اقتباس
وتبيَّن لكم إنّ الله لم يأمر ملائكته بتنفيذ ما آمرهم به من قبل حتى قدّم خليفةُ الله آدم البُرهان بأنّ الله الذي اصطفاهُ عليهم قد زاده بسطةً في العلم عليهم جميعاً حتى إذا قدّم آدمُ البرهان أنّه أعلمهُم ومن ثم جاء أمر الله إلى ملائكته بتنفيذ أمر السجود وقال:
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا}
صدق الله العظيم، وذلك هو الناموس في الكتاب أنّ الذي يصطفيه الله للناس إماماً كريماً أنّه يزيده الله بسطةً في العلم عليهم جميعاً. ولذلك قال الله تعالى عن الإمام طالوت:
{قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيم [البقرة:247].
وليس المقصود أنه زاده كذلك عليهم بسطةً في الجسم أنه جعله ثخيناً أو عملاقاً طويلاً؛ بل قد يوجد في القوم من هو أطول وأثخن، فليس ذلك هو المقصود على الإطلاق، بل البسطة في الجسم: إن جسمه لا يكون كمثل أجسادهم من بعد موته جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً؛ بل يبقى كما هو يوم موته لم يتغير ولم يتأثر شيئاً، ومثل أجساد الأئمة كمثل أجساد الأنبياء لا يتورّمون من بعد موتهم ولا يأكل الدود أجسادهم كمثل جسد نبي الله سليمان. قال الله تعالى:
{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}
صدق الله العظيم [سبأ:14].
بمعنى إنّه لم يدلّهم على موته أنّ جسده تورّم أو تغيّر أو أكله الدود لأنّهم لم يروا أنّه حدث لجسده من ذلك شيء، إذاً لعلموا إنّ نبيّ الله سُليمان عليه الصلاة والسلام قد مات؛ بل قال الله تعالى:
{مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ}
صدق الله العظيم؛ فذلك هو المقصود بالبسطة في الجسم عن الإمام طالوت عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
{الْجِسْمِ}
بمعنى إنّه زاده عليهم بسطةً في الجسم فلا يكون جسمه من بعد موته جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً. فما خطبُكم تُجادلون في الاسم ونسيتُم إنّ الحجّة هي في العلم! أفلا تعلمون إنّ للأنبياء والأئمة المُصطفين من اسمين اثنين في الكتاب كمثل نبي الله إسرائيل وأنتم تعلمون إنّه ذاته نبيّ الله يعقوب عليه الصلاة والسلام، وكذلك نبيّ الله أحمد وأنتم تعلمون إنّهُ ذاته نبي الله مُحمد صلى الله عليه وآله وسلم، إذاً يا قوم ليس الحجّة هي في الاسم بل هي في العلم ولذلك جاءت الفتوى عن طريق الرؤيا الحقّ بما يلي:
[وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبتَه]
http://mahdialumma.com/showthread.php?p=4937