اليك المزيد من البيانات يطلع عليهم أيضا الباحثين عن الحق
وكذلك انصحك ان تتدبر الآيات القرآنية التاليه :
{مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة:255].
{يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴿١٠٩﴾} [طه].
{وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾} [الزخرف].
{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦﴾} [النجم].
صدق الله العظيم".
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
اقتباس المشاركة: 5501 من الموضوع: بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة ..
هذا البيان منقول من ردّ الإمام ناصر محمد اليماني على المحاور أبو حمزة بتاريخ:
02 - 08 - 1431 هـ
14 - 07 - 2010 مـ
ـــــــــــــــــــــ
بيان البشرى الكبرى للنّعيم الأعظم ومفاجأة الشفاعة ..
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} صدق الله العظيم [هود:106-107].
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأوّلين وفي الآخِرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
السلام عليكم أحبّتي الأنصار قلباً وقالباً، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وخلاصة الحوار بين المهدي وأبي حمزة نلقيها على شكل أسئلةٍ حتى يتسنّى له فهم الحقّ إن كان يريد الحقّ ليتّبعه، وهي كما يلي:
سـ 1: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل تنفع التوبة والإيمان بالله لمن مات وهو من الكافرين أو لمن مات من المؤمنين وهو لم يتُبْ إلى الله متاباً من كبائر الإثم والفواحش؟ فنرجو فتواك مباشرةً من مُحكم القرآن العظيم.
والجواب من الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني، وأقول قال الله تعالى: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ} صدق الله العظيم، وإليكم الإجابة بالفتوى الحقّ من رب العالمين: {إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّـهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَـٰئِكَ يَتُوبُ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٧﴾ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَـٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].
سـ 2: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل هذا يعني أنّ الله قد حكم عليهم حُكماً نهائياً بالخلود في نار جهنم إلى ما لا نهاية وعليهم أن يستيئسوا من رحمة الله؟
جـ 2: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴿١٠٢﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ ﴿١٠٣﴾ وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ ﴿١٠٤﴾ يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ﴿١٠٥﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦﴾ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم [هود].
سـ 3: يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني فهل لو اعتقدنا أنّ الله لا ينبغي له أن يغفر لهم فيرحمهم أبداً فهل هذا الإعتقاد يتعارض مع الإيمان بصفة قدرة الله المطلقة نظراً لقول الله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧﴾} صدق الله العظيم.
جـ 3: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
سـ 4: إذاً فإذا أفتينا أهل النار أنّه لا يمكن أن يُخرجهم الله من النار أبداً فقد أفتيناهم باليأس المطلق من رحمة الله وتعدّينا على صفة قدرة الله المطلقة لأنّ الله على كُلّ شيءٍ قدير فعالٌ لما يريد لا يُسأل عمّا يفعل، ولكن فهل يمكن أن يرحمهم الله من ذات نفسه أم لا بُدّ من السبب أن يأتي من عند أنفسهم حتى يرحمهم ربهم إن يشاء وهو الغفور الرحيم؟
جـ 4: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ اللَّـهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٦٢﴾} [النمل].
وقال الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].
سـ 5: مهلاً مهلاً أيّها الإمام ناصر محمد اليماني، فهل معنى هذا أنّ الله لا يغلق باب الدعاء عن عبيده الكافرين في الآخرة؟
جـ 5: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
سـ 6: فهل الله استجاب دعوتهم فرحمهم وأدخلهم جنته؟
جـ 6: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:49]، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم.
سـ 7: ولكن أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتينا من هم هؤلاء الكفار الذين هم على الأعراف بين الجنة والنار ودعوا ربهم أن لا يجعلهم مع أهل النار فاستجاب لهم؟ فلماذا لم يجعلهم من قبل مع أهل النار؟
جـ 7: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].
سـ 8: أيها الإمام فهل هؤلاء الذين دعوا ربهم فاستجاب لهم من الكفار الذين ماتوا قُبيل مبعث رُسل الله إلى قراهم؟
جـ 8: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
سـ 9: إذاً إنَّ لهم حجّة على ربهم كونهم من الذين ماتوا قبل أن يأتيهم رسولٌ من ربهم كمثل والد محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فهو مُؤكدٌ أنّه من أهل الأعراف الذين استجاب الله دعوتهم فلم يعذبهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل هذا يعني أنّه كذلك لو يدعو ربَّهم الكفارُ الذين أقيمت عليهم الحجّة بمبعث الرسل، فهل يحق لهم أن يدعوا الله كما دعاه هؤلاء فاستجاب لهم؟
جـ 9: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].
سـ 10: فأين الفتوى للكفار أصحاب النار أن يدعوا ربهم في هذه الآية؟
جـ 10: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم.
سـ 11: فما هو البيان لقول الله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم، فهل لأنّهم يدعون غير الله ليشفعوا لهم عند ربهم ليُخفِّف عنهم يوماً من العذاب؟
جـ 11: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم.
سـ 12: إذاً ضلالهم لأنّهم يدعون غير الله، فهل استجاب لهم ملائكة الرحمن المقرّبون؟
جـ 12: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴿١٣﴾ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
وقال الله تعالى: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّـهُ ۚ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ ۗ أَمْ جَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ۚ قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الرعد].
سـ 13: فما دام الملائكة لم يجرُؤوا أن يلبّوا دعاء الكفار من أصحاب النار فهل يعني هذا أنّ ملائكة الرحمن لم يجُرؤوا أن يخاطبوا ربّهم ليخفِّف عن أصحاب النار يوماً من العذاب برغم أنّهم ملائكة الرحمن المقربون؟ فهل يعني هذا أنّه لا ينبغي لهم أن يخاطبوا ربّهم في شأن أصحاب النار ليخفّف عنهم يوماً من العذاب؟
جـ 13: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {فَمَن يُجَادِلُ اللَّـهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:109].
سـ 14: إذاً فلا يحقّ لعبدٍ أن يُجادل الله في عباده يوم القيامة حتى ولو يريد أن يسأله بحقّ رحمته؛ بل يحقّ للعبيد أن يقولوا ما قاله رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾} [المائدة]، بمعنى أنَ العبد ليس بأرحم بالعبيد من الله أرحم الراحمين بل كما قال رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [إبراهيم:36]، فليس عبدك أرحم بعبادك منك بل أنت ربّهم أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين، وبما أنّ ملائكة الرحمن المقربين خزنة جهنم قالوا لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم [غافر:50]؛ بمعنى أن يدعوا ربهم لأنّ دُعاءهم لعبيده من دونه ليشفعوا لهم عند ربّهم الذي هو أرحم بهم من عبيده يعتبر في ضلال مُبينٍ كون ذلك نُكراناً لصفة رحمة الله في نفسه أنّهُ أرحم الراحمين، فكيف يتشفعون بمن هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين! ولذلك دُعاؤهم لعبيده من دونه في ضلال، ولذلك قال ملائكة الرحمن لأصحاب النار: {قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} صدق الله العظيم؛ أي فادعوا الله أرحم بكم من عبيده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين ولم يفقه ذلك أصحاب النار. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فلو دعوا ربّهم فهل يحقّ لهم أن يدعوه أن يُخرجهم فيعيدهم إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون؟ فهل ذلك الدعاء حجّة لهم على ربّهم فيجيبهم؟
جـ 14: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
سـ 15: إذاً فلن يجيبهم الله كون ذلك الدعاء ليس حجةً لهم على ربّهم، بل الحجّة لله عليهم بعد أن أرسل إليهم رسله فكذبوهم تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه بالضبط هو: فما هو الدعاء الذي يكون فيه حُجّةً لهم على ربّهم؟
جـ 15: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، بل يقولوا: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].
سـ 16: فهل حُجّة العبيد على الربّ المعبود يوم القيامة هي رحمته التي كتب على نفسه، ومن لم يؤمن بذلك فقد خسر نفسه ولن يجد له من يرحمه من بعد الله شيئاً؟
جـ 16: {قُلِ اللَّـهُ يُفْتِيكُمْ}، وقال الله تعالى: {كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:12].
الآن تبيّن لنا لماذا قال الكافرون: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53]. وذلك لأنّهم من رحمة الله يائسون ويعتقدون أنّه لا يوجد حلٌّ إلا أن يشفع لهم عباد الله المقربون أو يعيدهم الله إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، إذاً فهم من رحمة الله يائسون ولذلك لم يسألوا ربّهم رحمته التي كتب على نفسه ويقولون إنّك على كُلّ شيءٍ قدير تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ويا معشر من أظهره الله على أمرنا، إني أستحلفك بالله لئن أماتك الله فدخلت النار أن تقول لأصحاب النار إنّ الإمام المهديّ يقول لكم إن كانت لله حجةٌ عليكم ظُلمكم لأنفسكم بعمل السوء فاعلموا أنّ الحُجّة لكم على ربّكم هي أكبر لو تؤمنوا أنّ الله هو حقاً أرحم الراحمين فتستيئِسوا من رحمة عبيده جميعاً فتقولوا: وكيف ننتظر إلى يوم القيامة لعبيد الله المُقرّبين ليشفعوا لنا؟ فها أنتم تدعون خزنة جهنم أن يشفعوا لكم عند الله ولم يفعلوا، فكذلك عبيد الله المقربون جميعاً لن يجرُؤوا أن يشفعوا لكم بين يدي ربّكم يوم القيامة؛ بل سوف يقول الله لكم: {مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ} [يونس:28]. بمعنى أنّكم لا تزالون تعتقدون أنّ عبادي المُقرّبين سيشفعوا لكم عند ربّكم ولذلك تنتظرون لشفاعتهم لكم يوم القيامة.
تعالوا لننظر إلى النتيجة في علم الغيب في الكتاب، وقال الله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].
ومن ثم لم يفقه الكافرون ما يريده الله منهم أن يسألوا ربّهم (مباشرةً) الذي هو أرحم بهم من عباده، وحتى يقنطوا من رحمة عبيده من دونه قال للمشركين أن يدعوهم أن يشفعوا لهم عند ربهم لينظروا هل سوف يستجيبون لهم؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، بل كفروا بشركهم وكانوا عليهم ضدّاً تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].
فقد كفروا بشركهم بالله بسبب المبالغة فيهم من بعد موتهم: {وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ ﴿٢٩﴾ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ۚ وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ۖ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [يونس]، حتى إذا رأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب ليعلموا أن لا ملجأ لهم من عذاب ربّهم إلا إليه أن يغفر لهم برحمته، ولكنّهم لم يتجرّأوا أن يسألوا الله ذلك، وخشعت الأصوات للحي القيّوم لا تسمع إلا همساً.
وفجأةً ..
تفاجأوا بعبدٍ يأذن الله له أن يخاطب ربّه فإذا هو يزيدهم همّاً بغم فيرفع عليهم قضية عند ربّهم أنّهم حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم ويرفض خلافة ربّه على الملكوت، ويرفض دخول جنة ربّه ويحاجّ ربّه أن يُحقِّق له النعيم الأعظم من نعيم جنته. فإذا بالله يقول:
عبدي ألم أجعلك خليفة ربّك الشامل من قبل على ملكوت الدُنيا؟ وها أنا أجعلك خليفة ربّك على ملكوت الآخرة؟ فإذا هو يقول: أعوذُ بك ربي أن أرضى بذلك حتى تُحقّق لي النعيم الأعظم من ذلك كُلّه. فينظر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال والمقربون إلى هذا الرجل ومن حشرهم الله في زمرته فإذا هم يرون زمرته يضحكون بالتبسّم من دهشة عباد الله الصالحين لأنّهم يعلمون بحقيقة اسم الله الأعظم وهم لا يزالون في الدُنيا؛ بل حقيقة اسم الله الأعظم هي الآية التي جعلها الله في قلوبهم حتى أيقنوا بحقيقة هذا العبد. وأما سبب تبسّمهم هو لأنّهم يعلمون بالمقصود من طلب هذا العبد لربّه بتحقيق النعيم الأعظم؛ لأنّهم سمعوا هذا العبد يعتذر لربه عن الخلافة على ملكوت الجنة ويُريد أن يحقّق له النعيم الأعظم، مما أدهش ذلك الخطاب من العبد إلى الربّ حتى عباد الله الصالحين فقالوا: ماذا يبغي وقد جعله الله خليفته على الملكوت كُلّه في الدنيا والآخرة؟ فإذا كان الله استخلف آدم على جنةٍ لله في الأرض فقد جعل الله هذا العبد خليفته على جنة المأوى، فأيّ نعيمٍ يريد أعظم ممّا أعطاه الله إيّاه؟ فقد أعطاه ما لم يؤتِه لعبدٍ في الوجود كُله، فهل هذا العبد قد أصابه الغرور ويُريد أن يكون هو الرب؟! فما خطبه وماذا دهاه إذ يرفض أن يكون خليفة ربّه على جنّة الملكوت الأعظم ويُريد تحقيق النعيم الأعظم منها، فأيّ نعيم هو أعظم من جنّة النعيم؟! فيا للعجب في أنفسهم من غير تكلم، بل الدهشة ظاهرة على وجوههم مما أضحك ذلك زمرة هذا العبد فتراهم مُتبسمين وهم قائمون في زمرته بين يدي ربّه إذ يحاجّ باسمه وباسمهم ربه أن يحقّق له النعيم الأعظم، ويشكو إليه الكافرين الذين حالوا بينه وبين تحقيق النعيم الأعظم فلم يُجِبه ربّه بعد! ومن ثم جثى على أرض المحشر يبكي بكاءًا مريراً ويدعو ثبوراً كثيراً ويقول:
((يا حسرتي على نعيمي الأعظم، فلِمَ خلقتني يا إلهي؟ واظُلماه.. فقد ظلمني عبادك الكافرون وحالوا بيني وبين تحقيق النعيم الأعظم، يا من حرَّمت الظُلم على نفسك فما ذنب عبدك يا إلهي؟)).
فأما الكافرون فظنّوا أن يُفعل بهم فاقرة أكبر مما هم فيه بسبب هذا العبد الذي يرفع عليهم قضيّة إلى ربّهم لم يعقلوه! وأما الصالحون فأصابتهم الدهشة من الخطاب لهذا العبد لربه برغم أنّهُ القول الصواب!
فإذا بالمُفاجأة الكُبرى تأتي من الله أرحم الراحمين فيأذن لعبده وعباده جميعاً أن يدخلوا جنّته فقد صار راضياً في نفسه ليتحقّق النعيم الأعظم لعبده ومن على شاكلته من زُمرته، فسمع ذلك الكافرون أنّ الله قد رضي في نفسه على عباده فأدخلهم جميعاً في رحمته فأذِن لعبده وجميع عباده أن يدخلوا جنّته، ومن ثم يتفاجأ الكافرون من أهل النار، وقالوا لذلك العبد وزمرته: {قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].
ومن ثم يتحقق النعيم الأعظم ..
فذلك شأن المهديّ المنتظَر الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسرّه الذي سوف يجعل الناس أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ، فهو الوحيد الذي تحقّق هُدى البشر في عصره جميعاً فهدى الله من أجله مَنْ في الأرض جميعاً لأنّه يعبد رضوان نفس ربّه كغايةٍ وليس كوسيلةٍ، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخِل عباده في رحمته ولذلك خلقهم سبحانه ليعبدوا رضوان نفسه، وتجدون الفتوى من الله عن بعث الإمام المهديّ المنتظَر الذي سوف يهدي الله من أجله أهل الأرض جميعاً فيجعلهم أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فتجدون البُشرى ببعثه في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].
وفي هذا الموضع يُفتيكم الله أنّه ما قط تحقّق هُدى الناس جميعاً في عصر بعث الأنبياء والمُرسَلين بل لا يزالون مُختلفين فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة، ومن ثم استثنى بعث المهديّ المنتظَر بقوله: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم. أي إلا مَنْ رحِمَهُ الله فهدى من أجله أهل الأرض جميعاً فجعلهم أُمةً واحدةً على صراطٍ مستقيم.
ولربما يودّ أحد السائلين أن يقاطعني فيقول: "ما دامت في هذه الآية البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ أفلا تفصّل لنا من القرآن البيان لهذه الآية في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؟ ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ بالحق حقيقٌ لا أقول إلا الحقّ؛ فأمّا البيان لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً}، فتجدون بيان ذلك في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99]، ومن ثم يكونون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم.
وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}، وتجدون البيان في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ ۗ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، ويقصد في عصر بعث الرُّسل جميعاً من أوّلهم إلى خاتمهم فلم يتحقّق هُدى أهل الأرض جميعاً فلا يزالون مختلفين؛ أي فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة.
ومن ثم نأتي إلى قول الله تعالى: {إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؛ أي إلا مَنْ رحم ربّك فهدى الناس جميعاً من أجله ليتحقّق له النعيم الأعظم من جنّته، ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفس ربّهم عليهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فما غرّكم في بعث الإمام المهديّ يا أحباب قلبي المسلمين؟ وأقسمُ بالله العظيم الذي يهديني وإيّاكم إلى الصراط المستقيم ربِّ السماوات والأرض وما بينهما وربِّ العرش العظيم الذي يُحيي العظام وهي رميم والذي أهلك عاداً بالريح العقيم أنّي الإمام المهديّ المُنتظَر خليفة الله على العالمين شئتم أم أبَيتُم! فإن أبيتُم فسوف يُظهرني الله عليكم بعذاب يومٍ عقيمٍ ومن ثم تؤمنون جميعاً فيمتّعكم إلى حينٍ ومن ثم تصيب البطشة الكبرى قوماً مجرمين، ولكنّ أكثركم لا يعلمون.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
أخو بني آدم في الدم من حواء وآدم الإمام ناصر محمد اليماني.
___________________
اقتباس المشاركة: 154995 من الموضوع: أشهد لله شهادة الحقّ اليقين في الحياة الدنيا وفي الآخرة أنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته..
- 1 -
[ لمتابعة رابط المشاركــة الأصليّة للبيـــان ]
http://mahdialumma.com/showthread.php?p=154984
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - شوال - 1435 هـ
16 - 08 - 2014 مـ
11:08 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــ
أشهد لله شهادة الحقّ اليقين في الحياة الدنيا وفي الآخرة أنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله أجمعين وعلى من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..
وأعوذ بالله من غضب الله بنعيم رضوان الله على عباده لكون نعيم رضوان الله على عباده هو حقاً النّعيم الأعظم والأكبر من نعيم جنته، وليس الإمام المهديّ من أفتى بذلك أنّ نعيم رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من جنته؛ بل الله من أفتاكم بذلك. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ولكنّك وأمثالك كفرتم بفتوى الله تعالى في محكم كتابه بأنّ رضوان الله على عباده هو النّعيم الأكبر من نعيم جنته برغم أنّ هذه الفتوى من أشدِّ آيات الكتاب المحكمات البيِّنات وضوحاً، فمن ثم نعيدها برغم كرهك لما جاء فيها، وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
وجئتنا وكأنّك لأول مرّة تُجادلنا؛ بل باسمٍ جديدٍ وأنت من ضمن الذين كرِهوا رضوان الله فأحبط أعمالهم؛ بل من الذين قال الله عنهم : {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27) ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (28) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)} صدق الله العظيم [محمد].
ولا تزالون تصدّون عن تحقيق رضوان الله بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كونه هدفٌ معاكسٌ لهدف شياطين الجنّ والإنس تماماً ولكون الإمام المهديّ ناصر محمد وأنصاره يسعون الليل والنّهار ليجعلوا الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لتحقيق رضوان نفس الله على عباده لكون ذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لنا، ويعلمه علم اليقين عبيدُ النّعيم الأعظم وهم على ذلك من الشاهدين، وشعروا به الآن، واستيقنته أنفسُ قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه وهم لا يزالون في الحياة الدنيا فعلموا أنّهم حقاً لن يرضوا بملكوت ربّهم حتى يرضى لكون رضوان نفس ربّهم هو النّعيم الأعظم بالنسبة لهم، فمن ثم شاهدوا حقيقة فتوى الله في محكم كتابه: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} صدق الله العظيم [التوبة:72].
ولذلك لن يرضوا بملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، أليس ذلك قد جعله الله برهاناً في أنفسهم أنّ رضوان نفس ربّهم على عباده هو حقاً نعيمٌ أكبر من نعيم جنّته؟ وهم على ذلك من الشاهدين. ولن تستطيعوا فتنتهم أبداً أبداً أبداً لكون حقيقة ذلك أصبحت راسخةً في قلوبهم كرسوخ إيمانهم بالله ربّ العالمين وثبَّت الله قلوبهم بذلك.
وأمّا ما دون ذلك فلا نضمن فتنتَكم لهم، ولن يثْبُتَ مع الإمام المهديّ ناصر محمد إلى حين تحقيق الهدف السامي العظيم إلا عبيدُ النّعيم الأعظم قوماً يحبّهم الله ويحبّونه صفوة البشريّة وخير البريّة، وأمّا ما دون ذلك فمعرَّضين لفتنتكم وصدِّكم عن تحقيق رضوان الله بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، والبرهان على ذلك هروبكم من المباهلة، ولو دعوتُك إلى المباهلة لهربت مثل صاحبك إن لم تكن هو، ولكنّك بالتأكيد من حزبه إن لم تكن هو.
وعلى كل حالٍ لا تخافوا من المسخ إلى خنازير فربّما يؤخِّر الله ذلك إلى حين يشاء أنْ يمسخ من يشاء إلى خنازير وبئس المصير، والأهم هو أنْ نبتهل إلى الله فنجعل لعنةَ الله على الظالمين حتى يذوق وبال أمره كلُّ شيطان مريدٍ، ولكنّني أرجو من ربّي لئن حدثت المباهلة أن لا يلعن إلا شياطين الجنّ والإنس من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر للصدِّ عن تحقيق رضوان الرحمن لكونهم كرِهوا رضوان الله ويأبى الله إلا أن يُتمَّ نوره ولو كره المجرمون الذين اتّبعوا ما يسخط الله وكرهوا رضوانه. وعلى كل حالٍ لسوف يتبيّن من ردودك القادمة لَكَم تحقد وتبغض الإمام المهديّ بغضاً عظيماً عظيماً، وسوف تموت بغيظك ولن تنال خيراً.
وبالنسبة للأسئلة الثلاثة التي تريد الفتوى فيها فسوف نجيبك عليها حتى لا تَتّهمنا أنّنا نتهرب من الردّ على أسئلتكم التي كثير منها مضيعةٌ للوقت وإشغالٌ للإمام المهديّ عن دعوته العالميّة، ولكنَّ أسئلتك ذات أهمية ولذلك سوف نردّ عليها بسلطان العلم الملجم من محكم القرآن العظيم ونقتبس من بيانك ما يلي:
يا اخي الكريم ناصر حتى لا اطيل عليك وحتى لا تختار من كلامي مايناسبك فترد عليه وتترك بعضه،سوف اقتصر عليك بثلاث اسألة مختصره فقط واطلب منك ان تجواب بالمحكم ولا تخرج عنها في اي موضوع آخر....
الاول...قال الله تعالى:
يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيم..
رد على هذه الاية دون خروج عنها....
الثاني...قال الله تعالى:
حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ،الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
فرعون ندم وتحسر قبل ان يموت وشهد ان لا اله الا الله عند غرقه ..فلماذا لم يتحسر الله عليه عندما وقع الندم والحسرة في نفس فرعون وفوق هذا مازالت روحه في الدنيا؟
ومع ذلك يقول الله: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب
الثالث..قال الله تعالى:
إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ،يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون
لوفرضنا ان الله هو المتحسر، هنا الحسرة جاءت بعد الصيحة وموت المستهزئين وليس عندما دخلوا النار فتحسروا وندموا ثم يتحسر الله على حسرتهم وندمهم
ليس عندك الا هذه الاية التي تأولها ولكن على خلاف ماتقول اليس كذلك؟
ويتبعه سؤال
ولو فرضنا ان الله تحسر اين الدليل انه سوف يخرج المستهزيئن والكفار من النار؟
ــــــــــــــــــــــ
انتهى الاقتباس.
ونبدأ بالردّ الملجم من محكم القرآن العظيم على السؤال الأول كما يلي: {يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيم} صدق الله العظيم [المائدة:37].
فمن ثمّ نقول ذلك هو حُكم الله عليهم بالخلود الأبديّ في نار جهنّم ويغيّرونه بالدّعاء والتضرع إلى ربّهم أن يرحمهم ولا يشركون به شيئاً، فهنا يُغيِّر الله الحكم تطبيقاً لإشاءة الربّ كون الله على كلّ شيء قدير وكونه قادرٌ على إخراجهم من النار. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} صدق الله العظيم [هود].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:128].
وسبب الاستثناء بتبديل حكم الخلود هو لنفي تحديد قدرة الله وكرمه ورحمته وإجابته لدعاء عبيده، ومن استيأس من رحمة ربه فقد ظلم نفسه ظلماً عظيماً وسوف يظلُّ في نار جهنّم ما زال يائساً من رحمة ربّه، كمثل يأس فرعون من رحمة الله ويأس الذين اتّبعوه.
ونأتي للجواب على سؤالك الثاني، ونقتبس من بيانك ما يلي:
السؤال الثاني...قال الله تعالى:
حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ،الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِين
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ
فرعون ندم وتحسر قبل ان يموت وشهد ان لا اله الا الله عند غرقه ..فلماذا لم يتحسر الله عليه عندما وقع الندم والحسرة في نفس فرعون وفوق هذا مازالت روحه في الدنيا؟
ومع ذلك يقول الله: وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب ))
ـــــــــــــــــــ
انتهى الاقتباس.
فمن ثم نأتيك بالردّ الملجم بالحقّ أنّه لا ينفع اعترافهم بظلم أنفسهم فيؤمنون بالله وحده ما لم يرافق ذلك الدعاء والتضرع إلى الربّ راجين رحمته، ولكنَّ فرعون وملَئِه ومن كان على شاكلته من رحمة الله يائسون مبلسون، فانظر ليأسهم من رحمة الله من بعد صدور حكم الله لهم بالخلود، وقال الله تعالى: {وَبَرَزُواْ للّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضّعَفَاءُ لِلّذِينَ اسْتَكْبَرُوَاْ إِنّا كُنّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مّغْنُونَ عَنّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مّحِيصٍ} صدق الله العظيم [إبراهيم:21].
ولن تستطيع أن تقول أنّ الله ليس بقادرٍ على إخراجهم برحمته لو تضرعوا إلى ربّهم وعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قديرٍ وأنّ رحمته وسعت كلَّ شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} صدق الله العظيم [هود].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:128].
فمن ثم نأتي للجواب على السؤال الثالث، ونقتبس من بيانك ما يلي:
السؤال الثالث..قال الله تعالى:
إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ،يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون
لوفرضنا ان الله هو المتحسر، هنا الحسرة جاءت بعد الصيحة وموت المستهزئين وليس عندما دخلوا النار فتحسروا وندموا ثم يتحسر الله على حسرتهم وندمهم
ليس عندك الا هذه الاية التي تأولها ولكن على خلاف ماتقول اليس كذلك؟
ويتبعه سؤال: ولو فرضنا ان الله تحسر اين الدليل انه سوف يخرج المستهزيئن والكفار من النار؟
ــــــــــــــــــــ
انتهى الاقتباس.
فمن ثم نترك الردّ عليك من الله أرحم الراحمين مباشرةً: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107)} صدق الله العظيم [هود].
ألا وإنّ الإمام المهديّ يسعى لتعريف قدْرِ الله حقّ قَدْره فلن تصدَّنا عن ذلك سواء كنت من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر أو من الجاهلين من الذين لم يقدِروا ربّهم حقَّ قدْره، ألا وإنّها توجد مسائل أخرى فلماذا التركيز في الجدل على الأساس لدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد؟ لتثنوه وأنصاره عن الدعوة إلى تحقيق رضوان نفس الله على عباده، فكيف نكون إذاً على ضلالٍ مبينٍ؟ بل الحكم لله وليس لك من الأمر شيئاً يا من تسمّي نفسك (حكم الله).
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
____________