الموضوع: أحباب الودود الغفور

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي

    الرابط: https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6977
    العنوان: قال الله تعالى: { فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى‏ }‏ صدق الله العظيم ..
    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 09 - 1431 هـ
    21 - 08 - 2010 مـ
    09:41 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ
    قال الله تعالى: { فَمَن اتَّبَعَ هُداىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلا يَشقَى‏ }‏ صدق الله العظيم ..
    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    السلام عليكم أحبتي الأنصار السابقين الاخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
    ويا فضيلة الشيخ أحمد عيسى بارك الله فيك وغفر لك، فلعلك لم تفقه المقصود من قول الإمام ناصر محمد اليماني أنه لو يكفر بحديث حقٍ نطق به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فهذا يعني أن أكفر بإحدى آيات الكتاب كون كتاب الله وسنة رسوله ينطقان بمنطقٍ واحدٍ بالفتوى الحقّ من الله ورسوله، وإنما يأتي الحديث الحقّ ليزيد آية في الكتاب بياناً وتوضيحاً، وأضرب لك على ذلك مثل في قول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚوَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].
    ولذلك جمع النَّبيّ عليه الصلاة والسلام أقاربه من بني هاشم وقال: [يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، - عم رسول الله - اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب - عمة الرسول - اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    فإذا أنكر الإمام المهديّ تلك الرواية الحقّ أنه لم ينطق بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا يعني إني أُنكِر قول الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚوَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم. ولذلك تجد إيمان ناصر محمد اليماني بالحديث الحقّ الذي نطق به محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يساوي إيماني بكتاب الله القرآن العظيم، وما ينبغي للإمام المهديّ أن يكون من الذين يفرّقون بين قول الله تعالى وقول رسوله كمثل الذين يتّبعون من القرآن ما وافق الحديث النَّبويّ لديهم حتى إذا جاء حديثٌ نبويٌّ مخالف لآيةٍ محكمةٍ في كتاب الله ومن ثم ينبذون تلك الآية وراء ظهورهم ويقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله! مهما كانت محكمة واضحة بيّنه في محكم الكتاب. فأولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض برغم أنهم لم يكفروا بتلك الآية المخالفة للحديث بل اتخذوا بين ذلك سبيلاً فآمنوا بها ولم يتبعوها كونها مخالفة لحديثٍ نبويٍّ ورد عن النبيّ؛ أولئك قال الله عنهم في محكم كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    وسبب فتوى الله بكفرهم لكونهم اتبعوا قولاً ورَدَ عن النبيّ وهو مخالف لقول الله المحكم في محكم كتابه فأولئك فرّقوا بين الله وقول رسوله، فكيف يقول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قولاً مخالفاً لقول الله تعالى في محكم كتابه؟ فذلك هو التفريق بين الله ورسوله، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؛ أولئك هم الذين يتّبعون من القرآن فقط ما وافق للحديث النبويّ الذي بين أيديهم، وحين يأتي الحديث مخالفاً لآيةٍ محكمة في الكتاب فيذرون قول الله ويتّبعون الحديث المخالف لقول الله في محكم كتابه، أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، وما دام الحديث النَّبويّ جاء مخالفاً لقول الله في محكم كتابه فلم يقله محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بل من أحاديث الشيطان إبليس تلَقّاه منه طائفةٌ من بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر بأحاديث في السُّنة لم يقلها محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أفتاكم الله عن مكرهم في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].
    وبما أنهم يقولون أحاديث لم يقُلها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فحتماً سيجعلونه مخالفاً لقول الله في محكم كتابه، فتجدون بين قول الله وقولهم اختلافاً كثيراً جملةً وتفصيلاً في محكم كتاب الله، إذاً الذين سوف يتّبعونها بحجة أنها وردت عن النَّبيّ فقد اتَّبعوا أحاديث الشيطان الرجيم فأضلّهم شياطين البشر عن الصراط المستقيم حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين، وذلك لأنهم اتّبعوا أحاديث مزورةً عن فريقٍ من المؤمنين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
    وهذا ما حدث للشيعة والسّنة وجميع الذين اتَّبعوا الأحاديث التي تأتي مخالفة لقول الله في محكم كتابه ويحسبون أنهم مهتدون؛ أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض إلا من رحم ربي، وسبق أن ضربنا لكم على ذلك مثلاً في أحاديث وردت عن النبيّ مُخالفة لمحكم كتاب الله ويحسبون أنهم مهتدون كمثل جميع أحاديث الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ومنها:



    حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة - إن شاء الله - من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا] رواه مسلم.
    ولا شك أن من زنى أو سرق أو شرب الخمر لم يشرك بالله فهو ممن تناله الشفاعة إن شاء الله.
    2 - حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: [إن شفاعتي يوم القيامة لأهل الكبائر من أمتي] رواه الترمذي وأبو داود.
    3_ حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أتدرون ما خيرني ربّي الليلة، قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة، قلنا يا رسول الله ادع الله أن يجعلنا من أهلها، قال: هي لكل مسلم] رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
    4_وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود قال: يعذب الله قوماً من أهل الإيمان ثم يخرجهم بشفاعة محمّد -صلى الله عليه وآله وسلّم-.
    5_وأن الشهيد يشفع كذلك للمؤمنين، فإن علي عليه السلام وأولاده يشفعون بما شاء الله، فإنهم شهداء فضلاً عن كونهم أفضل المؤمنين وعليٌ أمير المؤمنين.!



    هذا إذا أردنا الاستدلال بروايات أهل السُّنة على شفاعة أهل البيت عليهم السلام، أما روايات الشيعة فهي أكثر من أن تحصى تؤكد نفس المعنى تماماً.
    ومن ثمّ يردّ الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: يا معشر الشيعة والسُّنة والجماعة، أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ وذلك لأن هذه الأحاديث لم يقُلها محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل وردت إليكم من عند الشيطان الرجيم مخالفة لقول الله في محكم كتابه ومُخالفة للأحاديث الحقّ التي نطق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن فتوى الشفاعة. قال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    وقال الله تعالى: {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
    وقال الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} [البقرة].
    وقال الله تعالى: {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].
    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا ربّكم وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [لقمان:33].
    وقال الله تعالى: {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الممتحنة:3].
    ولذلك جمع النبيّ عليه الصلاة والسلام أقاربه من بني هاشم، وقال: [يا بني هاشم، اعملوا فإني لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب، -عم رسول الله- اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية بنت عبد المطلب –عمة الرسول- اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد، اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً. يا بني هاشم، لا يأتيني الناس يوم القيامة بالأعمال، وتأتوني بالأنساب، من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه] صدق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    أفلا ترون يا معشر الذين يتّبعون أحاديث وردت عن النبيّ مخالفة لقول الله في محكم كتابه ومخالفة لحديث محمدٍ رسول الله الحقّ في السُّنة النَّبويّة أنكم لستم على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ؟ بل استمسكتم بأحاديث من عند غير الله مفتريات مخالفات لآيات الكتاب المحكمات البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم وتحسبون أنكم على شيء ولستم على شيء حتى تكفروا بما خالف لمحكم كتاب الله في الآيات البيّنات، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    ويا أحمد عيسى إبراهيم، ما كان للحقّ أن يتبع أهواءكم جميعاً فما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أن يفرّق بين الله ورسوله؛ بل مُتبعاً لحديث الله المحفوظ من التحريف وحديث رسوله في السُّنة النَّبويّة الحقّ لأن منطقهما واحدٌ لا يختلفان في شيءٍ، وأما الذين يفرقون بين قول الله ورسوله فتجدهم يتبعون قولاً لرسوله مختلفاً عن قول الله في محكم كتابه برغم أنهم لا يكفرون بالقرآن العظيم ولكنهم لا يتّبعون من القرآن إلا ما وافق لقول رسوله في الأحاديث النَّبويّة ولكن حين يأتي حديثٌ يقال أنه ورد عن النبيّ وآل بيته وهو مخالف لبعض قول الله في محكم كتابه فتجدوهم ينبذون قول الله تعالى وراء ظهورهم ويتّبعون الحديث المخالف عن النبيّ وهو لم يقُله؛ أولئك يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، ومثلهم كمثل اليهود كونهم اتّبعوا ملتهم، وقال الله عنهم في محكم كتابه: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    ولكن الإمام المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم لن تجدوه مثل علمائكم الصُمّ البكم الذين لا يعقلون؛ الذين يتّبعون قولاً عن رسوله وهو مخالفٌ لقول الله تعالى في محكم كتابه ولا يتّبعون من الكتاب إلا ما وافق لما لديهم في علم الحديث وكأن الأحاديث هي المرجع لكتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف وهم يعلمون أنه العكس تماماً؛ إن القرآن هو المحفوظ من التحريف ويعلمون إن أحاديث السّنة ليست محفوظةً من التحريف، فكيف تجعلون الأحاديث هي المرجع لحديث الله المحفوظ في القرآن العظيم أفلا تتقون؟ فما خطبك لا تفقه قولاً يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم؟ فكيف تريدني أكفر بجميع أحاديث البيان في السُّنة النَّبويّة الحقّ؟ وتالله لو كفرت بحديث حقٍّ ورد عن النَّبيّ فهذا يعني أنّي قد كفرت بأحد آيات الكتاب لكونه يأتي ليزيدها بياناً وتوضيحاً للأمّة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولكني أكفر بجميع الأحاديث النَّبويّة التي تأتي مخالفةً لقول الله في محكم كتابه كوني أعلم علم اليقين أنها جاءت من عند غير الله ورسوله؛ بل من عند الشيطان الرجيم إبليس على لسان أوليائِه الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر فيزيِّفون عن النبيّ غير الذي يقول. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ} صدق الله العظيم [النساء:81].
    وإنما الأحاديث تأتي لتزيد القرآن بياناً؛ كما يعلَّم جبريل عليه الصلاة والسلام محمداً رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].
    وإنما يعلِّمه جبريل عليه الصلاة والسلام بيانه من ذات القرآن ثم يعبر الرسول عن البيان بأحاديث، ولم يأمره الله أن يأتي ببرهانها من القرآن كون القرآن تنزّل عليه - عليه الصلاة والسلام - وأما غير محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فأمرٌ جبري عليه أن يأتي لبرهان البيان من ذات القرآن إن كان اصطفاه الله للناس إماماً ليهديهم إلى الصراط المستقيم فعليه أن يطبق الناموس في الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، وما كان منها من عند غير الله فحتماً يجدُ بين قول الله في محكم كتابه وقول رسوله في سُنَّة البيان اختلافاً كثيراً وتضاداً كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتفقان في القول أبداً، وبما أن أحاديث البيان مما علم جبريل بيانه لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗوَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    فانظر لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم.
    إذاً أحاديث البيان في السُّنة النبويّة الحقّ هي كذلك مما علّم جبريل عليه الصلاة والسلام من البيان لرسول عليه الصلاة والسلام وآله تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴿١٦﴾ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة]، وليس البيانُ وحياً جديداً، كلا وربّي بل هو من ذات القرآن يعلِّمه جبريل عليه الصلاة والسلام ومن ثم ينطق الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم للناس بالمعنى المقصود وبالمراد من قول الله دون زيادةٍ أو نقصان، ولم يكن مُكلّفاً أن يأتي بالبرهان من ذات القرآن كونه تنزَّل عليه؛ بل المُكلّف أن يستنبط البرهان لحقيقة الحديث الحقّ أئمة الأمّة حتي يطهِّروا أحاديث البيان الحقّ من أحاديث الشيطان الموضوعة بينها والزيادة المُدرجة في الحديث الحقّ حتى يعيدوكم إلى منهاج النُّبوّة الأولى على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ.
    ويا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم بارك لله فيك وهداك إلى الصراط المستقيم سواء كنت تتوقع أنك قد تكون الإمام المهديّ أم لم يخطر على بالك فالله يعلمُ بما في نفسك، ولكنك مُصرٌ على علمك وكأنك مكلفٌ من الله أن تعيد الأمّة إلى منهاج النُّبوّة الأولى وتعيب على العلماء لكونهم يعلِّمون الناس الدين اجتهاداً منهم برأيهم ويقولون على الله بالظنِّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فيحسبون أنهم مصيبون وهم غير موقنين أنَّ ما يقولون هو الحقّ من ربّهم، ولذلك تجدهم يقولون من بعد فتواهم: (إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)! ويا سبحان ربّي فكيف يقولون على الله ما لا يعلمون أنه الحقّ من ربهم؟ فليفرضوا إنَّ ما قالوه هو من الشيطان؛ أليسوا سيضلّون أمتهم جيلاً بعد جيلٍ؟ وتالله يا فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم أن لا فرق بينك وبين علماء الأمَّة شيئاً لكونك كذلك تنطق ببيان القرآن برأيك اجتهاداً منك من عند نفسك وليس لديك البرهان المبين أنه الحقّ من ربك؛ بل من عند نفسك اجتهاداً منك، ومثلك كمثل غيرك من علماء الأمَّة وإنما الفرق بينك وبينهم أنك موقن برأيك أنه الحقّ لا شك ولا ريب، وأما علماء الأمَّة فيقولون: (إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان)، ولكنها لا تبرأ ذمّتهم بهذا القول أبداً.
    ويا رجل، ليس الإمام المهديّ كمثلك ولا كمثل الذين يدَّعون المهديّة بغير الحقّ إذ تجدونهم وكأنهم واثقين من قولهم ويتحدون علماء الأمَّة بأنهم قادرون على أن يلجموهم بسلطان العلم من الله، حتى إذا تدبّرتم بيانه فإذا هو أضلّ سبيلاً من علماء الأمَّة؛ بل سلطان العلم الذي يتحدى به هو من عند نفسه، وسُرعان ما يلجمه أدنى علماء الأمَّة علماً كونه أضلّ سبيلاً منهم إلا أن يكون المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، فلكل دعوى برهان، فيلزمه الهيمنة بسلطان العلم المُلجم لكافة علماء الأمَّة حتى يقفوا حائرين، فمنهم من يقول إنّه مجددٌ للدين، ومنهم من يقول بل أظنه المهديّ المنتظر الحقّ من ربّ العالمين، ومنهم من يقول بل مثله كمثل المهديين الذين يدَّعون المهديّة في كلّ زمانٍ ومكانٍ، ومنهم من يقول بل هو مدسوس ليغيّر علينا ديننا الذي وجدنا عليه سلفنا الصالح من آبائِنا، ومنهم من لم يوقن بالحقّ ويخشى أن يكون ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر، ومنهم أسلم أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، ومنهم من آمن أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، ومنهم من أيقن أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظر لا شكّ ولا ريب وصدّق وبايع، أولئك صفوة البشريّة وخير البريّة الأنصار السابقون الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، وأما الآخرين فلا يزالون في ريبهم يترددون حتى يروا العذاب الأليم في الدخان المبين، ومن ثم يقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان]، فلم يؤمنوا بالإمام المهديّ إلا مع الكافرين بالقرآن العظيم من قبل من كافة العالمين، يوم يجعل الله بآية العذاب الناسَ أمةً واحدةً يتَّبعون كتاب الله القرآن العظيم ويكفرون بما خالف لكتاب الله القرآن العظيم، ولكن بعد ماذا؟ بعد ما ابيض الشعر وبلغت القلوب الحناجر؟ ألم ندعُكم إلى اتِّباع كتاب الله القرآن العظيم والكفر بما خالفه وأنتم سالمون؟ فلِمَ تنتظرون لآية العذاب الأليم حتى توقنون، أفلا تعقلون؟
    أفلا أدلكم كيف تعلمون أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظر الذي له تنتظرون؟ وتالله لا تعلمون أنه الحقّ من ربّكم حتى تكونوا من الذين لا يحكمون من قبل أن يستمعوا القول ومن ثم يتبعوا أحسنه إن تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّ العالمين؛ وأولئك بشّرَهم الله بالهدى في عصر بعث الأنبياء وعصر بعث المهديّ المنتظَر، فلم يهتدِ إلى الحقّ إلا الذين لم يحكموا من قبل أن يستمِعوا القول؛ بل استمعوا القول أولاً حتى إذا تبيّن لهم أنه الحقّ من ربّهم ومن ثم يتّبعون أحسنه؛ أولئك الذين هداهم الله إلى الحقّ في عصر بعث الأنبياء وفي عصر بعث المهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
    وأما الذين يسألهم أحد السائلين فيقول له: يا شيخ أنه يوجد شخص في الإنترنت العالمية يُدْعى ناصر محمد اليماني يزعم أنه المهديّ المنتظر ويحاج الناس بالقرآن ويدعوهم إلى الاحتكام إليه ولهُ مِئات البيانات. ومن ثم يقول له فضيلة الشيخ: فاحذر يا هذا أن تتبع هذا المدعو ناصر محمد اليماني فإنه كذّاب أشِر وليس المهديّ المنتظر. ومن ثم يقوم السائل مقتنعاً بالفتوى الباطل إذا لم يكن من أولي الألباب، وأما أولو الألباب فسوف يقولون: "يا فضيلة الشيخ تذكر قول الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. فليس من المنطق في شيءٍ أن تحكم على ناصر محمد اليماني أنه كذابٌ أشِر وليس المهديّ المنتظَر من قبل أن تسمع بيانه للذكر المحفوظ من التحريف، فما رأيك أن آتيك بشيءٍ من بيانه حتى تنظر هل ينطق بالباطل؟. ومن ثم يقول له الشيخ: يا أيها السائل عن ناصر محمد اليماني هل هو من الضالين، فأخبرني مَنْ شيوخه وعلى يد من تعلم تفسير القرآن؟. فإذا كان السائل من أولي الألباب فسيقول: يا فضيلة الشيخ، فهل المهديّ المنتظر يبتعثه الله حكماً بين مشايخ العلم المختلفين في الدين فيوحد شمل المسلمين من بعد تفرقهم إلى شيَعٍ وكل حزب بما لديهم فرحون؟ ومن ثم يقول الشيخ: اللهم نعم، ومن ثم يقول السائل: إذاً بالله عليك فكيف تريدون أن يبعث الله الإمام المهديّ ليحكم بين علماء الأمَّة بعد أن تتلمذ على أيديهم فهو لم يقنعهم بالعلم الذي تلقاه من شيخه كون شيخه لم يستطِع أن يقنع علماء الأمَّة بعلمه من قبله فكيف إذاً يستطيع أن يقنعهم هذا الإمام المهديّ الذي يتعلم على يد الشيوخ فحتماً ليس لديه من العلم إلا ما علمه الشيوخ الذي تتلمذ على أيديهم، إذاً فكيف يستطيع أن يقنع كافة علماء الأمَّة فيما كانوا فيه يختلفون؟ إذاً لاستطاع ذلك الشيخ الذي تتلمذ على يده كونه هو الذي علّم الإمام المهديّ عِلْمَه الذي سيحكم به بين المختلفين في الدين. ومن ثم يلجم الشيخ بالحقّ! وقد يقول فضيلة الشيخ إني مستعجل ورائي عمل أو يقول تالله لقد أضلّك ناصر محمد اليماني عن الصراط المستقيم وأراك مقتنعاً بعلمه فإنك لمن الجاهلين. ثم ينصرف أولو الألباب وهم يقولون في أنفسهم: بل إنكم أنتم الجاهلون يا من تحكمون من قبل أن تستمعوا فلستم ممن هداهم الله إلى الصراط المستقيم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم.
    وخلاصة هذا البيان أقول: يا علماء الأمَّة الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً، ليست دعوة ناصر محمد اليماني إلى الاحتكام إلى كتاب الله بدعة، فتذكّروا قول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    ولم يكن محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مبتدعاً بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله بل وكذلك كان كافة الأنبياء من قبله، وذلك لأن الله يبعث النبيّ الجديد بعد أن يتفرق أتباع النبيّ الذين من قبله فيفرّقوا دينهم شيعاً ثم يبعث الله لهم نبياً جديداً يدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله المُنزل عليه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    فتذكّروا قول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}، ومن ثم يأتي النبيّ الجديد حكماً بين المختلفين في الدين من أتباع النبيّ الذي من قبله فيدعوهم إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون تصديقاً لقول الله تعالى: {فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم.
    فانظروا للذين هداهم الله إلى الحقّ فتجدونهم هم المؤمنون الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله ليحكم بينهم، وقال الله تعالى: {فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٢١٣﴾} صدق الله العظيم. لا قوة إلا بالله العلي العظيم، وقال الله تعالى: {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾} [الزخرف].
    ونصيحتي إلى فضيلة الشيخ أحمد عيسى إبراهيم وكافة علماء الأمَّة وكافة الباحثين عن الحقّ من الناس أجمعين هو أن ينيبوا إلى ربّهم فيقولوا:
    {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} [البقرة].
    اللهم إنك قلت وقولك الحق: {وَمَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ}[الإسراء:97].
    وقلت وقولك الحق: {مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿١٧﴾} [الكهف].
    وقلت وقولك الحق: {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [النور].
    اللهم إن كان ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظر الحقّ من لدنك فإنه حتماً سيكون علينا حسرةً وندامة كبرى لو كذبناه ولم نتبعه؛ اللهم لا تجعله حسرةً علينا إن كان هو المهديّ المنتظر الحقّ من لدنك؛ اللهم فاجعل لنا فرقاناً، وهب لنا من لدنك نوراً نبصر به الحقّ من عندك ونُميّز به الباطل المفترى؛ اللهم إنَّ عبدك في ذمتك كون الهدى هداك؛ اللهم أرني الحقّ حقاً وبصّرني به واجعلني من الموقنين به والتابعين للحقّ من لدنك حتى لا تجعلني من المعذبين الخاسرين الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعاً؛ اللهم عبدك إليك أناب راجيك الهدى إلى الحقّ برحمتك يا أرحم الراحمين. إنك قلت وقولك الحقّ:
    {قُلْ إِنَّ اللَّـهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
    فمن قال ذلك وهو مخلص فلن يجعل الله له الحجّة على ربّه يوم القيامة فحتماً سيهديه إلى الحقّ فلو لم يهدِه إلى الحقّ لقال: "يا رب إنك قلت وقولك الحقّ: {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف:49]، ألم أُنِب إليك وأنا في الدنيا أن تهدي قلبي إلى الحق؟". ولذلك لن يجعل الله الحجّة لعبده على ربّه وكان حقاً على الله أن يهدي قلب عبده الباحث عن سبيل الحقّ إلى ربّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾}صدق الله العظيم [العنكبوت].
    ويا إخواني علماء الأمَّة لا تفرحوا بما بين أيديكم من العلم فتستغنوا به عن استجابة دعوة الاحتكام إلى كتاب الله، فما يدريكم لعلكم مستمسكون بباطلٍ وأنتم لا تعلمون وتحسبون أنكم مهتدون، وكذلك أهلكَ اللهُ الذين من قبلكم كانوا يفرحون بما بين أيديهم من العلم ويأبون الاستجابة للاحتكام إلى كتاب الله بين المختلفين في الدين. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [غافر].
    كمثل أهل الكتاب الذين دعاهم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا وفرحوا بما عندهم من العلم ويرونه هو الحقّ؛ بل هو باطل مُفترًى من مكر الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
    ولكن الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم من أهل الكتاب؛ أولئك هداهم الله إلى الصراط المستقيم. وقال الله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿٨٣﴾} [المائدة].
    وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ﴿٥٣﴾ أُولَـٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٥٤﴾ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [القصص].
    ويا قوم؛ إن الاختلاف للمسلمين الذين صدَّقوا أنبياءهم لا يحدث إلا بعد حينٍ من بعث نبي الله إليهم بسبب مكر الشياطين تنفيذاً لما وعدكم به: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿١٦﴾ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
    فوالله ما ترككم على منهاج النُّبوّة الأولى يا معشر المسلمين بل شمَّر هو وأولياؤه منذ أمدٍ بعيدٍ ليصدّوكم عن اتّباع الحقّ من ربّكم حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين وتحسبون أنكم مهتدون وأنتم لستم على شيء ما دمتم أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنستنبط لكم حُكم الله منه فيما كنتم فيه تختلفون في الدين وإنا لصادقون، فإذا لم أستطِع أن أستنبط لكم منه حُكم الله فيما كنتم فيه تختلفون في الدين فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، فلكل دعوى برهانٌ فسرعان ما تكشفون كذب ناصر محمد اليماني إذ لم يكن من الصادقين فلن يؤيِّده الله بالبرهان المبين يستنبطه لكم من محكم الكتاب، فتذكّروا يا أولي الألباب إن كنتم تعقلون، وإن أبيتم فحتماً ستقولون: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾}صدق الله العظيم [الملك].
    ويا إخواني المسلمين، وتالله إنِّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عقيمٍ ترونه قبل يوم القيامة يشمل كافة قرى البشر مسلمُهم والكافر كون قرى البشر قد مُلِئت جوراً وظلماً؛ قرى المسلمين وقرى الكافرين ولم يعد فرق بين المسلمين والكافرين؛ بل لربما تَعَامُل الكافرين فيما بينهم هو أحسن من تعامل المسلمين، ولم يعد من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ من التحريف بين أيديكم! ومُلِأت قُرى أهل الأرض جوراً وظلماً؛ قُرى الكفار والمسلمين ولذلك يحذّر المهديّ المنتظر كافة قرى البشر من عذاب ما يسمونه بالكوكب العاشر وإنا لصادقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا سوف يشمل قرى الكفار والمسلمين؟ والجواب: لكون الله ابتعث كتابه القرآن العظيم لكافة قرى البشر ليتّبعوه جميعاً فاتخذوه مهجوراً إلا ثُلةٌ في الأولين وقليلٌ من الآخرين على تخوّف من المسلمين ويخافون أن يتخطفهم المسلمون كونهم استجابوا لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاحتكام إليه ولذلك يرى الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتَّباعه والكفر بما خالفه أنهم مبطلون أتباع ناصر محمد اليماني بسبب أنَّ أنصار الإمام المهديّ استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله والكفر بما خالف لمحكمه ومن ثم يرونهم أنهم مبطلون، بل وتأخذ الآخرين الدهشة فيقولون: وكيف اقتنعتم أنَّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم؟ فقالوا: "تدبّروا في بيانه للقرآن تدبّر العقل والمُتفكر في منطق سلطان علمه وحتماً سترون أنه الحقّ مثلما رأيناه فلا تعجبوا! ومن كذب جرَّب وسوف يرى أنه لا يقول على الله ما لم يعلم وأنه أحرص من كافة علماء الأمَّة على هدى المسلمين". فأما الذين جرّبوا نصيحة الأنصار اهتدوا مثلهم، وأما الذين استغنوا بما عندهم من العلم وهو مخالفٌ لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويحسبون أنهم مهتدون أولئك قوم لا يتفكرون فهم كالأنعام بل هم أضلّ سبيلاً، فكيف يكون على الهُدى من خالف لفتوى ربّه في محكم كتابه وما كانت حجتهم إلا أن قالوا: "إن ناصر محمد اليماني كذابٌ أشِر وليس المهديّ المنتظر كونه يفتي أنَّه المهديّ المنتظَر ويدعو الناس إلى البيعة ولكننا علماء الأمَّة نعلم أنّ المهديّ المنتظر لا يقول أنه المهديّ المنتظَر لكونه لا يعلمُ أنه هو المهديّ المنتظر بل علماء الأمَّة يفتوه عن شأنه أنه المهديّ المنتظر خليفة الله على البشر"، وكأَّن لهم الخيرة من الأمر، سبحان ربّي وتعالى علواً كبيراً!
    ونستنبط لهم الحكم الحقّ من ربّهم ونقول: يا قوم، لستم أنتم من يصطفي المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور، فما يدريكم أنه المهديّ المنتظَر؟ فهل أنتم أعلم من الله سبحانه أم إنَّ الله وكلكم أن تصطفوا خليفته من دونه سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وإليكم الجواب من الله مباشرة من محكم الكتاب: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].
    وإنما أفتاكم الشيطان أنكم أنتم من يختار خليفة الله من دونه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} بأنَّ الله قد وكّلكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه؛ الذي سيجعله الله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم صلى الله عليه وعلى أمّه وسلم تسليماً كثيراً، فهل ترون أن لكم الحقّ أن تصطفوا رُسل الله من دونه؟ وكذلك خليفة الله الذي جعله الله الإمام للمسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام أنّى يكون لكم الحقّ في اختياره أفلا تعقلون؟
    وتالله لو يلقي الإمام المهديّ بسؤال إلى كافة علماء المسلمين ويقول: فهل تعتقدون أنّ الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام هو أرفع درجةً عند الله وأكبر شأناً من المهديّ المنتظر خليفة الله في الارض؟ لقلتم بلسان واحد: "بل الإمام المهديّ هو حتماً أرفع درجة لكونه خليفة الله على العالمين، ولكون الله قدَّر أن يتمِّم نوره على العالمين فيظهره على الدين كُله ببعث المهديّ المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً كما مُلِئت جوراً وظُلماً"، ومن ثم يقول لكم ناصر محمد اليماني: ومن اختار الإمام طالوت ليكون إماماً للمسلمين من بني إسرائيل؟ ومعلومٌ جوابكم، ستقولون: "قال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة]".
    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فكيف تعتقدون أنَّ الله هو الذي اصطفى الإمام طالوت إماماً للمسلمين في بني إسرائيل وزاده بسطةً في العلم على علماء بني إسرائيل، ومن ثم تحقِّرون من شأن الإمام المهديّ المنتظَر فتعتقدون أنكم أنتم من سيعرفه ويختاره ويعرِّفه على شأنه أنه هو المهديّ المنتظَر شرط أن ينكر! ومن ثم تجبرونه على البيعة كرهاً، ما لكم كيف تحكمون؟
    يا قوم قد اقترب العذاب وأنتم لا تزالون في ريبكم تترددون، فما هو الحل لإنقاذكم وهدايتكم إلى الصراط المستقيم؟ فلن أتبع أهواءكم يا من تتبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولو يتبع الحقّ أهواءكم لما تحقق الهدى في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد فطاحلة علماء الأمَّة فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني يا من تلوي أعناق الآيات بغير الحقّ لتجعلها لنفسك، إنما تلك الآية تخصّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: ويا سبحان ربي! فهل تنتظرون مهديّاً منتظراً يأتي متّبعاً لأهوائِكم وليس مُعتصماً ببصيرة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ومن ثمّ يردّ عليكم الله بما أمر به رسوله ومن اتبعه: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
    فانظروا للمنطق الحقّ: {أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} فلمَ تحصرون بصيرة القرآن أنه بصيرةٌ لمحمدٍ رسول الله وحده وليس لمن اتّبعه كونهم لا يفقهون ما في القرآن ولا يعلمون ما أنزل الله فيه من الآيات البينات، أفلا تتقون؟ ثمّ يردّ عليكم الله في محكم كتابه ويقول:{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
    ويا قوم أجمعوا أمركم بينكم وتفكَّروا في حقيقة دعوة الإمام ناصر محمد اليماني كما يلي :
    1- فهل ناصر محمد اليماني يدعو إلى عبادة غير الله سبحانه؟
    2- وحتى ولو كان ناصر محمد اليماني يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فهل يدعو إلى سبيل ربّه على بصيرة من الله للعالمين؟
    3- وحتى ولو ناصر محمد اليماني يحاجُّ الناس بالقرآن العظيم فتدبروا فهل يأتي بتفسير للقرآن من عند نفسه اجتهاداً منه أم يأتي بالبيان الحقّ للقرآن يستنبطه من ذات القرآن بآيات بينات للعالم والجاهل؟
    فإن تبيَّن لكم أنه ينطق بالحقّ ويهدي إلى الصراط المستقيم فقد أقيمت عليكم الحجّة لو لم تتبعوا الدعوة إلى الله على بصيرةٍ من الله.
    ولربما يقاطعني أحد مُفتي الديار الإسلامية فيقول: "وحتى ولو كنت رجلاً واسعَ العلم فكيف نتبعك؟ فلَئِن زادك الله بسطةً في العلم على كافة علماء الأمَّة فليس هذا يعني أنك المهديّ المنتظر". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فكيف تعلمون المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم إذا جاء قدر بعثه المقدور في الكتاب المسطور؟ فهل تنتظرونه يأتيكم بكتابٍ جديدٍ من ربّ العالمين غير هذا القرآن؟ ومعلومٌ جوابهم وسوف يقولون: "بل نعلم أنه المهديّ المنتظر بسبب خسف بالبيداء". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل تنتظرون أن تصدقوا بناصر محمد اليماني حتى يخسف الله بكم الأرض فكيف لا يصيبكم العذاب وأنتم ظالمون؟ بل ترونه سيصيب قوماً آخرين ومن ثم تصدقون! ولكن الله قال في محكم كتابه: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
    ونعم إنَّ ظهور المهديّ المنتظر سيكون بسبب حدوث آية عذاب أليم يشمل قرى المسلمين والكفار المعرضين عن اتّباع ذكر الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم رسالة الله الشاملة إلى كافة قرى البشر فاتخذوه مهجوراً وكأنه لم يكن بينهم شيئاً مذكوراً، وصار له بين أيديهم أكثر من ألف سنة فقد أمهلهم الله كثيراً ولا يزالون يتخذونه مهجوراً مسلمهم والكافر، فأما المسلمون فلم يتّبعوا من القرآن إلا ما وافق ما لديهم من الأحاديث، ولكن حين تأتي آيةٌ مخالفةٌ لمحكم كتاب الله فينبذون كتاب الله وراء ظهورهم ويتّبعون ما خالفه وجعلوا الأحاديث هي المرجع للقرآن فما خالف من الأحاديث لمحكم القرآن فلا يتّبعون القرآن؛ بل يتّبعون الحديث المخالف له فكيف أنهم يرون الحقّ باطلاً والباطل حقاً فكيف لا يعذبهم الله عذاباً نُكراً.
    ويا قوم إنما أطيل في بياناتي فأجهدُ نفسي بالحقّ لعلي أتمكن من إنقاذكم بالتصديق فإنه نبأٌ عظيمٌ أنتم عنه معرضون، فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنَّ كوكب العذاب في طريقه ليمرّ على الأرض من أطرافها لينقصها من الكفار بالذكر الذي أدعوكم إلى الاحتكام إليه واتباعه، فكيف تروني على ضلالٍ أنا ومن اتبعني؟ ألم يقل الله تعالى:{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103].
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    فانظروا لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا} صدق الله العظيم، فلمَ لا تريدون أن تعتصموا بحبل الله القرآن العظيم؟ ألا وإنما الاعتصام به هو اتّباعه والكفر بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النَّبويّة، أم لم يُفتِكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن حبل الله الذي أمركم الله بالاعتصام به والكفر بما خالفه؟ وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إن هذا القرآن سببٌ طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ما استطعتم].
    وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
    وقال الله تعالى: {﴿١٥٥﴾‏} [الأنعام].
    وقال الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].
    قال الله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ﴿١٢٣﴾} صدق الله العظيم [طه].
    وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ﴿٤١﴾ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [فصلت].
    وقال الله تعالى: {وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
    وقال الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
    وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٣﴾ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴿٤﴾} [الزخرف].
    وقال الله تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} [المائدة].
    وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾}صدق الله العظيم [الأعراف].
    وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [ق].
    فما خطبكم مُعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله واتباعه والكفر بما خالف لمحكمه لكونه الكتاب الوحيد الذي عهد الله أن يحفظه من التحريف والتزييف؟ ويا قوم وتالله لو يعذبكم الله فأنها لأكبر مصيبة لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى ولو كان ذلك نصراً لي من ربي، ولكن هدفي إنقاذكم ولا أريد أن يصيبكم عذاب الله؛ بل أقول: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _______________
    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]
    https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=6980

  2. افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله


    اقتباس المشاركة 10499 من موضوع استحلفك بالله ايها الامام المهدي

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    08 - 01 - 1432 هـ
    15 - 12 - 2010 مـ
    05:28 صباحاً
    _________


    ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قومٍ هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المُرسلين إلى البشر من قبله وآلهم الأطهار والسابقين الأنصار لرسل ربهم والمهديّ المنتظَر وجميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ولا نُفرق بين أحدٍ من رُسله ونحن لهُ مُسلمون، ولهُ أسلم من في السماوات والأرض ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه، وسلامٌ على المُرسلين بدين الإسلام من الجنّ والإنس، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    سلام ُالله عليكم أيها "الزُمرد" وآل بيته، فقد بلغت المُراد ولكلّ قوم هاد فاثبتْ على الحقّ ثبوت الأوتاد، واصبر على أذى العباد ولا تدعو عليهم وما صبرك عليهم إلا بالله ومن أجل الله يحبك الله ويقربك الله، وسلامُ الله عليكم أحبتي في الله الباحثين عن الحق المُحترمين، وكذلك الذين انضمّوا إلى ركب الأنصار السابقين الأخيار أولي الأبصار في عصر الحوار من قبل الظهور ويصلِّ عليهم الله وملائكته والمهديّ المنتظَر وأُسلمُ تسليماً على المؤمنين الذين أخرجهم الله من الظُلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً..

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني إني أراك تُصلي وتُسلم على المُسلمين وتسلمُ عليهم تسليماً فأخذتني الدهشة كوني لا أعلمُ أنّ الصلاة والسلام إلا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ولكن الله وملائكته لا يصلون فقط على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتِنا عن المقصود بصلاة الله وملائكته على المؤمنين؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أما صلاة الملائكة على المؤمنين فهو التضرع بالدُعاء إلى ربهم ليغفر للمُسلمين في الأرض ويرحمهم. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].

    وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشورى:5].

    وأما صلاة الله على المؤمنين فهو إجابة الدُعاء من ملائكته ليغفر للمؤمنين ويرحمهم، فيستجيب الله فيغفر لهم ويرحمهم فهو أرحم بعباده من عبيده. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، فهو سُبحانه من يلهم ملائكته أن يتضرعوا إلى ربهم ليغفر للمؤمنين الذين اتبعوا الحق من ربهم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الضيف الزُمرد، لقد بلغت المُراد ولكل قوم هادٍ فارسخ على الحقّ رسوخ الأوتاد ونادِ علماء الأمّة وكُبار البشر، وقلْ:
    يا معشر علماء الأمّة وخُطباء المنابر ومُفتيي الديار وكُبار البشر الذين مكنكم الله في الأرض لتأمرّن بالمُعروف وتنهون عن المُنكر فإني أُبشركم ببعث المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار جاءكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور من قبل مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر، وهو يدعو المُسلمين وكافة العالمين إلى اتباع الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم والاحتكام إليه، ويدعو كافة عُلماء الدين من المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن ليحكم بينهم من محكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وما عليه إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم شرط على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما اختلفتم فيه في الدين من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب.

    يا قومنا أجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتابه القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فتكونوا من المُعذَّبين لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فسوف يغضب الله عليكم كما غضب على فريق من الذين أوتوا الكتاب إذ دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وإنما دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تتبعوا ملّة فريق من أهل الكتاب المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيُسحِتكم بعذاب يومٍ عقيمٍ، ومالكم ألا يعذبكم الله لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلا تكونوا أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن وأنتم به مؤمنون، وكذلك الفريق من أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم كذلك كانوا به مؤمنين ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فرد الله عليهم. وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

    وقال الله تعالى: {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:69].

    فلا تتبعوا ملّتهم يا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، ولا تكونوا مثلهم إذ أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم برغم أنهم ليعلمون أنه الحقّ من ربهم، فلا تكونوا مثلهم كون سبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم أنّهم يريدون من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتّبع أهواءهم وسوف يصدِّقونه في بعض آيات الكتاب في القرآن العظيم إلا ما خالف لما لديهم في التوراة، فهم يريدون من النّبيّ أن يتبع أهواءهم وافتراءهم المكذوب على الله في التوراة، وأما ما وافق لما لديهم في القُرآن فوعدوه أنهم سوف يؤمنون به إلا ما خالف في القرآن لما لديهم، ومن ثم ردّ الله عليهم. وقال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    كونهم يريدون أن يُحِلّوا ما حرّم الله في محكم كتابه القرآن العظيم ويحرِّموا بعض ما حرّم الله في محكم كتابه، وإنما تلك كانت سياسةً خبيثةً علّهم يفتنون محمد رسول الله عن بعض ما أُنزل إليه في القرآن العظيم، ومن ثم جاء الأمر من الله والتحذير إلى رسوله. وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:49].

    وكاد جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يركن إليهم شيئاً قليلاً فيوافقهم على طلبهم أن يؤمنوا فيتبعوا لما أنزل في القرآن العظيم إلا ما جاء مخالفاً لما لديهم في التوراة، ولكن ما خالف لمحكم القُرآن العظيم في التوراة أو في الإنجيل فهو مفترًى من عند غير الله؛ بل يريدون أن يجعلوا التوراة غير المحفوظة من التحريف الذي كتبوه فيها افتراءً من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ومن ثم جاء الرد من الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:41].

    وقال الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِ‌يَ عَلَيْنَا غَيْرَ‌هُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْ‌كَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرً‌ا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن وما خالف في التوراة لمحكم القرآن فيقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله، فهم لا يكفرون بتنزيله فيقولون أنّ محمداً رسول الله افتراه، وإنما يقولون لا يعلم بتأويل تلك الآية المخالفة إلا الله مهما كانت محكمة، فلن يتبعوها فهم يريدون أن يتبعوا المُفترى المخالف المزيف في التوراة من عند أنفسهم، وهو حُكم الطاغوت المُفترى في التوراة بأمر من الطاغوت الشيطان الرجيم، فهم يعلمون أنّ ذلك الحكم المُفترى في التوراة المخالف لما في القرآن هو من عند غير الله مُفترًى في التوراة وكتبوه بأيديهم بأمر من الشيطان الأكبر الطاغوت فهو يريد أن يضلّ المُسلمين عن طريق شياطين البشر عن الحقّ من ربهم في محكم القُرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلََ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُُ وَإِلَى الرَّ‌سُولِ رَ‌أَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهم لا يريدون الاحتكام إلى القرآن العظيم كونه سوف يفضح افتراءهم في التوراة من عند أنفسهم برغم أنهم يزعمون أنهم مؤمنون بالقرآن العظيم ولكن لهم شرط أن تكون التوراة هي المرجع، ولذلك جاء التحذير الشديد من ربّ العالمين إلى جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتَّبعه. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَ‌حُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ‌ بَعْضَهُ ۚ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِ‌كَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَ‌بِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    ويا أيها الزُمرد لكلّ قومٍ هاد، وأنا الإمام المهديّ بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فما أشبه الليلة بالبارحة يا معشر علماء الأمّة ومُفتيي الديار، فكذلك أنتم لم تجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كون بعضه مُخالفاً لما لديكم في الأحاديث والروايات، فهذا يعني أنكم اتّبعتم ملّة فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100].

    بل حذَّر الله نبيّه أن يجيب طلبهم كونهم يريدون أن تكون التوراة هي المرجع، فما وافق فيها القرآن آمنوا بما وافق من القرآن في التوراة، وأما ما خالف للقرآن فهم لا يكذبون النبيّ، وإنما يقولون لا يعلمُ بتأويله إلا الله! فيريدون من النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتبع لما في التوراة بمعنى أنهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن برغم أنهم يعلمون أنّ القرآن جعله الله هو المرجع للتوراة والإنجيل والمهيمن عليهم بالحقّ فما خالف فيهما لمحكم القرآن فهو باطل، ولكنهم يريدون أن يضلوا النّبيّ الأمّي وأمّته، ولذلك جاء التحذير من الله إلى نبيّه عليه الصلاة والسلام بالفتوى أنّ القُرآن هو المرجع والمُهيمن على التوراة والإنجيل، ويحذَّره الله أن يتبع المُفترى من عند غير الله في التوراة والإنجيل أو في عُرف الجاهلية المُخالف لما أنزل الله فهو كذلك من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، كون الله هو الحَكَمُ وإنما يأمر الله نبيه أن يستنبط لهم حكم الله من محكم كتابه المُفصل من الآيات المُبينات لآيات أخرى في الكتاب. وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاًً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وبرغم أنّ عُلماء أهل الكتاب ليعلمون علم اليقين أنّ القرآن كتاب منزَّلٌ من ربّ العالمين ولكن فريقاً منهم للحقّ كارهون مهما كانت الآية محكمة في محكم كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    فلا تتبعوا ملّة الفاسقين الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنّ القُرآن تُخالف آياته البينات عن حكم الطاغوت المُفترى، ولذلك فهم عنها مُعرضون.

    ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربكم أن يتبع أهواءكم يا من اتّبعتم لكثيرٍ مما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله، فلا تفتروا على الله فيُسحِتكم بعذاب من عنده كون الله لم يقل أنّ القُرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله بل يقصد آيات الكتاب المتشابهات هُنَّ فقط لا يعلمُ بتأويلهن إلا الله والراسخون في علم الكتاب يُعَلِّمهم الله بتأويل المُتشابه من القرآن، ولكن آيات الكتاب المتشابهات ليس إلا بنسبة 10%% من آيات الكتاب، ولم يأمركم ألله أن تتبعوا ظاهر المُتشابه من القرآن فتضلوا ضلالاً بعيداً كون لهُ تأويل غير ظاهره فلا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمهم الله بتأويله؛ الذين يتقون الله فلا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن يا قوم وتالله ما أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب المتشابهات كونهن لسن آياتٍ بيّناتٍ فلم يجعلهن الله الحجّة عليكم بل أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وتلك هُنّ آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب آيات بينات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، فأمركم الله أن تتبعوهن وأن لا تتبعوا ظاهر الآيات المتشابهة التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، فاتقوا الله فلا يكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم آيات الكتاب البينات فتذروهن وراء ظهوركم وتتبعوا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات، إذاً في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ يا من اتبعتم متشابهه وتركتم محكمه. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وأما كيف تستطيعون التمييز بين آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات؟ فالأمر يسير لأولي الألباب منكم الذين يتدبرون آيات الكتاب فسوف يجدون أنّ آيات الكتاب المحكمات تأتي في قلب وذات الموضوع آية بينة لعالمكم وجاهلكم، وأما آيات الكتاب المتشابهات فهي تحتاج إلى تأويل، ولكنكم ضللتم عن آيات الكتاب البينات فحكمتم بغير ما أنزل الله في مُحكم كتابه واتبعتم الذين افتروا على الله أنه لم يبين حُكم الزاني والزانية في القرآن العظيم برغم أنّ حُكم الله على الزاني والزانية في محكم الكتاب لهو من أشدُ آيات الكتاب بياناً وتوضيحاً لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فمن هم الزاني والزانية؟ فأنتم تعلمون أنّ الزاني هو الذي يرفثُ إلى امرأة لم تكن حليلةً له، فهذا هو تعريف الزنى إنّه كان فاحشة وساء سبيلاً، ولكنكم جعلتم الزنى ينقسم إلى جزئين اثنين الزاني المتزوج والزاني الأعزب، وكأن المتزوج يحمل زوجته على ظهره أينما ذهب في بلاد العالمين كونكم ترجمون الزاني المتزوج لأنه زنى وهو متزوج فحكمتم عليه رجماً بالحجارة حتى الموت، وأمّا الأعزب فهو معذور في نظركم لأنه ليس متزوجاً!
    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم حُجة العقل والمنطق، فإذا كان رجلاً من المُسلمين مُغترب في أي دولة أخرى عدد سنين فأتى فاحشة الزنى، فماذا سوف تحكمون عليه كون زوجته ليست بجانبه؟ أم إنكم سوف تأتون بحدٍّ له من عند أنفسكم؟ أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألم يبيّن الله لكم حدّ الزنى في محكم كتابه القرآن العظيم؟ فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين افتراءً على الله؟ فلم يقل الله تعالى أنّ الزنى نوعان اثنان؛ بل الزنى هو أن يأتي الزاني الفاحشة مع امرأة ليست حليلةً له أي ليست زوجته، فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين وجعلتم لهُ حدين اثنين! ولكني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أن الزنى هو أن يأتي أحدكم الفاحشة مع امرأة ليست زوجته شرعاً سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً فلا فرق في ارتكاب الفاحشة شيئاً، ولم يجعل الله العزّاب معذورين ليعتدوا على أعراض الناس كونهم ليسوا متزوجين، أفلا تتقون؟


    ويا أُمّة الإسلام كونوا شهداء على عُلمائكم إن استطاعوا أن يدحضوا حُجة ناصر محمد اليماني عليهم بالحقّ فيثبتون أنّهم لم يضلّوا عن الصراط المستقيم، ويثبتون أنّ ناصر محمد اليماني هو من ضلّ عن الصراط المستقيم! فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر لئن استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني حصرياً من القُرآن العظيم كون الذين يتبعون افتراء الشياطين سوف يقول: "إنما تُنكر الرجم وعذاب القبر أيها المهديّ المنتظَر المزعوم بحجّة أنّ الرجم وعذاب القبر ليسا موجودَين في محكم الذكر"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو لم يكن حدّ الزنى في محكم الكتاب قد فصله الله تفصيلاً وكذلك العذاب البرزخي من بعد الموت قد فصّله الله في محكم الكتاب تفصيلاً لما أنكرته شيئاً لو كان في السُّنة النّبويّة ولم يأتي مخالفاً للحدود التي أنزلها الله في محكم كتابه، وإنما يريد المفترون أن يصدّوكم عن اتباع حكم الله في محكم كتابه وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

    وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لقد ثبت عن الثقات رواية ماعز والغامدية، فيقول:
    اقتباس المشاركة :
    [عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الاسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد ان تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه، فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئا؟ قالوا: ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل]
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يقبل الله التوبة عن عباده فيغفر لهم؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}صدق الله العظيم [طه:82].

    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم بالحُجة وأقول فهل تمّ القبض على ماعز والغامدية وهم متلبسون يرتكبون الفاحشة؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون لم يكن عليهم شهداء بالزنى ولم يعلم بزناهم أحد؛ بل تابوا إلى الله متاباً وجاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليخبروه بتوبتهم إلى ربّهم وليحكم فيهم بما أنزل الله.

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يقيم عليهم حدّ الله من بعد توبتهم؟ فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حكم الله على التائبين؟ حتى لو كانوا مفسدين في الأرض قتلة مُجرمين فتابوا إلى ربهم من قبل أن تقدروا عليهم فقد تقبل الله توبتهم ورفع عنهم حدوده في الكتاب، فكيف يقيم الله عليهم الحد من بعد أن تقبّل توبتهم سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْ‌ضِ لَمُسْرِ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [المائدة].

    فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر ربه في محكم كتابه على التائبين من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد التوبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء الأمّة إنّ شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلالٍ مبينٍ فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحقّ بحجّة عدم إشهاره، فتلك حكمةٌ خبيثةٌ وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجّة بسلطان العلم إن كان الحقّ هو معكم أنّكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أنّ الله لم يؤيّده بسلطان العلم كون علماء الأمّة قد أقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرقٌ جديدةٌ في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس، فأحلّ لهم الضالون المُضلين أن يقتلوكم فيتفجرون عليكم تفجيراً وأنتم إخوانهم المُسلمون، فإذا لم يحلّ الله لهم قتل الكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين فكيف يُحلّ الله لهم قتل إخوانهم المُسلمين؟ أفلا تتقون الله؟ بل سبب ظهور تلك الفرق هو بسبب تهرّبكم من الحوار مع زعماء تلك الفرق الجديدة بحجّة عدم إشهارهم، فهاهم اشتهروا في العالمين وشوهوا الدين والمُسلمين في نظر العالمين حتى صدَّق العالم افتراء اليهود على المُسلمين أنّهم مجرمون سفاكون لدماء الناس بحجّة عدم دخولهم في دينهم! ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، فلا إكراه في الدين ولم يأمركم الله أن تبلغوا دين الله بحدّ السيوف حتى تجعلوا الناس مؤمنين فيدخلوا في دين الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون، هيهات هيهات... فكيف يتقبل الله عبادة من أكرهتموهم أن يعبدوا الله كرهاً وهم صاغرون خشية منكم؟ وتالله لن يتقبل الله عبادتهم ما لم تكن من خالص قلوبهم وليس خشيةً منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

    إذاً يا إخواني تعالوا لنعلِّمكم كيف تستطيعون هداية العالمين فإنه ليس بالانفجار في أسواق البشر الكفار فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله أن تقتلوا الكافرين بحجّة كفرهم بالله، وأقسمُ بربّ العالمين أن من قتل كافراً بحجّة كفره أن جريمته في الكتاب وكأنما قتل الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى (نفس) بغض النظر هذه النفس مُسلمة أم كافرة. وقال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    وإنما إحياء النفس هو بالعفو عن القاتل لوجه الله الكريم، برغم أن الله جعل لولي المقتول ظلماً سلطاناً إن يشأ يقام عليه حدّ الله وإن يشأ يأخذ الدية ويعفو عنه، أو العفو الخالص لوجه الله فكأنما أحيا الناس جميعاً.

    فاتقوا الله أحبتي في الله وتذكروا أمر الله إلى نبيه موسى إلى فرعون برغم أنه ادَّعى الربوبيّة، ولكن الله أمر رسوله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن لا يكونا فظين في دعوتهما لفرعون بحجّة كفره بالله وادِّعائه الربوبيّة. وقال الله تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم [طه:44].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].

    وقال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:96].

    وقال الله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    بل ووصّاكم الله في الكافرين الذين لم يقاتلونكم في دينكم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم فتنالوا محبة الله ونعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

    وتلك حكمةٌ بالغةٌ من ربّ العالمين وذلك حتى تقنعوا الناس بدين الله الإسلام فيجدون أنه حقاً دين رحمة للعالمين، وإنما أذن الله لكم بالجهاد للدفاع عن أنفسكم من الذين يحاربون الله ويريدون أن يطفئوا نور الله فيقاتلونكم في دينكم حتى لا تبلّغوه للعالمين، فأولئك أذن الله لكم بحربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}صدق الله العظيم [البقرة:190].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}؟ صدق الله العظيم؛ أي لا تعتدوا على قومٍ بحجّة كفرهم وهم لم يقاتلونكم في دينكم ولم يعتدوا عليكم فذلك إثمٌ عظيمٌ كون الله لم يأمركم أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

    وقال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].

    وقال الله تعالى:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

    فاتقوا الله يا أولي الألباب واتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف، وقد جاء وعد الله في محكم كتابه للخلافة العالميّة الراشدة ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [النور:55].

    ولكن الله سوف يظهر خليفته على البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون بآيةٍ تبرق من هولها الأبصار وتبلغ من فزعها القلوب الحناجر فتخضع أعناقهم من هولها لخليفة الله في الأرض فيجيبوا دعوته فيتبعوا ذكر ربهم إلى الناس أجمعين القرآن العظيم، ولا أعلمُ أنّ الناس سوف يؤمنون به جميعاً فيتبعوه حتى يرون آية العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾}صدق الله العظيم [الدخان].

    وذلك الدخان المبين هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وإنما الساعة هي البطشة الكبرى، وأما عذاب اليوم العقيم هو عذاب كسف الحجارة بالدُخان المبين من كوكب العذاب الذي أنتم له منكرون وأنتم تعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب كوني لم أثبته من كتيبات ناسا الأمريكية؛ بل سبق وأن أثبتنا لكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب، وأفتيناكم أن ذلك الكوكب هو نار جهنم سوف تمرّ بجانب أرضكم وإنا لصادقون ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، وأفتيناكم أنّه يأتي للأرض من أطرافها فينقصها من البشر في كلِّ دورةٍ له ولكن أكثركم يجهلون، وإنما أطراف الأرض أي من جهة الأطراف القطبية كون الكوكب لم يأتِ للأرض من المشرق ولا من المغرب بل يأتي للأرض من أطرافها أي من جهة الأقطاب ولذلك توعد الله به الكافرين لينصرن دينه بذلك الكوكب فيظهر الله به خليفة على العالمين المُعرضين عن ذكر ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].

    وهذا يعني أنّ الله سوف يحيطهم بعلمه من قبل وصوله لعلهم يتقون، وكذلك يبدأ بالتناوش مع الأرض فتبدأ تُعاني من الحُمى فترتفع حرارتها بسبب اقتراب كوكب العذاب منها وأنتم في غفلة مُعرضون، ألا والله لولا أني لا أريد أن يُصدقني ربي بالعذاب على المُسلمين لأعلنت للعالمين أن عام 2011 هو عام بما يسمونه الكوارث الطبيعيّة، ويا عجبي من المُسلمين فهل يتبعون تسمية المُلحدين لعذاب الله فيقولون كوراث طبيعيّة، ويا سُبحان الله العظيم! فهل هي فوضى في نظرهم؟ أفلا يعلمون أنّ السماء والأرض والجبال لا يتجرَّآن أن يقتلا نفساً إلا بأمر من الله؟ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون إلى الحقّ من ربهم، ولكني أدعو الله لعله لا يصيبهم بمكروه وأرجو من الله أن يؤخّرهم فسوف نصبر عليهم مهما طال الانتظار لعلهم يهتدون، ألا والله ما صبري عليهم من شدة رحمتي بهم ولكني أتفكر فيمن هو أرحم بعباده من عبده؛ الله أرحم الراحمين، كوني أجد ربي ليس بسعيدٍ وما قط مرت ثانيةٌ واحدةٌ وهو سعيدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً بسبب ظلم العباد لأنفسهم حتى إذا انتقم منهم فأذهب غيظه فتحلّ الندامة والحسرة على ما فعلوه في جنب ربهم، ومن ثم تحلّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم الله بسبب الإعراض عن رسل ربهم إليهم. وقال الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)}صدق الله العظيم [يس].

    وإذا تدبّر أولو الألباب أخبار الله في الكتاب فسوف يجدوا أنّ الذي تحدَّى قومه فأعلن شهادة الحق للحق بين أيديهم وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} ومن ثم قتلوه. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾}، فقد نال الشهادة فدخل الجنة فرحاً مسروراً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل كذلك ربّ العالمين سوف نجده كذلك فرحاً مسروراً؟ وتجدون الجواب مباشرة في محكم الكتاب. وقال الله تعالى: {إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذبوا برسل ربهم فأهلكهم بذنوبهم من غير ظلم، ومن ثم يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أنصار المهديّ المنتظر، فما الفائدة لو ينصركم الله ببأسٍ شديدٍ من عنده فيهلك عدوكم فيورثكم الأرض من بعدهم؟ فما الفائدة وما نريد بالدُنيا والآخرة وحبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ ومتحسرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فاتبعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني واصبروا على البشر فلا تدعوا عليهم وتضرعوا إلى الله أن يهديهم، ولا تستغفروا لهم من قبل توبتهم من كفرهم، كون الله لا يغفر لمن لا يزال مصراً على كفره بالله؛ بل ادعوا الله أن يهديهم إلى الصراط المستقيم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، واصبروا ولا تدعوا عليهم فذلك أضعف الإيمان في مساعدة المهديّ المنتظَر لهدي الأمّة جميعاً ليجعلهم على صراطٍ مُستقيمٍ من أجل تحقيق النعيم الأعظم فيرضى الله في نفسه إن كنتم تتخذون رضوان الله غايةً وليس وسيلة، فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم بالشكر، فصبرٌ جميلٌ يا أحبتي في الله ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فكم أخشى على إخواني المُسلمين عذاب ربهم كونهم مُعرضون عند دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وهم به مؤمنون، أليس ذلك شيء عجاب! لماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب فأين المفر يا معشر المُكذبين بالمهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى الذكر؟ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر مرورها الأقرب شرط من أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿٣٥﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    فاتقوا الله يا أولي الأبصار من قبل أن يسبق الليل النهار فقد أدركت الشمس القمر، وذلك بسبب انتفاخ الأهلة في أول الشهر وسوف يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر، فاتقوا الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر ومنتظرين للتصديق به حتى يروا العذاب الأليم يوم الفتح الأكبر من الله لخليفته المهديّ المنتظَر على العالمين. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٠﴾} [يس].

    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء].
    صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وعليكم السلام ورحمة الله الغفور الودود اختي في الله اليك مزيدا من البيان فيما سالتي
    اقتباس من البيان

    اقتباس المشاركة :
    ولكن المعرضين عن الحقّ من ربهم لن يتبعوا الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ بل سوف يعتصمون بما يخالف لمحكم كتاب الله وسنة رسوله ويزعمون إنهم هم المهتدون، أولئك قوم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، ويغضبون من ناصر محمد اليماني الذي يدعوهم للاحتكام إلى القرآن العظيم فتشمئز قلوبهم ويقولون إنه قرآني لا يتبع السُّنة النّبويّة. ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره إن يقين ناصر محمد بسنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أعظم من يقينكم، وأتحداكم أن تتبعوا الحقّ فيها ما دمتم أبيتم الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وهل سبب إعراضكم إلا إن آيات الكتاب المحكمات البينات سوف تأتي مخالفة لبعض ما لديكم من الأحاديث في السنة؟ ولذلك كرهتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن كما كره ذلك اليهود من قبلكم وأنتم اتبعتم ملتهم ونهجتم نهجهم وتحسبون أنكم مهتدون، وأنتم لستم على شيء في كثير من أحكام دين الله، فلا أنتم على كتاب الله ولا سنة رسوله كون منطق كتاب الله ومنطق أحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة هو منطق واحد موحد لا يختلف شيئاً، ولكنكم تفرّقون بين الله ورسوله كمثل اليهود الذين يريدون أن يفرِّقوا بين ما جاء به محمد رسول الله وما جاء به رسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن شياطين البشر منهم قاموا بتحريف التوراة والإنجيل ولذلك نهى الله رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله التوراة ولا إلى كتاب الله الإنجيل كونهم تم تحريفهما من قِبل شياطين البشر من اليهود، وأفتاكم الله بذلك المكر الخبيث عن تحريف التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].

    ولذلك لم يأمر الله خاتمَ الأنبياء محمد رسول الله أن يدعوهم للاحتكام إلى التوراة والإنجيل بسبب علمه تعالى بتحريفهم كثيراً مما جاء فيهم إلى غير الحقّ الذي أنزله الله في التوراة والإنجيل، ولذلك أمر الله محمداً عبدَه ورسولَه أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، ولكن ذُرِّيات الذين حرَّفوا التوراة والإنجيل قالوا: "لن نتبع من القرآن ما جاء مخالفاً في التوراة إلا ما وافق من القرآن التوراة اتبعناه". ومن ثم ردّ الله عليهم بقوله الحقّ وأفتى إن منطق رسله موسى وعيسى ومحمد -صلى الله عليهم وسلم- هو منطقٌ واحدٌ من غير اختلافٍ في أحكام دين الله وشريعته الحقّ، وما خالفه فهو من حديث الشيطان عن طريق أوليائه وليس من حديث الله ورسله. وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء]. ولذلك أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنه سوف يأتي مخالفاً لكثيرٍ مما لديهم ولم يوافق في التوراة كونه تمّ تحريف أكثره.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد وما يدريك أنه تم تحريف أكثر ما في التوراة والإنجيل؟". ومن ثم نردّ عليه بفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76]، ومن خلال ذلك نستنبط أنه تم تحريف الكثير فيهما وبقي القليل من الحقّ، ولو اتبع محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهواءهم لترك أكثر ما تنزل عليه في محكم القرآن العظيم ولضلّ عن الصراط المستقيم ثم لا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120].

    ولذلك اعتصم محمد رسول الله بما أوحي إليه في محكم القرآن العظيم ودعا أهل الكتاب إلى الاحتكام والاعتصام بحبل الله القرآن العظيم بشرط إن ما يجدونه جاء في التوراة والإنجيل مخالفاً لمحكم القرآن العظيم أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم فيذرون ما خالف لمحكمه في التوراة والإنجيل كون ما خالف لمحكم القرآن في التوراة والإنجيل فهو من عند غير الله ورسله موسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم تسليماً، ولكن ما هي النتيجة؟ فهل يا ترى استجاب شياطين البشر من أهل الكتاب للاحتكام إلى القرآن العظيم؟ والجواب تجدونه من الربّ في محكم الكتاب قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكنك تقول أنّهم أعرضوا أي شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً، فما يدريك فعل المعرضين ليس إلا أنهم ضالّون وليسوا من شياطين البشر؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنهم ليعلمون إنه الحقّ من ربهم وأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّ جزاءَهم على ذلك النار، ولكنهم قالوا لا مشكلة إنما نمكث فيها أياماً معدوداتٍ. ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامَاً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(25)} صدق الله العظيم [آل عمران].
    انتهى الاقتباس

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 52457 من موضوع بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فهل من مدّكر ؟


    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 09 - 1433 هـ
    21 - 07 - 2012 مـ
    10:58 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فهل من مدّكر ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.

    ويا شمس المغرب لا تثريب عليك من العتاب يا قرة عين إمامك، فلكم الحقّ أن تعاتبوا إمامَكم وأتقبل عتابكم وكافة الأنصار وأنا متبسمٌ ضاحك ومن ثم أُقيمُ عليكم الحجّة بالحقّ، كون عتاب شمس المغرب بسبب إنَّها لم تصُم الجمعةَ مع الإمام المهديّ بسبب أنها لا تعلم بأمر صيام الجمعة.

    وأقول: يا قرة عين الإمام المهدي، رضي الله عنكم وأرضاكم إن البيان كان جليّاً واضحاً لا غُبار عليه فسبقت الفتوى بالحقّ عن غرّة صيام رمضان لعام 1433 أنها الجمعة لا شك ولا ريب مثقال ذرةٍ، وكذلك لم نعلن التخوف من إعراض المملكة العربيّة السعوديّة كون المحكمة العليا قد تراجعت عن قرارها بردّ شهود رؤية هلال المستحيل في نظر علماء الفلك، ولذلك أفتيتُكم بالحقّ فقلتُ لكم الحقّ: وسوف يتمّ إعلان ثبوت رؤية الهلال من المملكة العربيّة السعوديّة فيعلنون أنّ أول صيام رمضان لعام 1433 هو يوم الجمعة. واعتمدنا ذلك الإعلان لكافة الدول الإسلاميّة العربيّة والأعجميةِ وكان عليهم جميعاً أن يبدأوا الصيام بيوم الجمعة كون هلال رمضان هلال واحد في سماء الكرةِ الأرضيةِ وليس لكلّ دولةٍ هلال، فما دام ثبُتت رؤيتِه في دولة إسلاميّة التي هي قِبْلَة العالم الإسلاميّ فيها فكان يجب على الجميع أن يتبعوا المملكة العربيّة السعوديّة فيصومون جميعاً يوم الجمعة المباركة، فيتوحّد صيامهم أجمعين. كون هلال الشهر هلالاً واحداً إذا ثبتت رؤيته من قِبَلِ عدولٌ فلن يفتروا على أنفسهم وعلى أمَّتِهم ما دام مشهود لهم بالصدق والصلاح، وأمّا في العصور الأولى فلن يستطيعوا أن يُبلِّغوا بعضَهم بعضاً، وقدَّر اللهُ ظروفَهم. وقال الله تعالى:
    {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم [البقرة:185].

    وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث الحقّ وقال:
    [صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ]. صدق عليه الصلاة والسلام

    وصدق حديث ربه بالحديث الحقّ، وذلك كونهم لا يستطيعون مشاهدة الهلال في ليلة واحدة في جميع أقطار العالم، ولذلك قال الله تعالى:
    {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم.

    وعلم الله أنهم لن يستطيعوا أن يبلِّغوا بعضَهم بعضاً في نفس ليلة الصيام بسبب عدم وجود وسائل إعلام عالميّة، ولكن الله بيَّن للناس أن منازلَ الأهلّة ميقاتٌ عالميٌ للناسِ بشكل عام؛
    بل إذا تمت مشاهدة منزلة الهلال فذلك ميقاتٌ عالميٌ لتاريخ العالم بأسره كون هلال الشهر واحدٌ في سماء الكرة الأرضية وليس لكل بلدة هلال، فأتوا البيوت من أبوابها يا معشر المسلمين لعلكم تفلحون، واعتصموا بقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:189].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهلِّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} صدق الله العظيم، كونه ليس لكل شعب هلال خاص؛ بل إذا ثبُتت رؤية هلال الشهر فأصبح ميقات يُعتمد لميقاتِ التاريخ لأهل الأرض، وإن أول مشاهدة رؤية هلال الشهر أنه أول أيام الشهر الجديد لكل العالم، كون الشهر لا ينبغي له أن يكون أكثرَ من ثلاثين يوماً، وبما أنّ الأهلّة أفتاكم الله إنها ميقاتٌ عامٌ للناس لدخول منازل الأهلّة في سماء الكره الأرضيّة، وبما أن العالم صار كمثل قريةٍ واحدةٍ تأتيهم أخبارُ بعضِهم بعضاً في نفس وقت الحدث بشكلٍ مباشر، فهنا أصبح على المسلمين أن يعتمدوا رؤية هلال شهر رمضان لأي من الدول الإسلاميّة فيتوحّد صيامهم في يومٍ واحدٍ وإفطارهم في يومٍ واحدٍ، فإن غُمَّ في دولة تمت المشاهدة في دولة أخرى، وإنما في الزمن الماضي لا توجد وسائل إعلام عالميّة في نفس الحدث بل لا تأتيهم أخبار بعضهم بعضاً إلا بعد أيام وأشهر وليس في نفس الحدث.

    ولم يُفتِكم الإمام المهديّ أن تعتمدوا رؤيةَ هلال الشهر ميقاتاً للناسِ بشكل عام في ظل التطور العلمي بل أفتاكم الله في محكم كتابه أن أهلّة الشهور ومنازل الأهلّة هي مواقيت للناس بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم، فهي مواقيت عامة للناس ومواقيت للحج. فتذكروا قول الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم.

    وكان من المفروض بعد أن ثَبُتَتْ رؤية هلال شهر رمضان لعام 1433 في السعوديّة وفي اليمن ودول أخرى كان من المفروض أن يصدقهم كافة الدول الإسلاميّة فيصومون جميعاً يوم الجمعة ويتوحّد التاريخ وليس الوقت؛ بل يعتمدون يوم الجُمُعةِ غرّة صيام شهر رمضان المبارك فيصومُ جميعُ المسلمين في يومٍ واحدٍ، كون رمضان له هلالٌ واحدٌ في سماء الأرض الأمّ وليس لها عدة أقمار كما في الكواكب الأُخر، فاتقوا الله يا أولي الأبصار.

    وأمّا سبب أن ناصر محمد اليماني شَهِد لله شهادة الحقّ اليقين أن غرّة صيام رمضان لعام 1433 سوف تكون بيوم الجمعة المباركة وذلك لأني أعلم علم اليقين أن الشمس سوف تدرك القمر في أول شعبان لعام 1433، وبما أن غرّة شعبان كانت في حالة إدراك ولم يتم حساب غرّة شعبان إلا من تاريخ الليلة الثانية وشاهدوه منتفخاً فقيل هلال ليلتين، إذاً فلا ينبغي لشهر شعبان أن يكون واحد وثلاثون يوماً؛ بل سوف تتم مشاهدة هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس. وأعلم أن شعبان ثلاثون يوماً بدءاً من ليلة الأربعاء منزلة غرّة شعبان الأولى ليلة الإدراك وتسعة وعشرون شعبان هو يوم الأربعاء وثلاثون الخميس وغرّة صيام رمضان الجمعة المباركة كون الشهر لا ينبغي له أن يزيد عن ثلاثين يوماً.

    وأنا الإمام المهديّ الموقن بدقة علماء الفلك وأصبح يقيني بعلمهم أشدّ من يقينهم بعلمهم الفلكي الآن كونهم تزلزلوا زلزالاً عظيماً وما قط اختلف علماء الفلك في حسابات جريان الشمس والقمر ولكنهم اختلفوا الآن، ومن ثم يحكم بينهم الإمام المهديّ بالحق وأقول:
    يا معشر علماء الفلك إن الذين هم أعلمكم الثابتين الموقنين بعلمهم كمثل "محمد عودة" بالمشروع الإسلاميّ لرصد الأهلّة كونه بحسب علمهم أن تاريخ 29 شعبان لعام 1433 تستحيل رؤية هلال رمضان فلا بد من إكمال عدة شعبان ثلاثون يوماً، ولكن يا محمد عودة إنك لا تعلم أن الشمس أدركت القمر في غرّة شعبان فأنتم لم تحسبوا شعبان إلا من الليلة الثانية أي ليلة الخميس ولكنكم شاهدتم هلال شعبان لعام 1433 كان منتفخاً فقيل هلال ليلتين وهو حقٌ هلال ليلتين برغم إنها المشاهدة الأولى، ولكن أول مشاهدة لهلال شعبان هي أصلا الليلة الثانية كون المنزلة الأولى كانت في حالة إدراك ولم يشاهدها البشر جميعاً، وإنما شاهدوا هلال الليلة الثانية وكان منتفخاً كونه هلال الليلة الثانية حقاً لا شك ولا ريب. وإنما ذلك الحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبرى (انتفاخ أهلة الشهور)، كون الهلال المنتفخ هو هلال الليلة الثانية ولذلك يراه الناظرين إليه إنه ليلتين، وذلك الحدث تصديقٌ للحديث الحقّ عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي علمكم أن أحد أشراط الساعة الكبرى انتفاخ الأهلّة فتكون أول مشاهدة أهلة الإدراك هي ليلته الثانية ترونه منتفخاً، كونها مضت عليه منزلة وهو في حالة إدراك ولم تشاهدوا إلا منزلة الهلال الثانية من الميقات، فمن كذّب ناصر محمد اليماني في بيان انتفاخ الأهلّة على الواقع الحقيقي فقد كذب بحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلّة وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين]. صدق عليه الصلاة والسلام

    ولكن المعرضين عن الحقّ من ربهم لن يتبعوا الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ بل سوف يعتصمون بما يخالف لمحكم كتاب الله وسنة رسوله ويزعمون إنهم هم المهتدون، أولئك قوم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، ويغضبون من ناصر محمد اليماني الذي يدعوهم للاحتكام إلى القرآن العظيم فتشمئز قلوبهم ويقولون إنه قرآني لا يتبع السُّنة النّبويّة. ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره إن يقين ناصر محمد بسنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أعظم من يقينكم، وأتحداكم أن تتبعوا الحقّ فيها ما دمتم أبيتم الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وهل سبب إعراضكم إلا إن آيات الكتاب المحكمات البينات سوف تأتي مخالفة لبعض ما لديكم من الأحاديث في السنة؟ ولذلك كرهتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن كما كره ذلك اليهود من قبلكم وأنتم اتبعتم ملتهم ونهجتم نهجهم وتحسبون أنكم مهتدون، وأنتم لستم على شيء في كثير من أحكام دين الله، فلا أنتم على كتاب الله ولا سنة رسوله كون منطق كتاب الله ومنطق أحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة هو منطق واحد موحد لا يختلف شيئاً، ولكنكم تفرّقون بين الله ورسوله كمثل اليهود الذين يريدون أن يفرِّقوا بين ما جاء به محمد رسول الله وما جاء به رسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكن شياطين البشر منهم قاموا بتحريف التوراة والإنجيل ولذلك نهى الله رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله التوراة ولا إلى كتاب الله الإنجيل كونهم تم تحريفهما من قِبل شياطين البشر من اليهود، وأفتاكم الله بذلك المكر الخبيث عن تحريف التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].

    ولذلك لم يأمر الله خاتمَ الأنبياء محمد رسول الله أن يدعوهم للاحتكام إلى التوراة والإنجيل بسبب علمه تعالى بتحريفهم كثيراً مما جاء فيهم إلى غير الحقّ الذي أنزله الله في التوراة والإنجيل، ولذلك أمر الله محمداً عبدَه ورسولَه أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، ولكن ذُرِّيات الذين حرَّفوا التوراة والإنجيل قالوا: "لن نتبع من القرآن ما جاء مخالفاً في التوراة إلا ما وافق من القرآن التوراة اتبعناه". ومن ثم ردّ الله عليهم بقوله الحقّ وأفتى إن منطق رسله موسى وعيسى ومحمد -صلى الله عليهم وسلم- هو منطقٌ واحدٌ من غير اختلافٍ في أحكام دين الله وشريعته الحقّ، وما خالفه فهو من حديث الشيطان عن طريق أوليائه وليس من حديث الله ورسله. وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء]. ولذلك أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنه سوف يأتي مخالفاً لكثيرٍ مما لديهم ولم يوافق في التوراة كونه تمّ تحريف أكثره.

    ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد وما يدريك أنه تم تحريف أكثر ما في التوراة والإنجيل؟". ومن ثم نردّ عليه بفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم:
    {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76]، ومن خلال ذلك نستنبط أنه تم تحريف الكثير فيهما وبقي القليل من الحقّ، ولو اتبع محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهواءهم لترك أكثر ما تنزل عليه في محكم القرآن العظيم ولضلّ عن الصراط المستقيم ثم لا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120].

    ولذلك اعتصم محمد رسول الله بما أوحي إليه في محكم القرآن العظيم ودعا أهل الكتاب إلى الاحتكام والاعتصام بحبل الله القرآن العظيم بشرط إن ما يجدونه جاء في التوراة والإنجيل مخالفاً لمحكم القرآن العظيم أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم فيذرون ما خالف لمحكمه في التوراة والإنجيل كون ما خالف لمحكم القرآن في التوراة والإنجيل فهو من عند غير الله ورسله موسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم تسليماً، ولكن ما هي النتيجة؟ فهل يا ترى استجاب شياطين البشر من أهل الكتاب للاحتكام إلى القرآن العظيم؟ والجواب تجدونه من الربّ في محكم الكتاب قال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكنك تقول أنّهم أعرضوا أي شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً، فما يدريك فعل المعرضين ليس إلا أنهم ضالّون وليسوا من شياطين البشر؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنهم ليعلمون إنه الحقّ من ربهم وأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّ جزاءَهم على ذلك النار، ولكنهم قالوا لا مشكلة إنما نمكث فيها أياماً معدوداتٍ. ولذلك قال الله تعالى:
    {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامَاً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(25)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولربّما يودّ أحدُ الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "يا أيها الإمام المهديّ المنتظَر، فهل هذا يعني الحكم على المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم أنّهم من شياطين البشر؟". ومن ثمّ يردّ على السائل المهديّ المنتظَر وأقول: كلا ليسوا من شياطين البشر ولكنهم كمثل البقر التي لا تتفكر، فمشكلتهم هي عدم التفكّر في بيان المهديّ المنتظَر هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم؛ بل لا يُعطوا لأنفسِهم الفرصة بالتفكر في بيانات الإمام ناصر محمد، ولو سألتَهم عن السبب لقالوا: "فكيف نصدق أنّ اسم الإمام المهديّ ناصر محمد بل اسمه محمد بن عبد الله أو محمد بن الحسن العسكري". ولئن سألتهم: وما دليلكم على أنّ اسم الإمام المهديّ محمد؟ لقالوا: "ذلك بسبب حديث التواطؤ للاسم محمد في اسم الإمام المهدي". ولئن سألتهم: فهل التواطؤ يقصد به لغةً واصطلاحاً التطابق؟ لقالوا: "كلا بل التواطؤ يقصد به التوافق". ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ ناصر محمد: أفلا تتفكرون فكيف أنكم لتعلمون علم اليقين أنّ التواطؤ لغةً واصطلاحاً تعني التوافق وليس التطابق ومن ثم تعتقدون بغير الحقّ؟ ما لكم كيف تحكمون! ولئن سألتهم: فهل تعتقدون أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر رسولاً إلى الناس بكتابٍ جديدٍ؟ لقالوا بلسانٍ واحدٍ: "بل نعتقد إن الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ". ولئن سألتهم: وما تقصدون بعقيدتكم في بعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؟ لقالوا بلسان واحد: "ذلك تصديق لقول الله تعالى:
    {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، ولذلك نعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: أفلا تتفكرون؟ فما غرّكم بدعوة الحقّ من ربكم؟ برغم إنَّ أوضح دعوة للناس هي دعوة الإمام المهديّ يخضع لها العقل إن كنتم تعقلون، وما يتذكر إلا أولو الألباب وأمّا أشرُّ الدواب فإنهم الصمّ البكم العمي الذين لا يعقلون.

    وإلى متى الاعراض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، أم تنتظرون ناصر محمد يتبع أهواءكم؟ ومن ثمّ يردّ عليكم ناصر محمد وأقول: والله الذي لا إله غيره لن يتبع الإمام ناصر محمد اليماني أهواءَكم لو استمر عصر الحوار من قبل الظهور خمسين مليون سنة لما اعتصمت بغير كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فكونوا على ذلك من الشاهدين.

    ويا أحبتي في الله جميع المسلمين علماءهم وعامتهم، لا حجّة لكم عند الله بل الحجّة عليكم لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد فما ذنب العامة المعرضين ممن أظهرهم الله على أمرك فهم ليسوا بعلماء حتى يتبيّن لهم الحقّ من الباطل؟". ومن ثمّ يردّ على عامة المسلمين إمام العالمين ناصر محمد وأقول: هل تفقهون قول الله تعالى:
    {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ(107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ومعلومٌ جواب كافة عامة المسلمين فسوف يقولون: "هذه آية محكمة يبيّن الله فيها الحجّة على عباده أنه القرآن العظيم الذي يُتلى على الناس فمن أعرض عن اتباع آياته أُقيمت الحجّة عليه ودخل النار سواءً يكون مسلم أم كافر فمصيره النار". ومن ثمّ يقول المهديّ المنتظَر ناصر محمد: أفلا ترون إنكم لتعلمون محكم كلام الله في آياته المحكمات البيّنات وذلك بيني وبين علماء المسلمين وعامتهم، وصار عمر دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور في نهاية عامها الثامن ولا يزال علماء المسلمين وعامتهم من الذين اطَّلعوا على دعوة الإمام المهديّ للاحتكام إلى القرآن العظيم معرضين ويحسبون أنهم مهتدون.
    ألا والله لا يُغني عنكم علماؤكم يا معشر المسلمين، فاتقوا الله وأطيعونِ لعلكم تهتدون.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20635 من موضوع التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار، وبيان لمنهج الإمام بالاعتصام بكتاب الله وسُنَّة رسوله الموافقة لكتاب الله..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    22 - 09 - 1432 هـ
    22 - 08 - 2011 مـ
    07:25 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار
    وبيان لمنهج الإمام بالاعتصام بكتاب الله وسُنَّة رسوله الموافقة لكتاب الله ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة أنصار الحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..

    والسائل يسأل عن صحة الحديث النّبويّ عن النبيّ عليه الصلاة والسلام قال:
    [من قال سبحان الله وبحمده مائة مرة حطت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر]. متفق عليه

    وبما أنّ ناصر محمد اليماني لا يعتمد على الاتّفاق على الحديث ولا يبحث في صحة الرّواة، هل هم ثقات؟ فما لي وما لهم! وربّهم أعلم بما في أنفسهم، ولا أطعن في أيٍّ من رواة الأحاديث النبوية؛ بل أقوم بمهمّتي كما أمرني ربّي أن أقوم بعرض الأحاديث المرويَّة على محكم القرآن العظيم، وعلّمني ربّي أنّ ما كان فيها حديثاً مفترًى فإنّني سوف أجده يأتي مخالفاً لآيةٍ محكمةٍ في القرآن العظيم أو مخالفاً لعدّة آيات، وأما الحقّ من الأحاديث فتأتي موافقةً لما في مُحكم كتاب الله أو لا تخالفه.

    وعليه فسوف نقوم بعرض هذا الحديث على الكتاب، فهل نجد التسبيح هو من الاستغفار؟ ومن ثمّ نجد الحُكم الحقّ في محكم الكتاب أنّ التسبيح لله لهو من أعظم أنواع الاستغفار إذا رافقه الإقرار بالذنب وعدم الإصرار على الاستمرار.

    بل استطاع رسول الله يونس (عليه الصلاة والسلام) أن يغيّر حكم الله في القدر المقدور في الكتاب أن يلبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ويُعَمِّرَ، وكذلك يُعَمِّرُ الله سجنَه؛ الحوتَ الذي يتجوّل به في باطن البحر في ظلمات بعضها فوق بعض، وقال الله تعالى:
    {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ‌ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    إذاً تبيَّن لكم أنَّ الاستغفار مع نطق شهادة التوحيد الحقّ والتسبيح والإقرار بالذنب مع عدم الإصرار لهو من أعظم الاستغفار، وتُغَيِّرون بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب المسطور كما غيَّره رسول الله يونس عليه الصلاة والسلام حسب فتوى لكم في محكم كتابه:
    {فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٧﴾ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ۚ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    بل غيّر بهذا الدعاء القدر المقدور في الكتاب كون الحكم عليه في الكتاب بالسّجن المؤبّد إلى يوم البعث، وحكم الله عليه بعدم الموت وعدم موت سجنه المتحرّك (الحوت) إلى يوم البعث، ولكنّه بالتسبيح مع الاعتراف بالظلم وعدم الإصرار استطاع أن يُغيّر القدرَ؛ الحكم الذي قدّر الله له في الكتاب في علم الغيب، وإنّما غيّره بالدعاء وأنّ الله على كل شيء قدير، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿١٣٩﴾ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَ‌اءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَ‌ةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وبذلك التسبيح واعترافه بظلم نفسه غفر الله له وأعاد إليه مكانته وأتمّ به رسالته إلى قومه مرةً أخرى:
    {وَأَرْ‌سَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾ فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، وسبق تفصيل قصة نبيّ الله يونس من الكتاب وسبب إيمان قومه أجمعين وسبب كشف العذاب عنهم وفصَّلناها تفصيلاً.

    ويا أحبّتي في الله إياكم والطعن في أيٍّ من الأحاديث النّبويّة حتى تعرضوه على مُحكم كتاب الله لكشف حقيقته هل هو حديث من عند الرحمن ورسوله أم حديث من عند الشيطان عن طريق أوليائه؟ وقد علّمكم الله أنّ الحديث النّبويّ المفترى عن النبيّ زوراً وبهتاناً أنّكم سوف تجدون بينه وبين مُحكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً، كون الأحاديث النّبويّة الحقّ التي نطق بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي كذلك من عند الرحمن كما القرآن من عند الرحمن، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَإِذَا قَرَ‌أْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

    ومن خلال ذلك نعلم أنّ القرآن وأحاديث سُنّة البيان جميعهم من عند الرحمن، وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام، غير أنّ الله علّمني أنّ الأحاديث النّبويّة لم يَعِدكم بحفظها من التحريف بل وعدكم بحفظ القرآن العظيم من التحريف، وأمركم أن تَعْرُضوا الأحاديث النّبويّة على آيات الكتاب المُحكمات البيّنات، وأفتاكم الله أنّ الحديث النّبويّ إذا كان من عند غير الرحمن (أي من عند الشيطان) فسوف تجدون بينه وبين حديث القرآن المحفوظ في محكم القرآن اختلافاً كثيراً، كون الحقّ والباطل نقيضان لا يتّفقان، وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولولا فضل الله عليكم ورحمته ببعث المهديّ المنتظَر لاتَّبعتم أمر الشيطان المُخالف لمُحكم القرآن إلا قليلاً، فاتّقوا الله واكفروا بما يخالف لمُحكم القرآن العظيم في أحاديث السُّنّة النّبويّة كونه حديث مُفترى من عند غير الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم ولا تتفرّقوا، ولكنّكم تفرّقتم! فطائفة اعتصمت بمجمل القرآن بشكل عام وأعرضت عن سُنة َّالبيان، وأخرى اعتصموا بسُنَّة البيان الباطلة منها والحقّ وأعرضوا عن محكم القرآن. هيهات هيهات؛ بل الحقّ هو أن تعتصموا بكتاب الله وسُنّة رسوله، وإذا وجدتم ما يخالف لمحكم القرآن في السُّنّة النّبويّة فلا تتفرّقوا بل اعتصموا بحبل الله القرآن العظيم أصدق الحديث؛ كونه حديثٌ محفوظٌ من التحريف والتزييف فذلك هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به وعدم الاختلاف، وهو حبل الله الممدود للناس جميعاً من السماء إلى الأرض لمن أراد ان يعتصم بالله العظيم فعليه أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم ويكفر بما يخالف لمحكمه سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، وقال الله تعالى:
    {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّ‌قُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

    ومن ثم بيَّن الله لكم حبله الذي أمركم بالاعتصام به والكفر بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان المُبين لمن يريد أن يعتصم بحبل الله القرآن العظيم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء القرآنيّين فيقول: "لماذا أمرُ الله جاء بالمفرد؟ قال الله تعالى
    {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} ولم يقل فاعتصموا بهما؟ أليس هذا دليل على أنّ الله أمرنا فقط باتِّباع القرآن العظيم؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنّك لمن الجاهلين يا من فرِّقتم بين الله ورسوله؛ بل أمركم الله أن تتّبعوا كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ. وأما أنّكم تجدون أمر الله في هذا الموضع جاء بالمفرد أن تعتصموا بالقرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَاعْتَصَمُوا بِهِ} فذلك عندما يأتي ما يخالف لمحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنّة النّبويّة فقد أمركم الله بترك ما يخالف لمحكم القرآن العظيم وراء ظهوركم وأن تعتصموا بما يخالف لهم في محكم القرآن، كون الأمر جاء إلى الناس بشكل عام سواء النصارى أو اليهود أو المسلمين أو غيرهم أمرهم جميعاً أن يعتصموا بحبله القرآن العظيم ويكفروا بما يخالف لمحكم القرآن العظيم وذلك جاء الأمر بالاعتصام بحبل الله {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم.
    وهذا أمر الله إلى المسلمين ومن ثم كذلك أمر الله به الناس أجمعين أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وأن يكفروا بما يخالف لمُحكمه كونه البرهان الحقّ لمن يريد الحق، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ولكنّ القرآنيّين زعموا أنّ هذا الأمر من الله يقصد به اتِّباع القرآن العظيم فقط وترك السُّنة النّبويّة! وإنّهم لخاطئون؛ بل يقصد أن تعتصموا بمحكم القرآن العظيم حين تجدون ما يخالف لمُحكمهِ في السُّنة النبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل، فاتّقوا الله أحبّتي علماء القرآنيّين فإنّكم تبيّنون القرآن العظيم بياناً خاطئاً بغير سلطانٍ من عند الله أتاكم؛ بل سلطانكم من عند أنفسكم. وكم الفرق عظيم بينكم وبين الإمام ناصر محمد اليماني يا قوم؛ كوني لم أجدكم مُتّبعين كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ جميعاً! فأمّا القرآنيّون فنبذوا سُنّة البيان المحمّديّة وراء ظهورهم واتّبعوا القرآن ففسَّروه على هواهم وحسبهم ذلك وضلّوا عن الصراط المستقيم. وأما الشيعة والسُّنة فهؤلاء نستطيع أن نقول عليهم أنّهم كلهم سُنيّون شيعة وسُنّة، كونهم معرضون عن كتاب الله القرآن العظيم واتَّبعوا الأحاديث والروايات وحسبهم الثقات، وكذلك ضلّوا عن الصراط المستقيم إلا من رحم ربي منهم ومن الناس أجمعين فاتَّبع كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولا يفرّق بين الله ورسله، فلا ينبغي أن ينطق النبيّ بقول يخالف قول ربّه، أفلا تعقلون؟ وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُ‌ونَ بِاللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يُفَرِّ‌قُوا بَيْنَ اللَّـهِ وَرُ‌سُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ‌ بِبَعْضٍ وَيُرِ‌يدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا ﴿١٥٠﴾ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُ‌ونَ حَقًّا ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِ‌ينَ عَذَابًا مُّهِينًا ﴿١٥١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    كون منطق أنبياء الله منطقاً واحداً موحّداً يدعو الناس إلى كلمةٍ واحدةٍ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له فتلك هي دعوة رسل الله أجمعين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

    ولكن للأسف صار عمر دعوة المهدي إلى العالمين في سبعة أعوامٍ ولا يزالون معرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم لتحقيق الهدف من تنزيل القرآن العظيم، ألا وإنّ الهدف الحقّ من تنزيل القرآن العظيم هو للفصل بين المختلفين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [النحل:64].

    فاتّقوا الله يا عباد الله، وما كان للحق أن يتّبع أهواءكم فيطيعكم باتّباع ما يخالف محكم القرآن العظيم حتى لو كان الأكثريّة على الباطل فليس الاتّباع حسب الأكثرية كمثل الحديث المفترى الذي يقول:
    [عليك بالسواد الأعظم]! وقالوا إنّ ذلك من أمر النبيّ عليه الصلاة والسلام أنّه قال: [إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم ]. ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني: ولكن هذا برهانٌ مخالفٌ لأمر الله في محكم القرآن العظيم كون الله يفتي أن ليس اتّباع الحق بحسب الأكثرية بل حسب سلطان العلم البيِّن من ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَ‌بِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]. إذاً الاتّباع ليس حسب الأكثرية وإنّما يريد أعداء الله أن يخالفوا لأمر الله في محكم كتابه فأمروا باتّباع الأكثرية، والله أمر بعدم اتّباع الأكثرّية بحجّة كثرتهم فقد يكونون على باطل إذا كانت علومهم ظنّية وليَست على بصيرةٍ من ربهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ‌ مَن فِي الْأَرْ‌ضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُ‌صُونَ ﴿١١٦﴾ إِنَّ رَ‌بَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    بل هذا نظام الديمُقراطية لديكم أنّ الاتّباع بحسب الأكثرية بالتصويت، ولكن لا ديمُقراطية للعبيد بين يدي الربّ المعبود فهم ليسوا بأحرار يفعلون ما يريدون؛ بل هُناك دستور قرآني عظيم فرض الله عليهم الالتزام به والكفر بما يخالف لمُحكمه فذلكم القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين، فاتّقوا الله وأطيعونِ لنهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    ولربّما يودّ آخر أن يقاطعني فيقول:
    [لا تجتمع أمتي على ضلالة]، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي وأقول: بل اجتمعتم على ضلالةٍ فأشركتم بالله جميعاً وتركتم التنافس إلى الله لرسله وأوليائه من دون الصالحين منكم وانتظرتم لشفاعتهم بين يدي الله ونسيتُم أنّ الله هو أرحم بكم من عبيده وهو أرحم الراحمين، فكم أنذركم رُسل الله من عقيدة الشفعاء من الأنبياء والأولياء بين يدي الله؟ وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ‌ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُ‌وا إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبرغم أنّ هذه الآية محكمة بيّنة من آيات أمّ الكتاب ولكنّكم ستجدون الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به أنبياءَه وأولياءَه سوف يعرضون عنها وكأنّهم لا يسمعونها! ألا والله إنّ ظاهرها كباطنها ويفقهها كلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ إلا العميان عن الحقّ، فما خطبكم تعرضون عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التنافس في حبّ الله وقربه إن كنتم إيّاه تعبدون؟ فاتّبعوني يُحبِبكم الله.

    وأُشهِد الله وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهدي متّبعٌ لكتاب الله وسُنّة رسوله ولا أفرّق بين منطق الله ومنطق رسوله ولا أؤمن ببعض الكتاب وأُعرض عن بعضٍ كما تفعلون، وحسبي الله على الذين لا يريدون أن يهتدوا.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للِه ربِّ العالمين ..
    أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..
    بواسطة أحمد يوسف في المنتدى نفي شفاعة العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28-10-2021, 10:23 AM
  2. [ سؤال ] اسم الله الودود
    بواسطة وائل عزالدين الحطامي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-12-2020, 12:21 AM
  3. الإمام المهدي المنتظر يرشدنا أن يكون الحبّ الأشد والأعظم في قلوبنا هو لله الغفور الودود ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-07-2011, 09:42 AM
  4. يا (من يخاف وعيد) أحبَّكَ الغفور الودود ذو العرش المجيد فعالٌ لما يريد ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-08-2010, 03:30 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •