يظن بأن الله لا يخاطبهم ولا ينظر إليهم ليراهم وكأنه معرض عنهم سبحانه وعلى سبيل المثال إن أراد أحد الصحابة من اليهود أن يفتري حديثاً فيقول (إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم) وانظروا لقوله تعالى: { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم

    ومن ثم يستغل هذه الآية المتشابهة فيقول المفترون (بل المسيح عيسى ولد الله يوكله الله بمحاسبة الناس) وعلماء الحديث الذين لا يتبعون غير الحديث وحسبهم ذلك حتماً سوف يظنون أن الله يوكل بحساب الكفار أحداً من خلقه وأما هو فلا يكلمهم ولا ينظر إليهم تصديقاً لهذا الحديث الحق في نظرهم وأعوذ بالله أن أكون من المفترين فيجعلوا حديثاً مفترى (إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر ببصره إليهم) وإنما ضربت لكم على ذلك مثلاً كيف أن أعداء الله يضعون الحديث بمكر خطير لدرجة أن الجاهل عن القرآن لن يشك فيه شيئاً وكيف يشك فيه ودليله واضح وجلي في القرآن كما يظن وسوف يأتي بالدليل من القرآن وهو قوله تعالى: { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم

    وهو يظن أن هذه الآية محكمة واضحة ولا تحتاج إلى تأويل فهي واضحة في نظره إن الله لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم أي ببصره لأنه غضبان وهذا على سبيل المثال لو انتبه لذلك المفترون وقالوا إنما المسيح عيسى ابن مريم ابن الله هو من سوف يحاسب الناس لأنه ابن الله وذلك لأن الله المتكبر سبحانه لا يكلم الكفار يوم القيامة ولا ينظر إليهم ببصره ولن يحضر يوم الحساب بل يوكل عنه ابنه المسيح عيسى ابن مريم ليحاسب الكفار أم لم تقرؤوا قول الله تعالى { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } إذاً الله لا يحضر يوم القيامة ليحاسب الكفار وكيف يحاسبهم وهو لم يكلمهم ولا ينظر إليهم كما نبأكم في القرآن { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } إذاً يوكل للحساب ابنه المسيح عيسى ابن مريم فأصبحت الآية موافقة لما يعتقده النصارى سبحان الله وتعالى علواً كبيراً. وتالله لو أفتري على الله وآتي بهذا الحديث ثم الآية المتشابهة التي توافقه إذاً لاتخذني النصارى واليهود خليلاً، فأما النصارى فأعجبهم بذلك لأنه وافق عقيدتهم وأما اليهود فهم سوف يعلمون علم اليقين أنهُ افتراء على الله ورسوله ولذلك سوف يتخذوني خليلاً لو كنت من المُفترين على الله ورسوله.

    ويا طالب العلم ويا معشر جميع عُلماء الأمة الإسلامية، لقد بينت لكم كيف الطريقة التي توضع بها الأحاديث المُفتراة وأنهم يجعلونها تتشابه مع آيات في القرآن تشابهاً لفظياً لتظنوا أن هذا الحديث جاء بياناً لهذه الآية، وأقسم بالله العلي العظيم أنهم قد أخرجوكم من آيات الله المحكمات في القرآن العظيم التي لا يزيغ عنهن إلا هالك، وتعالوا لأعلمكم تأويل هذه الآية المتشابهة ما دمت ذكرتها لكم لكي أريكم طريقة مكر أعدائكم وأعوذ بالله أن أكون من المفترين على الله ورسوله فأما التأويل الحق لقول الله تعالى: { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم، فهو لا يقصد أنه سبحانه أنه لا يكلمهم تكليماً بل يقصد سبحانه أنه لا يكلمهم بتكليم التفهيم إلى قلوبهم أن يسألوه برحمته التي كتب على نفسه فيكلمهم كما كلم آدم بوحي التفهيم فيقولوا: { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } صدق الله العظيم [الأعراف:23]، وكذلك لا ينظر إليهم برحمته فيدخلهم جنته ويقيهم من ناره وليس النظر نظر الأعين..

    و يا قوم اتقوا المتشابه من القرآن وذروا تأويله لأهله إني لكم من الله نذير مُبين بالمحكم من القرآن العظيم فانظروا لهذا الحديث المُفترى:
    [وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه قال: سأل بحق محمد، و علي، وفاطمة، والحسن، والحسين، ألا تبت علي فتاب عليه" (كنز العمال-سورة البقرة)..
    وكذلك أخرج الديلمي في مسند الفردوس بسند واه عن علي قال: "سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الله {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه} فقال: إن الله أهبط آدم بالهند، وحواء بجدة، وإبليس ببيسان، والحية بأصبهان. وكان للحية قوائم كقوائم البعير، ومكث آدم بالهند مائة سنة باكياً على خطيئته حتى بعث الله إليه جبريل وقال: يا آدم ألم أخلقك بيدي؟ ألم أنفخ فيك من روحي؟ ألم أسجد لك ملائكتي؟ ألم أزوجك حواء أمتي؟ قال: بلى. قال: فما هذا البكاء؟ قال: وما يمنعني من البكاء وقد أخرجت من جوار الرحمن! قال: فعليك بهؤلاء الكلمات. فإن الله قابل توبتك، وغافر ذنبك. قل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد سبحانك لا إله إلا أنت عملت سوءاً وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم. فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم" (كنز العمال - سورة البقرة)]


    فتعالوا لننظر تفسيرها الحق في القرآن قال الله تعالى:
    { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } صدق الله العظيم [البقرة:37]

    وذلك هو التكليم بالتفهيم إلى القلب يا أولي الألباب فأوحى الله إلى قلب آدم وزوجته حين أراد أن يرحمهم فكلمهم بوحي التفهيم إلى القلب وهذه الكلمات التي أوحاها الله إلى قلوبهم هي قولهم:
    { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } صدق الله العظيم

    وهذا النوع من التكليم إلى القلوب هو المقصود من قوله الله تعالى:
    { وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم

    أي لا يوحي إلى قلوبهم كما أوحى إلى قلب آدم وحواء
    { قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } وكذلك لا ينظر إليهم برحمته من ذات نفسه سبحانه فيرحمهم.. وهو التأويل لقوله تعالى: { وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } صدق الله العظيم، أي لا ينظر إليهم برحمته وليس بأعينه سبحانه.

    ويا معشر عُلماء الأمة أقسم بالله العظيم أن اليهود الشياطين قد أضلّوكم عن سواء السبيل فهلموا إلى الحوار من قبل الظهور إلى
    (موقع الإمام ناصر محمد اليماني) فإن كان ناصر محمد اليماني على ضلال مُبين فأنقذوا المسلمين من علمه الباطل في نظر المُبطلين حتى لا يفتن المسلمين وإن رأيتم أن ناصرَ محمدٍ هو حقاً الناصرُ لمحمدٍ رسول الله والقرآن العظيم فقد علمتم حقيقة اسم المهدي المنتظر بأن التواطؤ لكي يحمل الإسم الخبر فهلموا للحوار عاجلاً غير آجل قبل فوات الأوان وذلك لأنه ما جادلني عالم إلا وغلبته وأما الجاهل فوالله لو آتيه بترليون ترليون دليل من القرآن العظيم فأستنبطه من الآيات المحكمات البينات بأنه لن يقتنع ولن يرى الحق ومن ثم يحاجني بكل ما خالف الكتاب والسنة ومن ثم يزعم أنه مؤمن بالكتاب والسنة وأنه مستمسك بكتاب الله وسنة رسوله وهو ليس على كتاب الله ولا سنة رسوله بل مستمسك بما خالف كتاب الله وسنة رسوله فيظن أنه يدعو إلى الحق وإلى صراط مُستقيم وهو يدعو إلى صراط الشيطان الرجيم وليس بقصد منه ولكنه من الذين ضل سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً.

    و يا قوم إن عدم رؤية الله جهرة حُجة لكم على المسيح الدجال الذي سوف يدعي الربوبية فيكلمكم جهرة وأنتم تشاهدونه رأي العين جهرة بين أيديكم إنساناً كمثلكم ترونه والله ليس إنساناً وليس كمثله شيء سبحانه وتعالى علواً كبيراً.. ويا معشر عُلماء الأمة وجميع الباحثين عن الحق سبق وأن أنذرناكم بأنكم دخلتم في عصر أشراط الساعة الكبرى وأنها سوف تدرك الشمس القمر كما أكدنا لكم تصديق هذا الشرط المتكرر في عدد من الشهور وكذلك أعلنت لكم بأنها سوف تدرك الشمس القمر بلا شك أو أدنى ريب ونظراً لذلك سوف تُعلن برؤية الهلال المملكة العربية السعودية بأنها ثبتت رؤية هلال شوال لعام 1429 بعد غروب شمس الإثنين رمضان 1429 بل تفاجئوا برؤيته جميع عُلماء المملكة الفلكيين وجميع عُلماء الفلك في العالمين بل حتى عُلماء وكالة ناسا الأميركية وتلك الآية التي أكدت لكم وقوعها من قبل الحدث أخبرتكم بأنها سوف تحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبر وتصديقاً للمهدي المنتظر ناصر محمد اليماني لتعلموا أنه الحق من ربكم لعلكم تهتدون ولكن للأسف فمن بعد التصديق للحق وحصحص أمام الذين يريدون الحق فإذا عُلماء الدين والفلكيون يدخلون في جدل شديد برغم أن المهدي المنتظر قد حكم بينهم فيما سوف يختلفون فيه من قبل أن يختلفوا بل وأخبرتهم بأن التي سوف تعلن به هي المملكة العربية السعودية وكذلك أخبرتهم لماذا سوف تتم رؤية الهلال في ليلة يستحيل فيها رؤية هلال شوال لعام 1429 وللأسف مرة أخرى وكأن المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً فهل إعراضكم عن المهدي المنتظر بقصد التكبر عليه فسوف يحكم الله بيني وبينكم بالحق وهو أسرع الحاسبين، فكم أناديكم يامعشر عُلماء الأمة للحوار وأنتم في منازلكم وليس المطلوب سوى فتح الجهاز والدخول للإنترنت العالمية وكُل يدلو بدلوه بموقع الإمام ناصر محمد اليماني حتى يتبين للمسلمين وعلمائهم هل جئتكم بالحق أم كنت من اللاعبين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــــ




    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }

    الإمام ناصر محمد اليماني
    14 - 10 - 1428 هـ
    26 - 10 - 2007مـ
    37 : 11 pm
    ـــــــــــــــــــ


    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }
    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فارس الصحراء
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيدي وحبيبي محمد رسول الله
    السلام عليكم
    أرجو منكم تفسير هذه الآية الكريمة:
    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } غافر.
    انتهى الاقتباس

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين، وبعد..

    أخي الكريم سبق وجاء بيان هذه الآية في تفصيل البعث الأول وأولئك هم المُفترون على الله ورسوله وهم يعلمون أنهم يقولونَ على اللهِ الكذبَ ويُريدون أن يُطفؤوا نور الله ولو أطاعهم مُحمدٌ رسول الله وهو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأذاقه الله ضِعف الحياةِ وضِعف الممات وقال الله تعالى:
    { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾ }
    صدق الله العظيم [الإسراء]


    إذا تلكَ طائفة مِن الذينَ يفترون على اللهِ الكذّبِ وهم يعلمون ولو رُدوا لعادوا لِما نُهوا عنه وإنهم لكاذبون وقال الله تعالى لهم في البعث الثاني:
    { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
    صدق الله العظيم [البقرة:28]


    ثم كان جوابهم:
    { قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ }
    صدق الله العظيم [غافر:11]



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  3. افتراضي

    امام هل الكفار الان يعودون

المواضيع المتشابهه
  1. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-06-2016, 12:57 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-04-2015, 07:04 PM
  3. { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 05-03-2015, 07:56 AM
  4. { قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا } صدق الله العظيم..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-02-2015, 08:32 PM
  5. قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ
    بواسطة احباب الله في المنتدى تحذير النذير بالبيان الحق للذكر إلى كافة البشر أنهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكبرى
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 23-07-2011, 02:15 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •